خلافات تصل إلى المحاكم في السعودية والإمارات

13 صور

بعض الخلافات يصل للمحاكم ويستمر لأكثر من 10 أعوام، ولكنّ لكل طرفين خصوصية وأسباباً لهذا الخصام. «سيدتي» تبحث في أسباب الخصام المختلفة في 4 بلدان عربية.

في السعودية.. بين الأسر 
النساء سبب الفتنة


وسائل الاتصال الحديثة، كالفيس بوك والواتس أب، صبَّت الزيت على النار، بحيث تجاوزت الخلافات الأسرية حدود المنطق، ووقف الطرفان خصمين في المحكمة. 
كثير من الأسر السعودية الثرية وقعت القطيعة فيها بين الإخوة بسبب الطمع في الإرث والحسد، حتى أنها برأي «إبراهيم مراد»، مدير مشاريع، قد وصلت بين أفرادها إلى المحاكم وإلى طرق مسدودة؛ لرغبة الأبناء الذكور بالاستئثار بالنصيب الأكبر من إرث والدهم على حساب أخواتهم. يتابع إبراهيم: «هناك ابن ادعى الجنون على والده؛ حتى لا يقوم الوالد بتقسيم الثروة». 
كما في جميع البلدان العربية فإن أغلب المشاكل العائلية بين الأسر تنشأ؛ بسبب السكن في حي واحد أو عمارة واحدة، فالزوجات يرغبن بالاستقلال بحياة خاصة، بينما الأزواج يفضلون البقاء في كنف العائلة الكبيرة، بسبب الضائقة المالية. 


في الإمارات.. بين الطلاب
خلافات بسبب «تطليعة غير»!


قد يصبح الأصدقاء أشد الناس عداوة فيما بينهم، متناسين أياماً جميلة قضوها معاً، ولعل موقع الغرابة، أن موقفاً سطحياً يكون هو السبب وراء ذلك، حيث يعتقد خبراء في قطاع التعليم العالي أن ظاهرة المشاجرات الطلابية تزداد دون وجود عقوبات رادعة؛ حتى باتت الجامعات مسرحاً لتصفية الحسابات، وغالبيتها تندرج تحت مسمى أعمال صبيانية «لا أكثر ولا أقل».
بينما تجد «خلود المسيري»، مسؤولة شؤون طلابية في جامعة الأم والأسرة، أن 80% من المشاكل التي تحدث وتقود الطلبة لافتعال المشاجرات يكون مردها سطحياً للغاية؛ ما يشكل صدمة للمشرفين كخلاف على مقعد أو رأي حول ممثل، تتابع خلود: «هناك مبرر لأن يكون الخلاف بين صديقتين على شاب مثلاً، أو الاتفاق على ارتداء لباس معين تخالفه واحدة».

تتذكر «راوية سليمان»، طالبة إدارة أعمال في جامعة الشارقة، أنها اصطدمت مع زميلة؛ بسبب «اتهام الأخرى لها بأنها نظرت إليها «تطليعة لم تعجبها»!
 فيما فوجئت «فرح محمود جمال»، طالبة في سنتها الأولى بالجامعة الأميركية، بعد أن نشب خلاف بينها وبين صديقة العمر ولاء؛ بأن الأخيرة تتصل بشقيق فرح لتعطيه اسمها على الفيس بوك، حيث إنها تدخل باسم مستعار؛ ليفاجأ الأخ بصور شقيقته، ويطلع على قائمة أصدقائها. تتابع فرح: «حرمت فصلاً كاملاً من الدراسة». 
تعالى ضجيج وأصوات في استراحة الطالبات بإحدى الجامعات الخاصة، وبدأت طالبتان منفعلتان تشتم إحداهما الأخرى، وبعد فض النزاع تبين أنهما صديقتان اتهمت إحداهما الأخرى بأخذ قلم جاءها هدية من شاب تعرفه. وأدارت كل واحدة ظهرها للأخرى؛ لتبدأ حرب إفشاء الأسرار، مستغلات المعلومات التي تعرفها كل واحدة عن صديقتها.

في المغرب.. بين الموظفين 
احتقانات صورية 


هناك، الخصام البسيط، أو ما يمكن تسميته الخلاف حول وجهات نظر، لكن هناك النزاع الذي يخفي الحقد وأيضاً نوايا سيئة. «أحلام» مديرة نشر مجلة، تعرضت لمضايقات من رئيس التحرير، تتابع قائلة: «بدت تصرفاته أشبه بالأعمال الصبيانية إلى أن سافرت في رحلة عمل إلى خارج المغرب، لعشرة أيام، وعندما عدت فوجئت بأنه احتل مكتبي ووضع أشياءه فيه، عندما سألته عن ماذا يفعل... رد ببساطة: «اعتقدت أنك لن تعودي بعدما تغيبت هذه المدة»، فضحكت من هذا الرد البليد، وأنشأت مكتباً صغيراً في أحد أرجاء المجلة؛ درءاً لأي مشادة». 
فيما تعتقد «فاطمة»، مدرسة، أن الغيرة الجماعية هي التي يعاني منها أكبر عدد من هيئة التدريس التي تنتمي إليها، كأنها حرب مشتعلة. تتابع: «كلما وقع نظرهم على مدير المدرسة يتكلم أو يبتسم لمدرس أو مدرسة، التهبت ألسنة الغيرة، وينشغلون بالبحث عن أية نقطة ضعف له للوشاية به للمدير؛ حتى يغضب عليه. لذا كنت أتجنب دائماً أن أكون من دائرة المقربين للإدارة؛ حتى لا أكون المستهدفة». 

في البحرين.. بين الأزواج
بدايتها كرة القدم


يبدأ الأمر بالانشغال شيئاً فشيئاً إلى أن ينسحب الرجل من منزله، هكذا كان حال «فاطمة بستكي»، موظفة، بعد قصة حب جميلة، ففي البداية كان زوجها يتابع كرة القدم من البيت، ثم أصبح يذهب مع شلته، ولكنه بعد ولادة الطفل الأول صار يغيب فترة المساء كلها، وبعد الطفل الثاني، يردد، غاب لأيام: «نتابع المباريات»، تتابع فاطمة: «عرفت بعدها أنه يترك عمله ليسافر مع أصحابه؛ لمتابعة فريقه أحياناً في لندن وأحياناً في إسبانيا. فزوجي «برشلوني» بامتياز، فقررت ساعتها أن يكون الخصام هو الحل، وتركت المنزل، وخيرته بيني وبين كرة القدم، ولم يمض أسبوع حتى جاء رافعاً الراية لأي شروط، وكان شرطي أن يتابع معنا كل المباريات، وأن يزيل كل الآثار «البرشلونية» من البيت». 


الرأي الاجتماعي
من السعودية يقدر مأذون الأنكحة والمستشار الأسري «ناصر الثبيتي» أنّ الخصومات والخلافات الأسرية في المجتمع السعودي تصل نسبتها إلى 60% محورها التنافس على جمع الأموال والتباهي بها بشكل يثير التباغض بين أفرادها، فتحصل قضايا الميراث الشرعي وعمليات النصب والاحتيال؛ للاستحواذ على النصيب الأكبر من الإمارات يرى الدكتور المتخصص في علم الاجتماع «أحمد رياني» أن السبب وراء حالة الكر والفر التي يعيشها الطلبة، والتي تصل نسبتها إلى 80% لا سيما بين الفتيات، هي نزاعات صبيانية، واضطرابات تتعلق بمرحلة المراهقة، وإثبات الوجود.