استعرض المشاركون في "ملتقى الأمن الثقافي"، الذي نظمته مؤسسة عبد الحميد شومان ومؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، في العاصمة الأردنية عمان، مكونات الهوية الثقافية وبنيتها ومحدداتها التي تخص الفرد، إضافة إلى أهمية دور الثقافة في تطور الشعوب، وغيرها من الظواهر الثقافية.
وتنتهي الخميس فعاليات الملتقى التي استهلت، اليوم الأربعاء، في مقر منتدى "شومان الثقافي"، بكلمة للرئيسة التنفيذية لـ "مؤسسة شومان" فالنتينا قسيسية، التي اعتبرت أن الملتقى ثمرة شراكة مزدهرة ومتواصلة بين مؤسستي "شومان" و"العويس"، والتي نحرص عليها دائما، ونسعى إلى تطويرها باستمرار، خصوصا أنها تتيح للطرفين نظرة أكثر شمولية على الواقع الثقافي الذي تعيشه بلداننا العربية.
ورأت قسيسية، أن الملتقى يندرج تحته عشرات العناصر التي يمكن لنا أن نسميها ثقافة، كما يثير أسئلة عديدة حول السبل التي من الممكن أن نحقق من خلالها أمننا الثقافي، وأن نعزز من أدواتنا الثقافية في سبيل الحفاظ على هويتنا وتراثنا.
واشتملت فعاليات اليوم الأول على ثلاث جلسات، الأولى أدارها وزير الصحة الأسبق د. زيد حمزة، وتحدث فيها كل من: د. حسن مدن (البحرين)، ود. محسن الموسوي (العراق)، الذي رأى في ورقته "مفاهيم الثقافة ومشكلات الحصانة الثقافية في عصر العولمة"، أن مفكري الثقافة يكتبون غالباً عند ظهور منعطفات معينة في تاريخ المجتمعات، على خلاف كتابات الفلاسفة والمفكرين في القرن الثامن عشر في أوربا، مثلاً.
وبحسبه، فإن أستاذ العلوم السياسية في جامعة هارفرد، "صاموئيل هانتنجتون"، كان سبّاقاً في اصطياد منعطف التحول في سياسة الغرب منذ الحرب على العراق العام 1991، مبينا أن كتاب هانتنجتون "صراع الحضارات"، شكل حصيلة فكرية بعد انتهاء الحرب الباردة وسقوط حائط برلين. وأكد أن قضية الأمن الثقافي باتت تندرج في عصر تكون فيه ثقافة المنثور المطبوع، والمجالسة والمشافهة، أمراً عرضياً إزاء تداول عاصف للمعلومات والمشاهد وعروض "الفرجة"، وهو تداول قابل للخرق والتأليف والتزوير والتدليس.
من جانبه، قال حسين مدن في ورقته "العولمة في مواجهة الثقافة الوطنية"، إن "التقنيات الحديثة، كما كان الحال فترة الثورة الصناعية، هي وسائل سيطرة ونفوذ بيد القوى النافذة القادرة على إخضاع العالم وغزو أسواقه ببضائعها، تحقيقا لأهدافها الخاصة"، مضيفا "هذا الامر يعني أن البلدان المتخلفة، مهما سعت لمجاراة العالم المتقدم ستظل متخلفة".
الجلسة الثانية ترأسها امين عام وزارة الثقافة هزاع البراري، وتحدث فيها د. فريدريك معتوق (لبنان)، ود. مدحت الجيار (مصر) عن "الثقافة بين الانغلاق والتبعية"، الذي أشار إلى أن الأمن الثقافي يعني وجود ثقافة فاعلة وقادرة على حماية نفسها وحماية المؤمنين بها، ومستخدميها، لأن الخطر يأتي من الانغلاق الذي يمنع الثقافة من التمدد والنمو. وأعتبر أن الانغلاق عدو الثقافة، فهو يغلقها ويجعلها فريسة لأعدائها، فتتحول من الحرية والقوة إلى الضعف والاستسلام، كما أن الجهل وسيلة الهدم الجوهرية للثقافة التي تحولها إلى ثقافة تابعة تحقق أغراض الأعداء.
