الترجمة هي فعل جمالي يتيح لنا رؤية الوجه الآخر للكلمات، ومابين السطور وخلف العبارات، وتساعدنا على إدراك الثقافات الأخرى والاطلاع على أفكار الآخرين، ولأن العالم أشبه بقرية صغيرة، بات الإقبال على اللغات الأخرى كبيراً، وتوسعت مجالات الترجمة وتخصصاتها، إحدى تلك الأنواع هي الترجمة الأدبية وهي المجال الأكثر صعوبة، كونه يتطلب نقل المزيد من المشاعر الصادقة والمعاني السامية التي تطرّق لها الأديب في نصه، بشكل دقيق ليصل إلى القارئ بجمالية تعبيرية واضحة.
وبلا شك انّ العالم العربي يزخر بالمترجمين الذين ربطوا أواصر الحضارات ببعضها البعض، وتزامناً مع اليوم العالمي للترجمة الموافق 30 سبتمبر، نذكر هنا أبرز 7 مترجمين حازت ترجماتهم على نيل رضا القُرّاء.
1- صالح علماني
مترجم فلسطيني، ارتبط اسمه بالعديد من الروايات العالمية كـ"مائة عام من العزلة" و"ساعي بريد نيرودا" و"حصيلة الأيام"، ترك دراسة الطب وقرر خوض غمار الترجمة الأدبية بكل تحدياتها، نقل ما يزيد عن مائة كتاب للعربية، أبدع في ترجماته بذكر التفاصيل الصغيرة ومزج الوقائع بالشعر.
2- سامي الدروبي
دبلوماسي وفيلسوف ومترجم سوري، اشتهر بنقل روائع الأدب الروسي إلى العربية نقلاً عن الفرنسية، ترجم الأعمال الأدبية الكاملة لأحد أشهر الروائيين في البشرية "فيودور دوستويفسكي" والعديد من أعمال المفكر والكاتب "ليو تولستوي"،إضافة إلى ترجمة بعض المؤلفات في مجال الفلسفة والعلوم السياسية وعلم النفس.
يُذكر أنّه أكمل ترجمة أعمال دوستويفسكي وهو على فراش المرض يُصارع بين الحياة والموت!
3- أحمد العلي
مهندس ومترجم وشاعر سعودي شاب، ترجم للعديد من المؤلفين العالميين مثل "بول أوستر"، "غراهام سويفت"، "إليف شافاق"، "إيان مكيوان"، حيث نقل أكثر من 36 مؤلفاً أدبياً مابين الشعر والرواية والنصوص الأدبية إلى اللغة العربية، كما صدرت له أربعة مؤلفات أبرزها "عندما يغني بوب مارلي" التي كانت من ضمن الروايات الأكثر مبيعاً في معرض الرياض2014م.
تميّز في ترجماته بتمازج اللغة الشعرية مع المفردات العربية السلسة والمتجددة.
4- خالد الجبيلي
مترجم سوري عاش في الولايات المتحدة الأمريكية، ترجم أكثر من 45 عملاً أدبياً إلى اللغة العربية، أبرزهم رواية "مزرعة الحيوان" جورج أورويل، وَالرواية الشهيرة والمثيرة للجدل"لوليتا" فلاديمير ناباكوف، وَ"زوربا اليوناني" لـ نيكوس كازانتزاكيس، وأخيراً رواية "قواعد العشق الأربعون" للتركية إليف شافاق والتي لفتت اهتمام الملايين وتُرجمت لأكثر من 30 لغة.
5- منير البعلبكي
مترجم لبناني ومؤسس دار العلم للملايين، عُرف باسم "شيخ المترجمين" لارتباط اسمه بالكثير من الأعمال الأدبية الخالدة مثل "كوخ العم توم"، "البؤساء"، "أوليفر تويست" و"المسخ"، وألّف بعض الأعمال الموسوعية كالمعاجم اللغوية أشهرها "موسوعة المورد".
حاز على العديد من الجوائز العربية، كما اشتهرت ترجماته بانسيابية لغتها ووصولها إلى أذهان الفئات العمرية المختلفة للقرّاء.
6- جهاد الأماسي
مترجم سعودي شاب لمع نجمه في الآونة الأخيرة حيث ترجم روايتين كلاسيكية من الأدب التركي إلى اللغة العربية وهما "مادونا صاحبة معطف الفرو" و"يوسف القويوجاكلي"، بأسلوب يفيض شاعرية ولغة متينة، ويعمل حالياً على الثالثة.
7- أحمد الصمعي
مترجم عراقي، تفرّد في نقل مؤلفات الأدب الإيطالي إلى اللغة العربية، حيث استحوذت أعمال الباحث والروائي الإيطالي الشهير "إمبرتو ايكو"على اهتمامه، فابتدأ بالرواية البوليسية التي تُرجمت لأكثر من 47 لغة وتحولت لفيلم سينمائي "اسم الوردة"، ومن ثمّ بقية أعمال هذا المؤلف، رغبةً بنقل الرموز الدلالية والإرث الثقافي الكامن فيها للُقرّاء العرب.