يحمل شهر سبتمبر ذكرى تاريخية محببة لكافة السعوديين، حيث يحتفلون في الثالث والعشرين منه بـ «اليوم الوطني»، اليوم المبارك الذي وحَّد فيه الملك المؤسس عبدالعزيز، رحمه الله، البلاد تحت راية التوحيد، ما أسهم في تسخير خيرات الوطن المبارك وطاقاته لخدمة الشعب السعودي أجمع، وعلى كافة الأصعدة حتى يومنا الجاري. وبهذه المناسبة السعيدة، أطلق عديدٌ من الفنانين أغنيات وطنية، تعكس روح المحبة والارتباط الوثيق بين السعوديين ووطنهم وقيادتهم الحكيمة، وفي كل عام يبدع هؤلاء المطربون في تقديم أغنيات جديدة، تواكب هذه المناسبة الغالية، وتنال إعجاب السعوديين. ولا يختلف هذا العام عن غيره، فقد شهد 2018 إطلاق عديدٍ من الأغنيات الوطنية، وهو ما نستعرضه فيما يلي:
محمد عبده وألبوم وطني كامل
يعد «فنان العرب» محمد عبده أكثر فنان سعودي يطرح أعمالاً وطنية حتى ارتبط هذا النوع من الأغنيات باسمه طوال أكثر من أربعة عقود، فلا يمر عام إلا ويقدم «أبو نورة» أغنية وطنية جديدة، تضاف إلى رصيده الفني الكبير. ويعدّ محمد عبده الفنان الأول الذي يطرح ألبوماً وطنياً متكاملاً، وهو ألبوم «فوق هام السحب»، كما يُطرب جمهوره العريض في كل مناسبة فنية يشارك فيها بعدد من هذه الأغنيات، خاصة تلك التي تقام في المناسبات الوطنية بالسعودية. وفي إطار إسهامه في تطوير الأغنية الوطنية، قدَّم «فنان العرب» عملاً وطنياً رائعاً هذا العام، وهو «سيد السادة»، إضافة إلى عمل آخر بعنوان «تاج راسي».
انتشار واسع لراشد الماجد
علاقة وثيقة، تجمع الفنان راشد الماجد بالأغنية الوطنية، فمنذ التسعينيات الميلادية وراشد ينثر أعمالاً وطنية، ليكرِّس عبرها اللحمة الوطنية، معتمداً فيها النمط الحديث. ومن المفارقات الجميلة، أن هذه الأغنيات حظيت بانتشار واسع لراشد، الذي طرح عام 2006 ألبوماً وطنياً بعنوان «الصقـور الخضر»، وأهداه إلى المنتخب السعودي لكرة القدم بمناسبة مشاركته في مباراة رياضية دولية، وتضمَّن أيضاً عدداً من الأعمال الوطنية. وكان الماجد قد قدَّم عام 1998 ألبوماً غنائياً بعنوان «السعودية». ولا يمر عام إلا ويضع راشد بصمته في الأغنية الوطنية السعودية، وفي العام الجاري طرح ثلاثة أعمال وطنية، هي: «ولي عهد المسلمين»، و«حيُّوا ملكنا»، و«أمير الناس».
عباس إبراهيم وأبرز الأعمال الوطنية
تغنَّى الفنان عباس إبراهيم خلال مسيرته الفنية، بعديد من الأعمال الوطنية، كما شارك في أوبريت الجنادرية.
وفي إبريل الماضي، طرح عباس إبراهيم أغنية بعنوان «المجدِّد»، ومن خلالها جدَّد ظهوره على الساحة الفنية. وحصدت الأغنية كثيراً من المشاهدات والإعجابات، وعدَّها كثيرون من أبرز الأعمال الوطنية التي قُدِّمت هذا العام.
أغنية طلال سلامة تلهب المشاعر
تعدّ أغنية «الله الله يا منتخبنا» من أهم أعمال الفنان طلال سلامة، وقدمها عام 1984، إذ كانت سبباً رئيساً في انتشاره الفني، خاصةً مع ترديدها في كل إنجاز يحققه الأخضر السعودي في المناسبات الرياضية الدولية.
وقدَّم سلامة هذه الأغنية دعماً للمنتخب السعودي في إحدى المناسبات القارية في العام نفسه، فألهبت المشاعر، وزادت الحماس والروح المعنوية للاعبي المنتخب والمشجعين السعوديين.
