تخلت ربة منزل عن كل مشاعر الأمومة، وتركت طفلها الرضيع يأكل من بقايا الأطعمة الملقاة في صناديق القمامة خلال ممارسة عملها في جمع القمامة من المنازل والتخلص منها بإلقائها في الصناديق بالمطرية شرق العاصمة القاهرة؛ حتى أصيب الطفل بالتسمم ولفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله إلى مستشفى المطرية التعليمي.
وبقلب لا يعرف الرحمة، أسرعت الأم التي لا تحمل من الكلمة سوى كتابة حروفها، بإلقاء جثة طفلها "محمد" ذي الـ18 شهرًا في الطريق العام داخل "شنطة سيارة" أمام مستشفى المطرية التعليمي في شارع طه قنديل.
فرت المتهمة هاربة عقب التخلص من جثة طفلها؛ حتي فوجئ مالك إحدى السيارات، ويدعى "أحمد. ع" 38 سنة عامل، ومقيم دائرة القسم؛ بعثوره على جثة لطفل يبلغ من العمر حوالي سنتين داخل الصندوق الخلفي لسيارته رقم ف ج ف 254 ماركة فورد "كابينة مزدوجة"، أثناء وقوفها بشارع طه قنديل أمام مستشفى المطرية التعليمي.
بالانتقال وإجراء المناظرة، تبين أن الطفل ملفوف داخل بطانية خضراء اللون، يرتدي بلوفر كحلي اللون وبنطالاً رمادي اللون، ولا توجد به إصابات ظاهرية.
وأوضحت التحريات وجمع المعلومات ومن خلال فحص الكاميرات بمحل الواقعة، أمكن التوصل إلى والدة الطفل وتدعى "بدرية. م"، 33 سنة، جامعة قمامة ومقيمة شارع محمد الأمير، دائرة القسم، وأنها وراء التخلي عنه بمكان العثور عليه.
وقالت الأم في اعترافاتها؛ إنه بتاريخ 16 أكتوبر الجاري، وأثناء قيامها بجمع القمامة، شعر نجلها بحالة إعياء نتيجة تناوله بعض بقايا المأكولات من صندوق القمامة؛ فتوجهت به إلى مستشفى المطرية التعليمي وتبينت وفاته؛ فقامت باصطحابه خارج المستشفى وتخلصت من الجثة بمكان العثور عليها؛ خشية تعرضها للمساءلة القانونية، وأقرت بأن الطفل "محمد" من زوجها "أ.ع"، ولم يتم قيده بدفتر المواليد، "ساقط قيد"، وأحال اللواء محمد منصور مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة، المتهمة إلى النيابة، التي نسبت إليها تهمة القتل العمد وإخفاء الجثة، وقررت حبسها على ذمة التحقيقات.