ما أسهل إطلاق الأحكام من وراء الشاشات الإلكترونية في العالم الافتراضي، ومهما بدت الصورة واقعية فهناك دائماً مشهد يبقى ناقصاً إذا لم تكتمل فيه كل الحقيقة، ولأن العين لا تُصدّق إلا ما تراه، كانت هذه المرأة واسمها "لينسينغ مولي" إحدى ضحايا التشهير والافتراء الإلكتروني.
فمنذ عام مضى حققت مولي شهرة غير عادية ولكن بطريقة سلبية، بعد انتشار صورة تبرزها في مشهد الأم الأكثر اهمالاً المنشغلة بهاتفها الخلوي، بينما رضيعها ملقى على الأرض في إحدى المطارات دون اهتمام.
وذلك بعد أن التقط مسافر يجلس قربها على مقاعد المطار هذه الصورة، ونشرها على حسابه الشخصي لتحقق انتشاراً مذهلاً، حيث تمت مشاركتها أكثر من 65 ألف مرة، وتداولها الكثيرون على المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام، لتحقق بذلك مولي شهرة سلبية تظهرها بالمتجردة من الأمومة والمهملة وتصنفها نموذجاً للتأثر التكنولوجي غير المسؤول وغير الانساني.
ولكن ما الحقيقة التي تخفيها الصورة؟ والتي لم تتاح لمولي مشاركتها إلا اليوم.
الحقيقة أن مولي في ذلك اليوم من عام 2016 واجهت وقتاً صعباً بعد اختتامها لزيارة عائلية في ولاية كولارادو الأمريكية، توجهت بعدها للمطار عائدة إلى منزل الزوجية برفقة طفليها، لكنها تفاجأت بتأخر في رحلة الطيران مدته 16 ساعة، فقررت أن تأخذ بضعة دقائق للاسترخاء قليلاً لتطمئن عائلتها القلقة، واضعة طفلها الرضيع على بطانية في أرض المطار.
في هذه اللحظة فقط اعتقد أحدهم أن من حقه أن يخترق خصوصيتها ويعاقبها على بضعة دقائق قررت فيها أن ترتاح قليلاً من متاعب السفر، ليفتح لها باباً من المتاعب عن طريق التشهير بهدف كسف بعض التعليقات والاعجابات في العالم الافتراضي ما أدى إلى تلقيها العديد من رسائل التهديد، والاكثر من ذلك الحالة النفسية التي واجهتها حيث خشيت أن يرى أحد زملائها هذه الصورة ويتم عزلها عن عملها كممرضة جزئية في قسم حديثي الولادة!
وحدها المدونة كاثرين باكستورم Katherine Backstrom، لم تصدق الرواية التي تناولت هذه المرأة بمرج انتشار صورة، وقررت أن تطلق لها حملة للدفاع عنها وتمنحها فرصة لتوضيح الحقيقة، قائلة: "لا يمكننا أن نلتقط صوراً لأمهات منهكات ثم نصدر أحكامناً ببساطة عليهنّ جاعلين من ظننا حقيقة".
أما لينسينغ وبعد تجربتها فتؤكد أن علينا أن نتمهل قليلاً قبل أن نجعل من عيوب البعض أو عدم مثاليتهم حقيقة مطلقة ونحول حياتهم إلى جحيم بناء على ظنوننا بهم!
شاركونا رأيكم في هذه القصة، وهل واجهتم يوماً موقفاً مماثلاً؟