وفي يونيو الماضي، أعاد طلال توزيع الأغنية بشكل جديد، بمشاركة الفنانة أسيل عمران «بطريقة الدويتو»، لتحقق مجدداً انتشاراً واسعاً، خاصةً أنها جاءت تزامناً مع مشاركة الأخضر السعودي في مونديال روسيا 2018.
ويعدّ طلال سلامة من أبرز الفنانين السعوديين الذين يشدون بالأغنية الوطنية، حيث قدم عديداً من الأعمال في الأعوام الماضية.
جابر الكاسر يبث روح المحبة
طرح الفنان جابر الكاسر أكثر من عمل غنائي وطني خلال مسيرته الفنية، ما أسهم كثيراً في انتشاره، سعودياً وخليجياً. وفي 2018، طرح الكاسر أغنية وطنية بعنوان «أهل الطيب»، لتضاف إلى قائمة الأغنيات الوطنية التي طرحت في العام الجاري. ويقدم جابر كل عام عملاً غنائياً وطنياً، يبث روح المحبة والحماس في نفوس السعوديين.
وليد الشامي يغني للوطن
شهد العامان الماضيان تألقاً كبيراً للفنان وليد الشامي في طرح الأغنيات الوطنية، حيث قدَّم أعمالاً عديدة، خصَّ بها السعودية. وفي بداية العام الجاري، تغنَّى وليد، من ألحانه، بعمل وطني بعنوان «مستقبل الدولة»، وذلك امتداداً للأعمال الوطنية التي قدمها في الفترة الأخيرة، وحملت في طياتها كثيراً من الحنين والمحبة، ليتمكَّن الشامي بجدارة من تسجيل اسمه بين الفنانين الذين تغنوا للوطن. كذلك قدَّم وليد أغنية بطريقة «الدويتو»، جمعته بالفنان راشد الماجد بعنوان «محمد الوطن»، وأهداه إلى القيادة السعودية الرشيدة.
بصمة داليا مبارك
تمكَّنت الفنانة السعودية داليا مبارك من وضع بصمتها على الخارطة الفنية للأغنية الوطنية بتقديمها العام الجاري عملاً بعنوان «ما وحشتك يا بلادي»، عبَّرت فيه عن مدى محبتها للوطن الغالي، خاصةً أن العمل الوطني «يستوطن الأعماق»، ويؤكد قوة الارتباط والمحبة لبلد الحرمين الشريفين.
وتعتزم داليا تقديم عديدٍ من الأغنيات الوطنية هذا العام، امتداداً لما قدمته في الأعوام الماضية من أعمال غنائية وطنية.
هدية نوال الكويتية
طرحت الفنانة نوال الكويتية أغنية وطنية، حملت اللون الشاعري، وأهدتها إلى الشعب السعودي بعنوان «سعودي» من كلمات الشاعر خالد المريخي. وحققت الأغنية انتشاراً كبيراً لنوال عند طرحها.
وقد حرصت نوال على تقديم مجموعة من الأعمال الوطنية السعودية، كما غنَّت في مهرجان الجنادرية قبل 20 عاماً، بمشاركة نخبة من الفنانين. وتأتي أغنيتها الوطنية امتداداً لمشاركاتها في المناسبات الفنية الوطنية بالسعودية.
الجسمي يقدم الأغنية الوطنية السعودية
حرص الفنان الإماراتي حسين الجسمي على المشاركة بقوة في تقديم الأغنية الوطنية السعودية، ففي عام 2015 قدَّم الجسمي أغنية بعنوان «سلمان الشهامة»، حققت انتشاراً كبيراً، ونالت إعجاب جميع السعوديين.
وكرَّر الجسمي التجربة الوطنية بعد نجاح أغنيته الأولى، حيث طرح عملاً آخر في 2018 بعنوان «اصعد بعزمك» من كلمات الشاعر الأمير عبدالرحمن بن مساعد، في بداية العام الجاري، وباتت الأغنية مطلباً للحضور في كافة المناسبات الوطنية التي تقام في السعودية لما تحمله من معانٍ تبث الحماس والإصرار والعزيمة في النفوس.
5 نجوم في عمل غنائي وطني ضخم
في إبريل الماضي، قدَّم مجموعة من الفنانين أغنية وطنية مشتركة، بما يخالف العادة الدارجة بأن يؤدي فنان واحد منفرداً هذا النوع من الأغنيات، أو بطريقة «الدويتو»، حيث أدَّى خمسة فنانين، هم: راشد الماجد، وعبدالمجيد عبدالله، وحسين الجسمي، وماجد المهندس، ووليد الشامي، أغنية وطنية بعنوان «سيرة آل سعود»، تحدثت عن تاريخ الدولة السعودية. وعُدَّت الأغنية من أطول الأغنيات الوطنية، حيث استمرت 20 دقيقة، وجاء العمل بمنزلة الملحمة الغنائية.
