كشف الدكتور زهير رهبيني رئيس الجمعية السعودية للطب الوراثي أن فحص ما قبل الزواج ساهم في خفض الزواجات غير المتوافقة وراثيا إلى 50% مبينا أن الفحص يشمل فحصين وراثيين فقط آملا أن تزيد الأمراض المواثية المدرجة في الفحص إلى 20 مرض وراثي. وبين رهبيني أن فحص ما قبل الزواج كان لا يؤثر سابقا على قرار الكثير من الأسر إلا أن زيادة التوعية بخطورة الأمراض الوراثية بدأ يغير قرارات المقبلين على الزواج، آملا أن يرتفع الوعي أكثر لتصل الزواجات غير المتوافقة وراثيا إلى 0%. وقال في معرض حدثيه أن نسبة الخطورة في الحمل بين الأسر غير المتوافقة طبيا يصل إلى 25%.
ويشمل فحص ما قبل الزواج الإلزامي اليوم في المملكة على فحص لمرضين وراثيين متنحيين هما الأنيميا المنجلية وأنيميا البحر الأبيض المتوسط إلا أن التحدي يكمن في أنه بغض النظر عن نتيجة الفحص فإن قرار الزواج يظل في يد الأسرتين وفي كثير من الأحيان لا تؤثر النتيجة على قرار الزواج نظرا لعوامل اجتماعية متعددة بحسب ما يرى الدكتور رهبيني.
إلى ذلك أطلقت الجمعية السعودية للطب الوراثي المجلة العلمية للجمعية . وتأتي أهمية هذه المجلة بحسب ما صرح به رئيسها لـ "سيدتي" إلى كثرة الأمراض الوراثية التي باتت تطفوا على السطح وتشكل خطرا أكثر من الأمراض الوبائية. وسيتم اصدار الأعداد الأولى من المجلة العلمية كل ستة أشهر ثم بعد عامين ستدرج المجلة العلمية على الإنترنت مع نظيراتها من المجلات العلمية العالمية.
ودشنت الجمعية المجلة وسط حضور علمي من أطباء وطبيبات الطب الوراثي وعدد من المهتمين بالمجال، حيث أفتتح الحفل بكلمة ثمن فيها جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ، ودعمها الكبير لمواصلة الجهود الطبية للجمعية ومواجهة الأمراض الوراثية ، والعمل على تطوير المختصين في قطاع الطب الوراثي وتبادل الآراء بينهم من خلال عقد الورش والجلسات العلمية المستمرة. وأستعرض "رهبيني" نشاطات الجمعية كأول جهة علمية متخصصة بمجال الطب الوراثي في المملكة العربية السعودية أنشئت عام 1429هـ تحت مظلة الهيئة السعودية للتخصصات الصحية من حيث عقدها العديد من الورش العلمية التي استهدفت العاملين في القطاع الصحي في مناطق المملكة بغرض زيادة الوعي والعلم بالأمراض الوراثية ، مشيراً إلى المؤتمرات العلمية والمعارض المصاحبة التي شاركت بها الجمعية خارج المملكة ، والملتقيات البحثية التي استهدفت المتخصصين في طب وعلوم الوراثة خاصة مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومع مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية بالحرس الوطني . وقدم "رهبيني" شكره وتقديره لأعضاء مجلس إدارة الجمعية وكل من ساهم وساعد ودعم هذه لجوانب والأنشطة العلمية الهادفة لمواصلة رسالة الجمعية.
وأستضافت الجمعية بهذه المناسبة البروفيسور الألماني آرنت رولتس والمتخصص في علوم الأعصاب والوراثة والذي ألقى محاضرتين تحدث خلالهما عن التقدم العلمي في الوراثة وطرق التشخيص ، مستعرضاً العديد من الأمثلة الوراثية ، وكذلك الأبحاث الحالية على تلك الأمراض وطريقة علاجها ، وشهد اللقاء نقاشاً علمياً هادفاً فضلاً عن المواضيع الطبية الأخرى التي قدمها العديد من المتحدثين .
كما ناقش الحضور الخطة المستقبلية للمجلة لكي تحقق الأهداف العلمية من إنشائها ، عدد من الأنشطة المستقبلية التي تشهدها ساحات الطب الوراثي داخل المملكة وخارجها ، ومنها النادي العلمي التاسع والعشرون والذي يقام هذه المرة بإشراف مدينة الملك سعود الطبية .