كم جميل أن يثمر تعب الوالدين وتضحيتهما من أجل أبنائهما ببر الأبناء لهما ورد المعروف بكل حب وتقدير، ولعل هذا ما ينطبق على الشابة "ولاء الصائغ"، والتي ضربت أروع الأمثلة في بر الوالدين، وذلك عندما تبرعت بكليتها لوالدها دون علمه من أجل إنهاء معاناته مع الفشل الكلوي.
وكانت عملية زراعة الكلية قد أجريت للمواطن "محمد إسماعيل الصائغ" بنجاح في مستشفى القوات المسلحة بمدينة تبوك، ليكتشف بعد إفاقته أنّ المتبرع له هو ابنته.
"ولاء الصائغ" أوضحت أنّ ما دفعها لهذه الخطوة أنها عاشت معاناة والدها على مدى ثلاث سنوات بعدما فشلت كليتاه، وبينت أنه ظل يتردد على المستشفيات للغسيل ثلاث مرات أسبوعيًّا.
وخوف "ولاء" على والدها دفعها إلى إخفاء تقريره الطبي والذهاب إلى المستشفى مع إخوتها لإجراء تحاليل لكشف تطابق أنسجتهم مع والدهم من أجل تحديد متبرع منهم، فوقع الأمر عليها هي.
وقد أخبرت والدها بوجود فاعل خير يرغب في التبرع دون أن تخبره باسمه، موضحةً أنهم انتقلوا من ضباء إلى تبوك لإجراء العملية التي تمت بنجاح، ليكتشف الوالد بعدها أنها هي المتبرعة.
تجدر الإشارة إلى أنّ عملية زراعة الكلى تهدف إلى أن تحل الكلى السليمة محل التالفة، والتي يعطيها أحد المانحين للمريض.