أوبريت «أئمة وملوك»
يقام في فبراير من كل عام حدث وطني، وهو المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية»، الذي يُقدَّم فيه أوبريت ملحمي، يبرز إنجازات الوطن وقيادته الحكيمة، وينتظره السعوديون بفارغ الصبر، لما يتميز به من توليفة غنائية رائعة، تجسد جزءاً من تاريخ وطنهم الغالي. وهذا العام، أقيم في «الجنادرية» أوبريت غنائي بعنوان «أئمة وملوك»، شارك فيه كلٌّ من الفنانين: محمد عبده، وراشد الماجد، وعبدالمجيد عبدالله، ورابح صقر، وراشد الفارس، وماجد المهندس، من كلمات الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن، وألحان ياسر بو علي، واستُخدمت فيه أحدث التكنولوجيات والمؤثرات الصوتية، وحقق الأوبريت صدى واسعاً.
أشهر الأغنيات الوطنية السعودية التي تغنَّت في المناسبات الوطنية
تُنظَّم للمناسبات الوطنية المختلفة كثيرٌ من الأغنيات التي تحافظ على الموروث الشعبي والوطني، وتذكِّر الأجيال بأمجاد بلادهم وإنجازاتها، وتجمع الناس على محبة الوطن وقيادته، كما تعبِّر عن الحالة الوجدانية التي يمرون بها خلال الاحتفال بتلك المناسبات الخالدة، وما يرافق ذلك من مشاعر فياضة تجاه الوطن الغالي، لتتجاوز تلك الأغنيات مجرد كونها كلمات وألحاناً، وتصبح بحق وسيلة لتوثيق اللحظات الخالدة للأمة. ولعل أبرز ما يميز الأغنية الوطنية السعودية الإثراء الوطني، كلمةً ولحناً، واكتمال عناصر الإبداع فيها لتُخلَّد في النفوس، وتستوطن الأعمــاق، حيث لا تمر مناسبة وطنية إلا وتغنى فيها أجمل الأغنيات الوطنية، التي أصبحت مع مرور الزمن محفورة في قلوب السعوديين، يرددونها بفخر تحيةً لوطنهم وقيادته الحكيمة. ومن أشهر هذه الأغنيات:
فــوق هام السحب
تعد أغنية «فوق هام السحب»، التي صدح بها فنان العرب محمد عبده عام 1989، من أبرز الأغنيات الوطنية السعودية، وقد أجمع السعوديون على روعة الأغنية حتى باتت مطلبهم الأول في ختام كل حفلة من حفلات «أبو نورة»، خاصةً الحفلات التي يحييها في السعودية، كونها تثير في نفوسهم مشاعر الفخر بوطنهم الحبيب، وتلامس شغاف قلوبهم.
وقد أصبحت الأغنية محط اهتمام كثير من القنوات الفضائية، تقدمها في كل مناسبة وطنية سعودية، وهي من كلمات الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن، وألحان محمد عبده.
وطني الحبيب
خمسة عقـود مرَّت على طرح أغنية «وطني الحبيب» من قِبل الفنان الراحل طلال مداح. وقد حققت الأغنية انتشاراً كبيراً حتى أصبحت، مع مرور الزمن، من أجمل الأغنيات التي تُقدَّم في المناسبات الوطنية، كونها تثير في نفوس السعوديين مشاعر جياشة نحو وطنهم الغالي لما تتميز به من كلمات وطنية صادقة، تعبِّر بحق عن مدى محبة السعوديين لوطنهم.
وقد قدمها طلال مداح بأسلوبه الجميل، ليكون من أوائل الفنانين السعوديين الذين يرسمون خارطة الطريق للأغنية الوطنية، ولروعتها لا تمر مناسبة وطنية إلا وتعرض فيها مرات ومرات، حيث يحرص السعوديون على الاستماع إليها لما تحمله من مشاعر حنين لا توصف، ولحضها الأجيال على الافتخار بوطنهم.
