أحياناً قد تكون "المآسي" الشخصية، بدايات لقصص إنسانية كبيرة، وسبباً في تكوين صداقات وثيقة وفريدة من نوعها، ومن أكثر هذه القصص إلهاماً وتأثيراً، حكاية صداقة جمعت بين سبعة نساء في بريطانيا، كان القاسم المشترك بينهن ما عانينه من مرض "الفشل في الرئتين" أو "التليف الكيسي"، الذي أصابهن في الوقت نفسه تقريباً، ما كان قاسماً مُشتركاً جعلهن يُكَونَّ صداقة افتراضية عبر الإنترنت، وبعد أن خضعن جميعهن لعمليات زرع ناجحة أنقذت حياتهن، قررن أن يلتم شملهن بالحياة الحقيقية لأول مرة في أحد المقاهي، في لقاء كان مشحوناً بالكثير من المشاعر.
المقاتلات السبعة – إن جاز التعبير – تترواح أعمارهن بين الـ 22 و 37 عاماً، كنّ قد خضعن جميعهن لعمليات زرع أعضاء، بعدما تم تشخيص إصابتهن بمرض "التليف الكيسي"، وعلى الرغم من أن جميع تلك النساء حصلن على دعم العائلة والأصدقاء بشكل كبير، إلا أن العلاقة التي جمعت بينهم على الإنترنت بسبب هذا المرض، كانت أقوى وأشد تأثيراً على حالاتهن، إذ أن كل واحدة منهن كانت تساعد الأخرى على تجاوز المحنة التي تمر بها، فأطلقن مجموعة على تطبيق "واتس أب"، وأسمينها "فتيات زرع الأعضاء"، وكنّ يتحدثن لساعات طويلة من خلالها.
ولأن الأشخاص المصابين بمرض "التليف الكيسي"، يخضعون لقواعد علاجية صارمة للغاية، جراء خطورة وحساسية هذا المرض الخطير، لم تتمكن النساء السبعة المقاتلات لهذا المرض، أن يلتقين في الحياة الحقيقية لعدة سنوات، ولكن في اللحظة التي أجرين فيها جميعهن عمليات ناجحة لزرع أعضاء، قمن بإخراج هذه الصداقة المتينة من العالم الإفتراضي والرقمي، إلى الحياة الحقيقية.
ومن الجدير بالذكر، بأن ما لا يقل عن 10 آلاف شخص في المملكة المتحدة، يعانون من مرض "التليف الكيسي"، الذي يؤدي إلى انسداد الرئتين بالمخاط اللزج، مما يجعل عملية التنفس صعبة، ويترك المرضى أكثر عرضة للإصابة بالأمراض التي تهدد الحياة، وفق ما ورد في صحيفة "ميرور" البريطانية.