حتى بعد مضي 21 عاماً على وفاتها، مازالت الأميرة ديانا الشهيرة بأميرة القلوب شاغلة الصحافة والرأي العام بأسرارها مع العائلة البريطانية المالكة، وكل يوم يكشف المقربون منها ومن زوجها السابق الأمير تشارلز الكثير من أسرارهم العائلية المشوقة التي تثير اهتمام الملايين من الشعب البريطاني، والملايين من شعوب العالم، الذين مازالوا يكنون محبة خاصة لهذه الأميرة الحزينة الطيبة القلب بأعمالها الإنسانية العالمية، والتي تكشف أسرارها الجديدة أنها لم تكن يوماً زوجة أو امرأة سعيدة، وأنها ربما شعرت بالسعادة فقط من خلال أمومتها مع ولديها الأميرين تشارلز وهاري.
وقد كشف ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز، وللمرة الأولى بتصريح صادم: عن ندمه من الزواج من الأميرة الراحلة ديانا أم ولديه الأميرين وليام وهاري، وقال إنه كاد أن يلغي زفافه من ديانا، الذي أقيم في عام 1981، واعترف أنه كان يبكي في بعض الأحيان بسبب الشعور بالإحباط، لإدراكه أن الزيجة منها محكوم عليها بالفشل، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وروى الأمير تشارلز اعترافاته الصادمة في كتاب سيرة ذاتية جديد، سيتم طرحه بالمكتبات في شهر نوفمبر- تشرين الثاني المقبل، تزامنا مع الاحتفال بعيد ميلاده الـ 70.
أدرك مبكراً قبل الزفاف أن زواجهما غير مناسب
وقام بتأليف الكتاب الجديد، المراسل الملكي المخضرم روبرت جوبسون، الذي رافق الأمير تشارلز لمدة 18 شهراً في جولات حول العالم، من أجل إعداده وكتابة فصوله المختلفة المشوقة المليئة بالأسرار الجديدة. وقال روبرت جوبسون: إن الأمير تشارلز أدرك بعد عدة لقاءات بينه وبين الأميرة ديانا، خلال فترة خطوبتهما، أن زواجهما غير مناسب، ويهدد بمصير مأساوي.
وتابع: أنه كان يخبر أصدقاءه، أن ديانا بدت عاجزة عن فهم ما يقوله، عندما كان يشرح لها برنامجه الروتيني اليومي، وهو ما جعله يدرك أنه كان يرتكب خطأ بزواجه منها، لكنه لم يستطع إيقاف الزواج، لأنه لو فعل ذلك سيكون كارثيًا.
الحزن يطارد الأمير تشارلز
ولم يلق الأمير تشارلز باللوم على والده أو والدته الملكة إليزابيث، ملكة بريطانيا في مسألة اضطراره الزواج من ديانا، لكنه كان يلقي بكل اللوم على نفسه هو فقط، مؤكداً، أن الحزن مازال يطارده بشأن زواجه الفاشل منها حتى الآن.
وأفصح الأمير تشارلز لمؤلف الكتاب الجديد، روبرت جوبسون، عن أكثر الكذبات التي آلمته بشأن زواجه من ديانا، وهي: أنه وافق على إلحاقها بالقطار الملكي، من أجل تجريبها، وأن زوجته الحالية، كاميلا باركر، تسللت لمطارحته الغرام في قصر باكنغهام، قبل يوم من زفافه على ديانا، وهذه من أسوأ الكذبات التي قيلت بحقه من بعض وسائل الإعلام المتعاطفة مع ديانا، وهذه واحدة من كذبات كثيرة لا أساس لها من الصحة عنه.
استاء من حظر نقاب المسلمات في أوروبا
كما كشف الأمير تشارلز عن استياءه من استبعاده عن فيلم وثائقي عن سيرة الأميرة الراحلة ديانا، ومن حظر فرنسا وبعض دول أوروبا لنقاب المسلمات في الجامعات والأماكن العامة.
وكان قبل ذلك بسنوات قد حدث موقف مماثل من قبل الكاتب أندرو مورتون، الذي ذكر بكتابه حول الأميرة ديانا، أن الأميرة ديانا أيضاً فكرت بالتراجع والانسحاب من زواجها من الأمير تشارلز، لكنهما رغم تفكيرهما بالأمر ذاته خشيا من هذا القرار، ومضيا قدماً في مراسم الزواج حتى النهاية.
ويفسر الأمير تشارلز إحساسه، بأنه بدأ يواعد ديانا حين كان في الـ 32 من عمره، وكانت هي في الـ 19 من عمرها، وبدأ الجميع يضغط عليه لتزويجه بها كعروس جميلة وأرستقراطية مثالية له ولعائلته المالكة، وأنه خلال فترة مواعدته وخطوبته لم يلتق بها سوى 12 مرة، ولم تكن هذه المرات كافية ليتعرف عليها جيداً عن قرب.
وبعد طلاقهما، زاد انجذاب وسائل الإعلام إليها أكثر، وزادت شعبيتها أكثر من قبل، وأصابت بجمالها وطبيعتها الجذابة وسائل الإعلام بالهوس، وبدأت تطاردها بصورة غير طبيعية قادتها في النهاية إلى حتفها في النفق الباريسي.
ورغم محاولة الأمير تشارلز تصحيح صورته في وسائل الإعلام، عبر تصريحه الصادم حول ندمه من الزواج من الأميرة ديانا، يدرك جيداً أنه لن يربح معركة إعلامية واحدة مع ديانا، فرحيلها المبكر جعلها أيقونة للأبد، والإعلام معها في حياتها وحتى بعد مماتها.
كما عبر الأمير تشارلز عن تقديره واحترامه لحب نجليه الأميرين وليام وهاري لوالدتهما الراحلة، وحفظهما لذكراها طوال عقدين من الزمن.
كما كشف الأمير تشارلز أن منتقديه ظلموه جراء علاقته العاطفية بكاميلا باركر قبل زواجه بها، لدرجة أن يقولوا إنه غير مناسب لتولي العرش، مع أن الأميرة ديانا نفسها ارتبطت بثلاثة رجال بعده، إلا أن شعبيتها حولتها من شخصية وذكرى إلى حقيقة وأيقونة تاريخية لا تنسى.
وكان حفل زفاف الأميرة ديانا والأمير تشارلز المناسبة الأكثر مشاهدة في التاريخ التلفزيوني، إذ تابعه على الهواء 750 مليون حول العالم، واستمر زواجهما لمدة 16 عاماً، وأثمر عن الأميرين وليام وهاري.
وتوفيت الأميرة ديانا، في أغسطس/آب 1997 بحادث سيارة في نفق باريسي، بصحبة صديقها رجل الأعمال المصري، عماد الفايد، نجل رجل الأعمال، محمد الفايد.
ولا يعرف بعد تأثير هذا التصريح الصادم على نجليه الأميران وليام وهاري، المتعلقين بذكرى والدتهما الراحلة لليوم.