قد يشعر بعض الناس أن شريك الحياة، أو شخصاً يحبه بشدة، أو تربطه به صلة قرابة، يعامله بقسوة قلب وغلظه على الرغم من أنه يحبه، وأن بينهما عشرة طويلة، ويتساءل عن أسباب ذلك، وهل هناك طرق لعلاج الأمر.
هذا ما أوضحته وعد حامد، الاختصاصية الاجتماعية، التي تحدثت عن الأمر، قائلة: من غير المنطقي، أو العقلاني أن يحب الإنسان شخصاً، ويقسو عليه، فالمحبة تعني اللين والعطاء، إلا أن هناك بعض التصرفات التي يقوم بها الحبيب يعدها الطرف الآخر نوعاً من قسوة القلب، لكنها تكون في الحقيقة حرصاً عليه وحباً له، وعلى الشريك، أو الطرف الآخر معرفة سبب تلك القسوة وفهمها، والبحث عن طريقة لحلها.
قسوة قلب الحبيب
مثلاً الرجل الذي يقسو على زوجته، أو خطيبته ويجبرها على ارتداء لباس معين يهدف من ذلك إلى أن تظهر محتشمة، هذا الرجل يعد غيوراً وحريصاً على زوجته "حبيبته وشريكة حياته"، وربما يعود من العمل مثقلاً مهموماً فيفرغ طاقته بالصراخ أمامها، أو عليها، لكنه سرعان ما يرجع إلى طبيعته ويعتذر منها، ويبرر فعلته، هذا الرجل لا يعد قاسياً، وعلى المرأة الذكية تحليل قسوة قلب زوجها، والبحث في أسبابها، ومحاولة تهدئته فمن غير المنطقي، أو المعقول أن يكون شخصاً محباً وقاسياً على حبيبه في الوقت نفسه، أما إن ظهر عكس ذلك، فحينها يكون الحب في الأساس غير موجود، خاصةً في العلاقات العاطفية.
قسوة قلب الحبيبة
وقد تقسو المرأة أحياناً في تصرفاتها على حبيبها، أو خطيبها، أو زوجها على أن قسوة المرأة لا تشبه قسوة الرجل، فللمرأة مبررات مختلفة قد تكون بدافع الغيرة، أو بسبب التغيرات الهرمونية الشهرية، أو ضغوط العمل المترافقة مع ضغوط الحياة، ومن الملاحظ غالباً أنها تخفي وراء قسوتها حباً كبيراً، لذا تتراجع بسرعة، وتظهر مشاعرها الحقيقية.
قسوة قلب الأبوين
وقد نلاحظ في بعض الأحيان قسوة الوالدين على أبنائهما على الرغم من أن الابن يحتل جزءاً أساسياً من قلبهما، وغالباً ما تكون هذه القسوة بهدف العقوبة لتقويم تصرفاته، أو كنوع من التربية ليحسب ألف حساب لوالديه قبل التفكير في ارتكاب أي خطأ.
أما قسوة القلب التي ينتج عنها عنف، أو إيذاء جسدي، فهي تصرف شاذ وغير مقبول، وتنتج غالباً بسبب التربية الخاطئة، أو تعرض الشخص إلى الإيذاء، ما يجعله متوحشاً، وأحياناً بسبب تعاطي الممنوعات التي تؤثر في العقل.
نصائح للتخلص من قسوة القلب والحد منها:
1- الطريقة الأولى في خطوات العلاج، أن يعترف الشخص ويستشعر بنفسه أنه غليظ القلب.
2- مراعاة الحبيب والصبر عليه وعدم محاولة استفزازه بأي شكل.
3- خلق جو هادئ، ورومانسي يخفف من عصبية الحبيب وحدته ، مع كثرة تبادل رسائل وعبارات الحب والغرام .
4- الخروج مع أشخاص تربطهم به علاقة محبة في رحلة سفر للتخفيف من ضغوط الحياة، وليذهب الجفاء في سبيله.
5- يمكن استشارة اختصاصيين في المجال لمعرفة طرق وأساليب التعامل الأمثل مع قسوة الحبيب.