يا بلادي واصلي
أدى هذه الأغنية الفنان الراحل أبو بكر سالم الذي تفانى في تقديم الأغنية الوطنية خلال مسيرته الفنية. وتعد الأغنية، التي تم تسجيلها في أقل من يومين، رمزاً من رموز الأغنية الوطنية السعودية. ويتسم العمل الفني، بالرقي العالي، وقام بكتابة الأغنية وتلحينها أبو بكر سالم، لتصبح منبعاً وطنياً، تستخلص منه الأجيال السعودية مشاعر الفخر بوطنهم، وتاريخه العريق، وما يزيد من تمسكهم بالاستماع إليها الطريقة التي أدى فيها أبو بكر الأغنية مستنداً إلى طبقات صوته الرنانة. وتعد «يا بلادي واصلي» من الأغنيات الأخيرة التي غناها الراحل قبل وفاته، لكنها لاتزال تُقدَّم في جميع المناسبات الوطنية، خاصةً اليوم الوطني، بأصوات عديد من الفنانين.
بلادي منار الهدى
هذه الأغنية الوطنية تعد من الأغنيات الخالدة في التراث الفني السعودي، وتُقدَّم في جميع المناسبات الوطنية، وهي للفنان الراحل سراج عمر الذي قدمها عام 1975. والأغنية، هي النشيد الوطني السعودي السابق، قبل استبداله بالنشيد الحالي «سارعي للمجد والعلياء».
الله البادي ثم مجد بلادي
يعد أوبريت «مولد أمة» الأوبريت الغنائي الأول الذي يعرض في مهرجان «الجنادرية»، وتضمَّن قصيدة «الله البادي ثم مجد بلادي» التي كتبها الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن. وتتميز الأغنية بإيقاعها السريع والـ «كوبليه»، وتوصف بأنها من أشهر الأعمال الوطنية، خاصة أنها تحظى باهتمام كبير من قِبل السعوديين، وقام بأدائها محمد عبده، وطلال مداح.
آراء النقــاد
| أكد الدكتور والناقد حسن الخليفة، بخصوص قوة المنافسة بين الشعراء والملحنين في الماضي والحاضر، أنه لا يوجد حالياً إلا نصوص وألحان وطنية رَكِيكَة لا تليق بحجم الأعمال الوطنية العظيمة، باستثناء بعض الأعمال، وهي قِلَّة، وأضاف أيضًا أن العوامل المحيطة بالوطن لها تأثير كبير على وجدان الشاعر الحقيقي (وليس المستشعِر) ووطنيته وحبه لوطنه، ونجد هذا الشاعر الحقيقي يتفاعل تلقائيًّا مع الأحداث، ويسطر كلمات تهتزُّ لها الأبدان من قوة وصف المعنى. وحول الأعمال الوطنية السعودية التي تم غناؤها في الفترة الماضية وهل سيكون لها تخليدٌ مستقبلاً، أكد الدكتور حسن الخليفة أن هناك أعمالاً قليلة جدًّا لا تتجاوز أصابعَ اليد قد تخلد لسنين طويلة، مثلاً الأغنية الشهيرة «انت ملك» التي تغنَّى بها رابح صقر مؤخرًا. وحول الأعمال الوطنية الشهيرة التي تُغَنَّى في المناسبات منذ قدم الزمن، وكيف أصبحت تُغَنَّى في جميع المناسبات، تحدَّثَ حسن الخليفة قائلاً: اسألوني كيف صُنِعَتْ هذه الأعمال الوطنية ومن ثَمَ أصبحتْ خالدة وتُرَدَّدُ، إن مَنْ صنعوا هذه الأعمال الرائعة -التي تمَّ التغني بها في جميع المناسبات الوطنية- هم فنانون حقيقيون أفنوا حياتهم في الفن، ولم يفنوها من أجل الشهرة أو جمع المال، وما يدلُّ على هذا هو أن بعضهم رحلوا فقراء ماليًّا ولكن أغنياء بتاريخهم الفني العظيم وبمحبة الناس، غابت أجسادهم لكن لم يَغِبْ إبداعُهم الذي ينافس فنيًّا وهم أموات، ويرعب الموجودين في الساحة حتى الآن.