بدوره، بين د. معتوق أن القوميّة والدين، ساهما، هذين العنصرين، في لعبة مصالح سياسية، سرعان ما تحوّلت إلى لعبة استقواء واستضعاف، إذ تعتمد ثنائية القوميّة والدين، في طورها الأول، إشكاليّة تقارب. ورأى أن هذا التقارب يأتي انطلاقًا من مصلحة غالبة لدى أحد الطرفين؛ فالحاجة تبدو متبادلة غير أنه، عند التدقيق، يتبيّن أنها تأتي في لحظة يكون فيها أحد المكوّنين في حالة ضعف أو وهن، ويحتاج بالتالي إلى معاضدة.
أما الجلسة الثالثة التي أدراها د. غسان عبد الخالق، واشتملت على ورقتين، الأولى للدكتور سعيد حمدان (الإمارات) بعنوان "الثقافة بوصفها فعل مقاوم"، والثانية حول "الهوية الثقافية وتحصين الأمة من الذوبان" للدكتور أحمد بو حسن (المغرب).
حمدان رأى أن الثقافة كثيراً ما عانت من مشكلات أمنها الذاتي، وكان نطاقها القومي مدار اشتغالها وفاعليتها، حيث أن العولمة نفسها ما صارت كذلك، أي عولمة، إلا حين حملت على ركاب ثقافي وأنتجت ثقافتها العابرة للحدود. وأعتبر أن السعادة والمستقبل والشباب؛ هي مكونات للمساهمة في صناعة الأمن الثقافي الذي تبحث عنه الدول المتطورة، كذلك التسامح الذي يعد أهم مقومات الأمن الثقافي للتغلب على تياري العنف والارهاب.
واختتم الملتقى فعالياته في اليوم الأول، مع د. أحمد بو حسن الذي ذهب في ورقته "الهوية الثقافية وتحصين الامة من الذوبان"، إلى أن الهوية الثقافية مفهوما متعددا يحتاج من الباحثين إلى تفكيكه وتحليل مختلف علاقاته الداخلية والخارجية قبل الخوض في مختلف تجلياته في الأفراد والجماعات.
وتنتهي الخميس فعاليات الملتقى التي استهلت، اليوم الأربعاء، في مقر منتدى "شومان الثقافي"، بكلمة للرئيسة التنفيذية لـ "مؤسسة شومان" فالنتينا قسيسية، التي اعتبرت أن الملتقى ثمرة شراكة مزدهرة ومتواصلة بين مؤسستي "شومان" و"العويس"، والتي نحرص عليها دائما، ونسعى إلى تطويرها باستمرار، خصوصا أنها تتيح للطرفين نظرة أكثر شمولية على الواقع الثقافي الذي تعيشه بلداننا العربية.
ورأت قسيسية، أن الملتقى يندرج تحته عشرات العناصر التي يمكن لنا أن نسميها ثقافة، كما يثير أسئلة عديدة حول السبل التي من الممكن أن نحقق من خلالها أمننا الثقافي، وأن نعزز من أدواتنا الثقافية في سبيل الحفاظ على هويتنا وتراثنا.
واشتملت فعاليات اليوم الأول على ثلاث جلسات، الأولى أدارها وزير الصحة الأسبق د. زيد حمزة، وتحدث فيها كل من: د. حسن مدن (البحرين)، ود. محسن الموسوي (العراق)، الذي رأى في ورقته "مفاهيم الثقافة ومشكلات الحصانة الثقافية في عصر العولمة"، أن مفكري الثقافة يكتبون غالباً عند ظهور منعطفات معينة في تاريخ المجتمعات، على خلاف كتابات الفلاسفة والمفكرين في القرن الثامن عشر في أوربا، مثلاً.
