يرى رئيس الحكومة الأردنية عمر الرزّاز، أن مسؤولية حكومته «مصارحة الواقع الذي تمرّ به الدولة ومكاشفته، بغية الخروج من الإطار الضيق.. ». ويقول إنه لا توجد في جعبته «حلول سحرية». مضيفاً «إنّها حالة استثنائيّة، فرضتها علينا ظروفٌ استثنائيّة، وتتطلّب منّاً حلولاً استثنائيّة، ولا أقول حلولاً سحريّة، تعالج كلّ هذه المشكلات بين عشيّة وضحاها».
كلام الرزّاز، جاء في سياق تقرير شامل لمجلة الرجل، استعرض مسيرة حياته الشخصية والعامة، وملامح رؤيته للمرحلة القادمة، وأن الحلول التي ينشدها «تدريجيّة ترتبط بجدول زمنيّ واضح، نصل، عبرها إلى تحفيز الاقتصاد الوطني، وزيادة قدرته على النموّ، ليلمس المواطن، مستقبلاً، أثر ذلك في مستوى معيشته».
ويرى الرزّاز، أن مسؤولية حكومته «مصارحة الواقع الذي تمرّ به الدولة ومكاشفته، بغية الخروج من الإطار الضيق - ضريبة الدخل- ليكتمل العمل على كل المشاريع التي تسهم في التنمية وخلق فرص العمل». وتابع موضحًا أن «ما نحتاج إليه اليوم، هو الوقت، ولدينا برامج على المدى القصير والمتوسط والطويل، لكن علينا أن نعرف أن هذا الموضوع يحتاج إلى الصبر».
يضع الرزاز قضية محاربة الفساد على رأس أولويات حكومته، وشدد أن «لا حصانة لفاسد، ولن تغلق أي قضية فساد، وسنعمل على جلب أي متورط». وكشف أن «هناك خمسة أو ستة قوانين تتعلق بالفساد، بدأنا بإرسالها إلى مجلس النواب، ومنها قانونا النزاهة، والكسب غير المشروع (من أين لك هذا؟) مشيراً إلى أن الحكومة تعمل على تعديلها، لتعطي المزيد من الاستقلالية لديوان المحاسبة وهيئة النزاهة.
ودعا الرزّاز الشباب إلى «الانخراط في الحياة العامة والحياة السياسية، على مستوى المحافظة والبلدية ومجلس النواب، ليشعروا بدورهم الحقيقي، في النهوض بمجتمعاتهم».
ويرى أن «العنصر البشري والشبابي، هو نقطة القوة التي كانت، وما تزال، بيد الأردن. وهنا نتحدث عن أهمية الإنسان في عملية التنمية».
وأضاف موضحاً أن «الأردن ليس فيه بترول الذي من شأنه أخذ الدولة باتجاه غير اتجاهات التنمية الحقيقية، وإن لم يحسن استغلال الموارد البشرية، فلن يخطو خطوة واحدة إلى الأمام اقتصادياً».
ونوّه الرزّاز في تصريحات صحفية، بـالأشقاء العرب، لوقوفهم «إلى جانب الأردن دائماً وأبداً وآخرها ما نتج عن الاجتماع الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لمناقشة الأزمة الاقتصادية التي تمرّ بها المملكة الأردنية الهاشمية، وسبل دعمها، للخروج من هذه الأزمة». وأضاف «إن الأشقاء في السعودية والكويت والإمارات بادروا بالوقوف معنا في هذه الظروف الصعبة التي نمرّ بها، ونحن نؤكد شكرنا وتقديرنا وعرفاننا لهذا الجهد من أشقائنا العرب».
خلافاً لرؤساء الوزراء السابقين، يدير الرزّاز حساباً شخصياً على «تويتر»، منذ كان وزيراً للتعليم، ولديه اليوم نحو 388 ألف مُتابع، ويتفاعل مع ما يطرحه الأردنيون، ويردّ على الانتقادات الموجهة إليه، بل يشجع مواطنيه على المبادرة وطرح آرائهم، وعقد جلسات الحوار.
بدأ الرزّاز عمله الوظيفي، بالتقدم إلى وظيفة أعلنت عنها الحكومة الأردنية، فتسلّم موقع مدير مؤسسة الضمان الاجتماعي. وقاد الفريق الوطني المسؤول عن إعداد إستراتيجية التوظيف الوطنية 2011-2012. وعُيّن رئيساً لمجلس أمناء صندوق المللك عبدالله الثاني للتنمية، ورئيساً للبنك الأهلي، ورئيساً لمنتدى الإستراتيجيات الأردني.
تدرّجه في المناصب، أوصله إلى تسلّم وزارة التعليم، ليتوّج مسيرتة في الخامس من حزيران الماضي، حين كلفه العاهل الأردني عبدالله الثاني، تشكيل حكومة جديدة، خلفاً لحكومة هاني الملقي، على خلفية الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها البلاد بسبب الأوضاع الاقتصادية.
عمر الرزّاز مواليد عمّان 1 يناير/كانون الثاني 1960، والده السياسي المعروف منيف الرزّاز، القائد البارز في حزب البعث العربي الاشتراكي، ووالدته السيدة لمعة بسيسو، كانت من أوائل الأردنيات اللواتي تخرجن من المرحلة الجامعية في الكلية الأمريكية للبنات في بيروت.
درس الرزّاز الثانوية في الأردن، ثم غادره إلى الولايات المتحدة، وحصل على الماجستير في التخطيط من معهد ماساتشوستس للعلوم والتكنولوجيا (MIT)، قبل أن يحصل على الدكتوراه في التخطيط وفي الاقتصاد، اختصاصاً فرعياً من جامعة هارفارد، إحدى أشهر الجامعات في الولايات المتحدة.