| تحدَّث الشاعر سعد الخريجي، الذي يملك رصيدًا من الأعمال الوطنية والغنائية، قائلاً: «إن الأعمال الوطنية وشهرتها تأتي من التوفيق في الاختيار. والفنانون السعوديون أبدَعوا وتألَّقوا في تأدية هذه الأعمال، وأثْروا الساحة الغنائية بأعمالهم التي أصبحت الآن خالدة، وهم يستحقون التقدير والتكريم على ما قدموه تجاه الأغنية الوطنية، ويُعتبر محمد عبده من أشهر الفنانين الذين تغنّوا بها، بالإضافة إلى الراحل طلال مداح وأبو بكر سالم أيضًا. وأضاف الشاعر سعد الخريجي أنه في هذه الأيام لا بدَّ من التكاتُف بين الشاعر والملحن والفنان من أجل النهوض بالأعمال الفنية التي تبيِّن قوة التلاحم والمحبة للوطن». وحول الأغاني الوطنية التي ظهرت حديثًا أكد الشاعر أن هناك أعمالاً وطنية تُطرح في وقت لا يُكتب لها فيه النجاح المرجو، لكن تأتي المناسبات الوطنية فتسجِّل نجاحًا كبيرًا، وأكد أن لديه في رصيده عملاً وطنيًّا تغنَّى به الفنان راشد الماجد بعنوان «يا سلامي عليكم بالسعودية»، وطُرِحَت الأغنية في وقت لم تكن ظروف المنتخب السعودي جيدة، ومع مرور الأيام حقَّقَتْ نجاحًا وانتشارًا في جميع انتصارات المنتخب، لذلك التكاتُف مطلوب حتى من شركات الإنتاج؛ من أجل النهوض بالعمل الوطني. كما تحدَّث الشاعر سعد الخريجي أيضًا عن أن له أعمالاً وطنية سترى النور قريبًا بأصوات أبرز الفنانين السعوديين خلال الفترة القريبة، وأضاف أن اليوم الوطني السعودي فرصةٌ كبيرة لطَرْحِ الأغاني الوطنية التي اعتدْنا عليها منذ القِدَمِ، رغم طرح مجموعة من الأعمال الوطنية هذا العام.
| كذلك تحدث الناقد الدكتور نايف الرشدان، حول موضوع الأغنية الوطنية، قائلًا: «الأغنية الوطنية المهداة إلى الوطن، أنظر إليها من ثلاث جهات، في مقدمتها أنه يفترض على الملحن أن يبحث عن الشاعر. فلدينا شعراء قليلو الذهاب إلى الملحن، وتجدهم يكتبون عملًا وطنيًّا، وينشرونه ولا يتابعونه ليصل إلى أبعد مدى من النجاح والانتشار، أما الشعراء الذين يهدون قصائدهم الوطنية إلى الملحنين، أو المطربين فهم قلة قليلة، وهذا يحيلنا إلى أمر مهم للغاية، وهو أن القضية هي قضية وطنية، ونبحث عن نص جميل يرسِّخ في الأذهان المعنى الوطني، لذا من المهم أن تكون هناك صلة وثيقة بين الملحن والمغني والشاعر، وألاحظ أن كثيراً من الشعراء، خاصة الشعبيين يكتبون الأغنية الوطنية». وأضاف: «هناك قصائد ليست جيدة «متوسطة»، وأصبح ترديدها يقتصر في الفترة الأخيرة على الإيقاع الموسيقي فقط، لكون الكلمات دون المستوى المطلوب، والأعمال الوطنية تحتاج إلى التكامل بين الشاعر والملحن والمغني لتحقق نجاحاً كبيراً، ومنذ فترة طويلة والأعمال الوطنية تحتاج إلى النص المتميز لتنتشر، وأتمنى في الفترة المقبلة أن نسمع أعمالاً وطنية ذات قيمة كبيرة، لأن هناك فنانين لا يحسنون اختيار الكلمة
المعبِّرة، وذات النبض الصادق والمؤثر في المتلقي». وتابع: «الأغنية الوطنية لابد أن تكون محور اهتمام الجميع لأنها تمثل جوانب مهمة من هوية السعوديين، وقد لاحظنا أن المناسبات الوطنية التي تقام حتى خارج السعودية تحظى فيها الأغنية الوطنية باهتمام كبير، ما يؤكد أهمية هذه الأعمال».
الشعراء الذين
كتبوا الأعمال الوطنية هذا العــام
الأمير بدر بن عبدالمحسن، الأمير سعود بن عبدالرحمن،
الأمير محمد بن عبدالعزيز،
الأمير عبد الرحمن بن مساعد،
عبدالمحسن بن سعيد،
حسين اليامي، ضاري،
خالد المريخي، محمد نوار، علي السبعان، عبدالعزيز الحارثي وزين بن عمير.
الملحنون الذين لحنوا الأعمال الوطنية هذا العــام
ياسر بو علي، جابر الكاسر، محب الوطن، تركي العبدالله، نواف عبدالله، وليد الشامي، نزار عبدالله، فايز السعيد، سهم، مشعل العروج، ومحمد شفيق.