وبحسبه، فإن أستاذ العلوم السياسية في جامعة هارفرد، "صاموئيل هانتنجتون"، كان سبّاقاً في اصطياد منعطف التحول في سياسة الغرب منذ الحرب على العراق العام 1991، مبينا أن كتاب هانتنجتون "صراع الحضارات"، شكل حصيلة فكرية بعد انتهاء الحرب الباردة وسقوط حائط برلين. وأكد أن قضية الأمن الثقافي باتت تندرج في عصر تكون فيه ثقافة المنثور المطبوع، والمجالسة والمشافهة، أمراً عرضياً إزاء تداول عاصف للمعلومات والمشاهد وعروض "الفرجة"، وهو تداول قابل للخرق والتأليف والتزوير والتدليس.
من جانبه، قال حسين مدن في ورقته "العولمة في مواجهة الثقافة الوطنية"، إن "التقنيات الحديثة، كما كان الحال فترة الثورة الصناعية، هي وسائل سيطرة ونفوذ بيد القوى النافذة القادرة على إخضاع العالم وغزو أسواقه ببضائعها، تحقيقا لأهدافها الخاصة"، مضيفا "هذا الامر يعني أن البلدان المتخلفة، مهما سعت لمجاراة العالم المتقدم ستظل متخلفة".
الجلسة الثانية ترأسها امين عام وزارة الثقافة هزاع البراري، وتحدث فيها د. فريدريك معتوق (لبنان)، ود. مدحت الجيار (مصر) عن "الثقافة بين الانغلاق والتبعية"، الذي أشار إلى أن الأمن الثقافي يعني وجود ثقافة فاعلة وقادرة على حماية نفسها وحماية المؤمنين بها، ومستخدميها، لأن الخطر يأتي من الانغلاق الذي يمنع الثقافة من التمدد والنمو. وأعتبر أن الانغلاق عدو الثقافة، فهو يغلقها ويجعلها فريسة لأعدائها، فتتحول من الحرية والقوة إلى الضعف والاستسلام، كما أن الجهل وسيلة الهدم الجوهرية للثقافة التي تحولها إلى ثقافة تابعة تحقق أغراض الأعداء.
بدوره، بين د. معتوق أن القوميّة والدين، ساهما، هذين العنصرين، في لعبة مصالح سياسية، سرعان ما تحوّلت إلى لعبة استقواء واستضعاف، إذ تعتمد ثنائية القوميّة والدين، في طورها الأول، إشكاليّة تقارب. ورأى أن هذا التقارب يأتي انطلاقًا من مصلحة غالبة لدى أحد الطرفين؛ فالحاجة تبدو متبادلة غير أنه، عند التدقيق، يتبيّن أنها تأتي في لحظة يكون فيها أحد المكوّنين في حالة ضعف أو وهن، ويحتاج بالتالي إلى معاضدة.
أما الجلسة الثالثة التي أدراها د. غسان عبد الخالق، واشتملت على ورقتين، الأولى للدكتور سعيد حمدان (الإمارات) بعنوان "الثقافة بوصفها فعل مقاوم"، والثانية حول "الهوية الثقافية وتحصين الأمة من الذوبان" للدكتور أحمد بو حسن (المغرب).
حمدان رأى أن الثقافة كثيراً ما عانت من مشكلات أمنها الذاتي، وكان نطاقها القومي مدار اشتغالها وفاعليتها، حيث أن العولمة نفسها ما صارت كذلك، أي عولمة، إلا حين حملت على ركاب ثقافي وأنتجت ثقافتها العابرة للحدود. وأعتبر أن السعادة والمستقبل والشباب؛ هي مكونات للمساهمة في صناعة الأمن الثقافي الذي تبحث عنه الدول المتطورة، كذلك التسامح الذي يعد أهم مقومات الأمن الثقافي للتغلب على تياري العنف والارهاب.
واختتم الملتقى فعالياته في اليوم الأول، مع د. أحمد بو حسن الذي ذهب في ورقته "الهوية الثقافية وتحصين الامة من الذوبان"، إلى أن الهوية الثقافية مفهوما متعددا يحتاج من الباحثين إلى تفكيكه وتحليل مختلف علاقاته الداخلية والخارجية قبل الخوض في مختلف تجلياته في الأفراد والجماعات.