قررت لجنة بساط الريح فتح أبواب اليوم الأخير من المهرجان للعوائل، وحضر المهرجان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، وأخذ جولة برفقة الأميرة حصة بنت سلمان حول جميع المنتجات، وأبدى رأيه وإعجابه لعدد منها، وفي نهاية جولته التقت به «سيدتي نت»، والتي خصها بتصريحات خاصة.
حيث إنه أكد أن أكثر ما لفت نظره في المهرجان هو جيل الشابات السعوديات، سواء الموهوبات المشاركات أو الفئة المستهلكة، واللاتي يتمتعن بمواهب وطموح عال؛ وذلك كونهن سافرن خارج البلاد وشاهدن العالم وأصبحن يتعلمن في أفضل الجامعات. وهذا ساعد في أن يخرج منهن ثقافة عميقة وتراث وأصالة.
وأضاف قائلا: «إدراك واستيعاب الشابات السعوديات لهذه الثقافات يجعلني أقول بأنه من الأولى أن نكون من الدول المميزة على مستوى العالم، سواءً في عملية التسويق أو عملية صناعة المنتوجات؛ لأنها تعكس جزءاً من تراثنا وحضارتنا وهويتنا وحتى إبداعاتنا. سعيد بمشاركات بناتي وأبدى سعادته لوجود عدد من الأميرات شاركن في المهرجان قائلا: «أنا حقاً سعيد جداً؛ لمشاركة عدد من بنات أسرتي، ابنتي علياء وهي مبدعة في تركيب الرسوم والأشكال».
وأضاف مازحاً «ولكني للأسف لم أستطع رؤية أعمالها؛ لأنه تم بيعها جميعاً، ولكنها أخبرتني بأنها ستصمم لوحة خاصة لي، أتمنى أن لا تكلفني مبلغاً ضخماً من المال، وأضاف أن ابنته الأخرى «لنا» مصورة فوتوغرافية، وحكى عن موهبتها قائلا: «أنا في الأصل كنت أصور أعمالي الخاصة، ولاحظت أن ابنتي «لنا» كانت تتابعني كلما كنت أصور، ومن هنا بدأت هوايتها، إلى أن نضجت موهبتها وتزاملت أنا وهي، وكنت سعيداً جداً بزمالتها، ثم أصدرت كتاباً جميلاً أيضاً كتبت عليه إهداءً خاصاً في المقدمة.
وأضاف قائلا: «أنا سعيد اليوم؛ لأن بناتنا تعلمن في أحسن الجامعات وعرفن العالم الخارجي، ولكنهن في ذات الوقت متمسكات ومرتبطات بدينهن وببلدهن ويعتززن به، ولن يتميز أي مواطن سعودي إلا أذا جمع مابين الانفتاح على العالم، والحفاظ على هويته». تحول الازدراء بالهوية السعودية إلى اعتزاز هو علامة تقدم حضارية وذكر الأمير سلطان والدته -رحمها الله- التي كانت معروفة بأنها (مؤسسة خيرية متحركة) على حد تعبيره، بالإضافة لكونها عرفت بذوقها الرفيع الراقي جداً، سواءً من ناحية الفن أو من ناحية أزيائها المحتشمة والأنيقة دوماً، أو في ذوقها في طريقة تهيئتها لمنزلها، وكانت تتمتع بحضور مميز وقت السفر للخارج. غير أنها كانت محبة للناس، عاشقة لخدمة المجتمع. كل هذا كان بالفطرة، وفي ذات الوقت لم يؤثر ذلك يوماً على واجباتها العائلية، ويقول: «يكفي أنها ربتني أنا وإخوتي، وفضل تربيتها متصل إلى أحفادها، كما أنها كانت بالنسبة إليّ مستشاري الرئيسي».
وأضاف أنها بشكل مجمل كانت -رحمها الله- جاهزة ومستعدة لجميع مهامها. وأشار إلى أن هذا هو الدور الذي يجب على الشابة السعودية أن تنظر إليه. كما أنها تميزت -رحمها الله- بالرغم من انفتاحها على العالم بارتباطها ببلدها وتراثها وكونها تقدر العمل في بلدها. وكان يشعرها ذلك بالتميز عما إذا كانت مزدرية هويتها، ونعلم جميعاً أن المملكة العربية السعودية مرت بمرحلة الازدراء هذه. لكن الأمير سلطان لاحظ على المشتركات في المهرجان اعتزازهن بهويتهن.
وقال: «أستطيع أن أقول إننا الآن مررنا من مرحلة الازدراء إلى مرحلة الاعتزاز بالهوية السعودية، وهذا يعبر عن حالة من الثقافة المميزة التي تعيشها البلاد. فكلما ازداد التحضر في أي بلد ازداد بالمقابل اعتناؤهم بتراثهم، فهذه من علامات التقدم الحضاري.