حذرت دراسة جديدة من أن بركان "Etna" الشهير ينزلق تدريجياً وببطء في البحر، وعندما يتم غمره تماماً بالمياه يمكن أن يؤدي إلى حدوث تسونامي هائل.
ويتجه البركان الأكثر شهرة في أوروبا ببطء نحو البحر الأبيض المتوسط، لكن تحليلاً جديداً أظهر أن حركة الانهيار مدفوعة بظاهرة تعرف باسم "عدم الاستقرار الجاذبي".
وتسبب ذلك في إضعاف أحد جوانب الجبل المشهور على الساحل الشرقي لصقلية، ما يزيد من خطر حدوث موجة تسونامي مدمرة.
فيديو.. لحظة انهيار جبل على الطريق
وفي السابق، افترض الباحثون أن الحمم البركانية الداخلية كانت السبب الرئيسي لحركة البركان.
وقالت الدكتورة موريليا أورلوب، من مركز Helmholtz لأبحاث المحيط في ألمانيا: "هذه الحركة مهمة للدراسة، لأنها قد تؤدي إلى انهيار كارثي للبركان. وتشير نتائج هذه الدراسة إلى أن حركة Etna في الواقع، تشكل خطراً أكبر مما كان يعتقد سابقا".
وتستند النتائج المنشورة في مجلة Science Advances على أول مراقبة للحركة الخارجية للبركان، وتشكل الطبقات غير المستقرة أو جوانب البركان تهديداً ملحوظاً للمجتمعات.
وأوضحت موريليا أن بركان "Etna" كبير بالفعل، حيث يصل ارتفاعه إلى أكثر من 3300 متر، كما أن الحمم تساعد على نموه طوال الوقت. لذا فإن وزنه يتسبب في انتشار الطبقات للخارج في جميع الاتجاهات، وهذا ما نعنيه بعدم الاستقرار الجاذبي.
بركان كبير يهدد أوروبا على وشك الإنفجار
وتقول الدراسة أن جزءًا كبيراً من الجانب الجنوبي الشرقي من جبل "Etna"، ينزلق باستمرار في البحر. كما أشارت دراسات سابقة إلى أن السبب في ذلك هو دفعه بصورة أفقية عن طريق ارتفاع الصهارة.
وتستند الدراسة إلى تكنولوجيا صوتية مزودة بمستشعرات لمستجيبات تحت الماء، للكشف عن التغيرات في ضغط البحر.
وشرحت أورلوب هذه العملية بالقول، أن "المبدأ وراء هذه التقنية بسيط للغاية. لا يمكننا استخدام تقنية GPS أو أي قياسات أخرى تعتمد على الأقمار الاصطناعية في المحيط، بسبب الامتصاص العالي للموجات الكهرومغناطيسية. لذا نستخدم الموجات الصوتية التي تعمل بشكل جيد في الماء، ووضعنا شبكة مكونة من 5 أجهزة مرسلة مستجيبة في قاع البحر، أرسلت إشارات صوتية لبعضها البعض".
وسجلت الأجهزة زيادة في الضغط، تدل على حركة الجانب غير المستقر، بالنسبة إلى محيطه الأكثر استقراراً. وتجدر الإشارة إلى حدوث تغير في المسافات على بعد بضعة سنتيمترات، بين 12 و22 مايو العام الماضي.
البراكين خطر يهدد الأرض أكثر من الحروب والنيازك
يذكر أن صقلية هي موطن لأكثر من 5 ملايين شخص، ما يجعلها واحدة من الجزر الأكثر كثافة سكانية في البحر الأبيض المتوسط. ومع ذلك، توضح أورلوب أنه لا توجد علامات على أنها عرضة للتهديد المباشر.
وأضافت أورلوب أن البراكين يمكن أن "تنهار بشكل كارثي"، كما حدث حول هاواي وجزر الكناري، ومن المهم بالنسبة للباحثين أن يكونوا على بينة من الخطر المحتمل، حتى يتمكنوا من مراقبة الحركات الجانبية.
وفي وقت سابق من العام الجاري، وجدت دراسة أجرتها جامعة Open University في بريطانيا، أن جبل "Etna" يتجه باتجاه البحر المتوسط بمعدل 14 ملم في السنة. وقال الباحثون أن الوضع سيحتاج إلى مراقبة دقيقة، لأنه قد يؤدي إلى زيادة المخاطر في المستقبل.