أصبحت الألعاب الإلكترونية في العصر الحديث وسيلةَ الشبابِ الأولى للترفيه عن أنفسهم، وباتت الفعاليات الجسدية والفعاليات التواصلية مع المجتمع المحيط شبه منعدمة، ويرجع الخبراء ذلك للتطور المخيف في العالم الرقمي، بالإضافة إلى عدم قُدْرَةِ الأهل على التواصل مع أبناء هذا الجيل بطريقة صحيحة، ولكن بالتأكيد لا بُدَّ من وجود بدائل لهذه الألعاب، ويجب على الأهل والأبناء التعاون لاستخدامها بدلاً من تلك الألعاب. وعن هذه البدائل حَدَّثَنَا الأخصائي الاجتماعي نايف الوابل.
أخطاء الأهل
من الأخطاء الشائعة في العصر الحالي لدى الأهل أنهم إذا أرادوا أن يَكُفَّ طفلُهم عن البكاء ناوَلُوه الـ"آي باد" أو الهاتف الجوال، وإن أرادوا أن يناموا بهدوء أعطوه لطفلهم، وإن أرادت الأم أن تكملَ طبخها أو عملها في المنزل أعطته الـ"آي باد"، وهذا الأمر يدمِّر أبناءهم دون أن يدروا، فقطاع كبير من الأطفال في هذه الأيام تَتْلَفُ أبصارُهم ويرتدون النظارات الطبية في أعمار صغيرة جدًّا، وينعزلون عن العالم، ويصبح رفيقهم الوحيد هو جهازَ الهاتف أو الأجهزة اللوحية، وبعض الأطفال قد يصابون بالرُّهَابِ الاجتماعي؛ وهو عدم القدرة على التَّأَقْلُمِ مع المجتمع والخوف من الخوض في الحديث مع الآخرين.
حلول بديلة عن الألعاب الإلكترونية
على الأهل إيجاد الطرق التحفيزية لأبنائهم على عمل نشاط بدني أو اجتماعي، وذلك بحسب عمر الابن:
- من عمر 3 – 6 سنوات: يتمُّ إيجاد الألعاب التي تعتمد على تنمية ذكاء الطفل، مثل الأحْجِيَة وألعاب الرمل والتركيب والليجو، والجلوس مع الطفل لتعليمه بعض المهارات؛ مثل أسماء الحيوانات بلُغَةٍ أجنبية أو الأرقام والحروف، واللعب معهم بطريقة مفيدة؛ مثل تكوين الكلمات والعمليات الحسابية البسيطة.
- من عمر 6 – 16 سنة: إدخال الأطفال في نَوَادٍ رياضية؛ لشَغْلِ وقتهم بأشياء مفيدة لجسمهم ولياقتهم وعقلهم، مثل السباحة وركوب الخيل وكرة القدم، والجلوس معهم لمعرفة طريقة تفكيرهم، وتخصيص وقت لقراءة قصة معًا، أو تفسير بعض المصطلحات، أو مناقشة بعض الكتب.
- من عمر 16 – 25 سنة: يعرف الشاب في هذا العمر أن مصلحته ليست بالجلوس لساعات أمام هذا النوع من الألعاب، لذا فإنه من تِلْقَاءِ نفسه عليه أن يفكِّر بطرق يشغل وقته فيها، مثل التسجيل في نادٍ رياضي، أو الاتفاق مع أصدقائه على الخروج مرتين في الأسبوع لتمضية وقت نقاهة من الدراسة والعمل، وعليه أيضًا أن يفكِّرَ أكثر في علاقاته الاجتماعية وصِلَة الرَّحِم؛ فهو لم يَعُدْ صغيرًا ينتظر توجيهًا من الكبار، ومن المقترح على الشباب البحث عن دورات تدريبية عملية تنفعهم في مرحلة العمل، مثل دورات اللغة ودورات الكمبيوتر وإدارة الأعمال وغيرها، أو الدورات الترفيهية مثل فنون الرسم أو النحت أو العزف على بعض الآلات الموسيقية، أو المشاركة في بعض النشاطات التطوعية، وأن يحاول الشاب جاهدًا ألاَّ تزيد مدة اللعب بألعاب الفيديو أكثر من ساعة إن لم يتمكن من تركِها نهائيًّا.