قرى أقرب إلى الخيال

15 صور

لو تجوَّلنا بين القرى التي يسكنها النَّاس لوجدنا الكثير من الغرائب والطَّرائف، فالبعض حفر القرى التي يعيش فيها وغاص بها  تحت الأرض، بينما البعض الآخر عانقت قراه السَّحاب وحلَّقت مع الطُّيور، وبين هؤلاء وأولئك يبقى بنو البشر دائماً متباينين ومختلفين في أسلوب الحياة

* قرية الأقزام 
في مدينة «كونمنج- Kunming» التابعة لمقاطعة «يونن- Yunnan» الواقعة جنوب الصين، قامت مجموعة من الأقزام بالهرب والتوجُّه لبناء قرية خاصّة بهم؛ هرباً من الممارسات العنصريَّة، واشترطوا على  من يودّ الإقامة في هذه القرية أن لا يتجاوز طوله 130سنتمتراً، حيث قاموا بإنشاء مركز الشُّرطة الخاص بهم، ومركز للدفاع المدنيّ، ما أدَّى إلى تحويلها لمنتزه أطلق عليه «إمبراطوريَّة الأقزام»، أقيم في القرية مؤخراً حفل زفاف جماعيّ لشباب وشابات القرية، وكان محطّ أنظار العالم، أسوة بمنازل الأقزام الذين يعيشون في الرِّوايات والحكايات الخرافيَّة. 
وفى الصين أيضاً سنمر بقرية «هيانجلو» في إقليم «غولين»، حيث يتمتَّع سكانها بميزة فريدة، وهي أنَّ نساءها يملكن شعراً طويلاً لا يقل طوله عن 170 سنتمتراً، وقد يصل إلى مترين في أحيان كثيرة، وتم الاعتراف بهذه القرية في موسوعة الأرقام القياسيَّة «غينيس»، وأصبح اسمها «قرية الشَّعر الطَّويل».

* قرى فوق السحاب 
قام سكان قرية «ناغاركوت» في جبال «الهيمالايا»، ببناء بيوتهم أعلى القمم الجبليَّة على ارتفاع 2200 متر تقريباً، ويقدَّر عدد سكَّان القرية بـ3500 نسمة، وأغلبهم قرويون يعملون في الزِّراعة، وعلى الرُّغم من أنَّ العيش فوق الغيوم يعتبر مشهداً مذهلاً بالنِّسبة للعالم، إلا أنَّه مجرَّد منظر عاديّ بالنِّسبة لسكَّان القرية. 

* قرية بلا شوارع
تعد قرية «جيثورن- Giethoorn» في هولندا واحدة من أجمل البقاع على الأرض، فهي تقدِّم فرصة لكل الحالمين بالحياة البسيطة البعيدة عن الصَّخب والضوضاء، ولكنَّ الإقامة فيها لها شرط واحد، وهو: أن تترك سيارتك خارجها.
فوسيلة المواصلات الوحيدة فيها هي المراكب الصَّغيرة، ويتمتَّع السيَّاح الذين يقصدونها بممارسة رياضة التجديف وقيادة الدَّراجات، حيث يوجد شارع ضيِّق في القسم الجديد منها، ويُستخدم لركوب الدرَّاجات الهوائيَّة فقط، الأمر الذي جعلها قبلة السيَّاح الذين يطلقون عليها «فنيسيا هولندا».

* قرية تحت الأرض
عندما تصل إليها لا ترى إلا التِّلال الجرداء التي تشبه تضاريس وجه القمر، ولن تلاحظ أيّ أثر للحياة عليها؛ لأنَّ كل شيء موجود في حفر غائرة تحت الأرض، إنَّها قرية «مطماطة» التونسيَّة التي تعيش في باطن الصخور الرمليَّة، ويبلغ عدد سكانها 5000 نسمة، وتحتوي على أكبر عدد من هذه الكهوف، حيث يتكوَّن‏ كل منزل أو بالأحرى الحفرة من باحة رئيسيَّة تزيِّنها الرُّسوم، وتتفرَّع منها حفر أخرى تمثِّل بقية غرف المنزل.
كما اكتسبت «مطماطة» شهرتها العالميَّة من خلال فيلم «حرب النُّجوم»، الذي صُوّر في بيوتها الغريبة عام 1970م، وبدت بيوتها على الشاشة مثل أصداء كوكب خياليّ.  


* قرية محفورة في الصَّخر
الصُّخور من التَّضاريس الوعرة التي يتجنَّب النَّاس العيش بالقرب منها، ولكن سكَّان قرية «كاندوفان»، التي تقع في منطقة نائية شمال غرب إيران لا يفعلون ذلك مع الصخور؛ لأنَّهم يحفرون بيوتهم داخلها. 
وتقع هذه القرية بالتَّحديد في مقاطعة «أذربيجان» الشرقيَّة، على بعد 60 كيلو متراً إلى الجنوب من العاصمة «تبريز»، وتتميَّز بمساكنها التي تندمج مع طبيعتها بطريقة مدهشة، وتقول الرِّوايات إنَّ تلك الصُّخور تكوَّنت من الرَّماد البركانيّ عبر ملايين السِّنين، ويقول السكَّان الحاليون لهذه القرية إنَّ عمر مساكنهم أكثر من 700 عام، وأنَّ هذه الكهوف اتخذت؛ لكي يختبئ فيها السكَّان أثناء تقدُّم جيوش المغول، ثم تحوَّلت إلى منازل فيما بعد، وتُعرف هذه البيوت باسم «كاران- karan» في اللهجة المحليَّة التركيَّة وتعني خليَّة النَّحل.

* قرية جميع سكَّانها أثرياء
تحوَّلت قرية «هوكسي» الصينية الزراعيَّة الفقيرة إلى منطقة فاحشة الثَّراء عندما قرر «وو رينباو» أمين عام الحزب الاشتراكيّ بالمنطقة في عام 1961م تطبيق أحدث التِّقنيات في مجال الزِّراعة وصناعات الفولاذ والمنسوجات والخدمات اللوجستية، وتقل مساحة القرية في مجملها عن كيلومتر مربع واحد، ويبلغ عدد الأسر التي أسهمت في تأسيسها ممن يعرفون بـ«حملة الأسهم» حوالي 1600 أسرة، ويصل متوسط دخل الأسرة الواحدة إلى ما يقارب 100 ألف جنيه إسترليني (حوالي 600 ألف ريال سنوياً)، والمساكن في «هوكسي» عبارة عن فلل متماثلة، ويحصل كل واحد من سكَّان القرية على نصيب من عائد دخل القرية، بالإضافة إلى سيَّارة، ومسكن، ورعاية صحيَّة مجانيَّة، وزيت طبخ بلا مقابل، ولا توجد فيها إجازة أسبوعيَّة.
وتستقبل القرية ملايين السيَّاح، حيث تضم نماذج لأشهر المعالم العالميَّة، مثل: قوس النصر، ودار أوبرا سيدني، بالإضافة إلى كل المعالم الشَّهيرة بالصين، وأبرز معالمها ناطحة السحاب المثيرة للإعجاب والبالغ ارتفاعها 328 متراً، والذي يفوق طول أيّ مبنى في لندن، ويوجد في الطابق الستين منه بقرة مصنوعة من الذَّهب الخالص يصل ثمنها إلى 500 مليون يوان (ما يقارب 350 مليون ريال)