الإسراف في موائد رمضان لا يرضي إلا القطط الضالة، هذا ما استخلصته آخر إحصائية أعدها مركز الإحصاء المصري، الذي أشار إلى أن المصريين ينفقون على الطعام أكثر من 30 مليار جنية خلال شهر رمضان فقط، في حين أنهم ينفقون على الطعام طوال العام حوالي 200 مليار جنيه، وتشير الإحصائية إلى أن 60% من الطعام على الموائد خلال شهر رمضان يلقى في القمامة؛ لزيادته على الحاجة، وتوضح الإحصائية أن الأسبوع الأول من رمضان يأكل المصريون خلاله نحو 7.2 مليار رغيف، و10 آلاف طن فول، و40 مليون دجاجة!
وتعتقد الكثير من الأسر في العالم العربي أنه مادام رمضان هو شهر الكرم فيعد ذلك مبرراً للإسراف في شراء الطعام؛ لإعداده طوال شهر رمضان، خاصة في العزومات الرمضانية، والتي لا تعرف الصيام. لينتهي بنا الأمر إلى الإسراف في شراء العديد من الأطعمة، والتي يكون مصيرها في نهاية كل عزومة سلة المهملات، متناسين أن شهر رمضان هو شهر عبادة وليس شهر إسرافٍ أو بذخٍ مبالغٍ فيه.
نعمة في القمامة
يقول «جمال محمد» 38 عاماً: «الإسراف في شراء الأطعمة في رمضان أصبح سمة غالبة لدى الكثير من الأسر المصرية، التي تقوم بشراء كميات تفوق احتياجاتها؛ تعللاً بأنه شهر الصيام والكرم وصلة الرحم ولم شمل العائلة من خلال العزومات الرمضانية، متناسين أنه شهر صيام وعبادة في المقام الأول، وأن هناك الكثير من الأسر الفقيرة في حاجة إلى لقمة عيش يتم إلقاؤها لدى بعض الأسر بعد عزومات رمضان في القمامة، لكن لكي نكون أكثر واقعية لا مانع من العزومات ولا مانع من الكميات الكبيرة من الأكل، لكن على الأقل أن يتم تقديم باقي الطعام والذي مازال بصورة جيدة لمن يحتاج إليه؛ حتى لا يكون مصير هذه النعمة القمامة».
ثقافة الطعام
«هناء عواد» 45 سنة: «شراء الكثير من الأطعمة التي تفوق الاستهلاك خطأ تقع فيه الكثير من الأسر في العالم العربي خلال شهر رمضان، وغالباً ما يكون التلف دائماً من نصيب تلك الأطعمة ثم الرمي بها في سلة القمامة، ولعلاج ذلك يجب على ربة المنزل عدم إتلاف تلك الأطعمة، وذلك بتقديمها للمحتاجين أولاً بأول».
وتقول «هبة أحمد» 41 سنة: «كثرة العزومات أمر لابد منه في رمضان، خاصة للأهل والأصدقاء والجيران وغيرهم، فرمضان شهر لم الشمل، لكن المشكلة الرئيسة هي الإسراف في إعداد كم هائل من الأطعمة، قليل منها يمكن تناوله في اليوم التالي، وذلك لعدم وجود ثقافة لدينا في كيفية الاستخدام الأمثل لموائد الطعام؛ لأن تقديم الأطعمة في الأطباق وكيفية تناول ما فيها بصورة لا يوجد فيها إتلاف للطعام المعد من ناحية والتناول حتى الشبع من ناحية أخرى. وبالتالي التبرع بالطعام الباقي، والذي لم تمسه الأيادي للفقراء».
إرشاد بلا تقشف
الدكتورة «رجاء المناوي» أستاذ الاقتصاد المنزلي، ترى أن ترشيد الاستهلاك ضروري في رمضان، ولكن ذلك لا يعني التقشف، ولكن التوسط والاعتدال، وتقول: «كثير من الزوجات يضغطن على أزواجهن في ميزانية البيت من أجل عزومات رمضان، متعللات بصلة الرحم، متناسيات أن صلة الرحم ليست بالمغالاة في العزومات والإسراف فيها، بل بالمودة طوال العام، وليس خلال شهر رمضان فقط». ومن جانبه ينصح د.«إبراهيم سلمان» أستاذ علوم التفسير بجامعة الأزهر باتباع منهج الآية الكريمة «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين».
الاسراف في موائد رمضان هل هو مباح؟!
- رمضانيات
- سيدتي - لمياء جمال الدين
- 17 يوليو 2013