برز عدد كبير من «الثنائيات الخليجية» المميزة والتي استمرت على مدى أعوام وتركت بصمة في عالم الفن، سواء في السعودية أو الخليج، منها ما زال مستمرًا ومنها ما لم يُكتَب له الاستمرار، ولكن برغم مرور الأعوام لا تزال أعمال بعض تلك الثنائيات باقية في ذاكرة المشاهد. "سيدتي" التقت مجموعة من المخرجين والنقاد والمهتمين بالفن، وسألتهم عن أبرز أسماء هذه الثنائيات كما يرونها، وكانت آراؤهم كالتالي: .
الثنائي ظاهرة ناجحة
في البداية، أبدى المخرج والمنتج حمود عودة الشمري رأيه، قائلاً: «أعتقد أن أبرز الثنائيات على المستوى الخليجي التي لا تزال باقية ولها بصمة قوية وأتذكرها، الفنان الراحل عبد الحسين عبد الرضا والفنان سعد الفرج، الثنائي الرجالي المميز، ومن أشهر أعمالهما التي قدماها ولا تزال تُعرَض في بعض الفضائيات مسلسل «درب الزلق»، وغيره من المسلسلات، بالإضافة إلى العديد من المسرحيات قد تكون مسرحية «على هامان يا فرعون» من أبرزها. كذلك لا نستطيع أن ننسى الثنائي السعودي القديم الفنان حسن دردير والفنان لطفي زيني رحمه الله، من خلال تقديم مسلسل «تحفة ومشقاص» قديمًا، والفنان ناصر القصبي وعبد الله السدحان في مسلسل «طاش ما طاش»، فقد كانا ثنائيًّا ناجحًا بقي في الذاكرة برغم انفصالهما مؤخرًا.
وهناك أيضًا الثنائي المميز للراحل الفنان عبد الحسين عبد الرضا مع الفنانة سعاد عبد الله، كانا ثنائياً «رجالي ونسائي» برز من خلال مسلسلات «درس خصوصي» و«زمن الإسكافي» وأوبريت «شهر العسل» و«بساط الفقر»، ومسرحيتَيْ «عزوبي السالمية» و«على هامان يا فرعون». أما الثنائي النسائي الذي لا يُنسى، فهما الفنانتان سعاد عبد الله والفنانة حياة الفهد، اللّتان قدمتا العديد من الأعمال، من أبرزها مسلسلات «خالتي قماشة» و«خرج ولم يعد» و«سليمان الطيب» و«على الدنيا السلام»، وغيرها من الأعمال الخالدة. واختتم الشمري حديثه، قائلاً: «في رأيي إن الثنائي في الدراما ظاهرة ناجحة وتتجدد مع الوقت».
مطلوبة في الدراما
ويرى الكاتب والسيناريست الدرامي فاروق الشعيبي أن هناك ثنائيات كثيرة ناجحة في الدراما الخليجية، ويقول: «ما زلنا نذكر الثنائي النسائي في الزمن الجميل الفنانة سعاد عبد الله والفنانة حياة الفهد عندما قدمتا الأعمال الجميلة التي لا تزال تُعرَض إلى الآن، ومنها مسلسلَيْ «على الدنيا السلام» و«خرج ولم يعد»، وغيرهما من الأعمال الناجحة على صعيد التلفزيون والمسرح. كذلك أرى ثنائيًّا نسائيًّا في الزمن الحاضر بين الفنانة مروة محمد والفنانة ريم عبد الله، وأعتقد أن هذا الثنائي نجح تراجيديًّا في عدة أعمال، منها مسلسل «عطر» ومسلسل «عذاب» ومسلسل «أسوار2» وغيرها من الأعمال. وكذلك أذكر الثنائي الرجالي في الماضي، وهما الفنانان عبد الله السدحان وناصر القصبي اللّذان اشتركا معًا في أعمال كثيرة، منها: «عودة عصويد» و«بداية النهاية» و«أبو مشعاب» و«عيون ترقب الزمن» و«طاش ما طاش».
وهناك ثنائي رجالي ناجح في الوقت الحاضر، وهو الفنان حسن عسيري والفنان فايز المالكي، إذ قدما أعمالاً مثل مسلسل «بيني وبينك» ومسلسل «شير شات»، وحققا نجاحًا باهرًا في الآونة الأخيرة كثنائي في سماء الكوميديا. وهنالك ثنائي رجالي مع نسائي مثل الفنانة سعاد عبد الله والفنان محمد المنصور، فقد عملا معًا في العديد من المسلسلات الناجحة مثل مسلسلات «زوارة خميس» و«سليمان الطيب» و«القدر المحتوم». وهناك الفنان داود حسين والفنانة انتصار الشراح، كانا من أجمل الثنائيات الناجحة في الدراما الخليجية من خلال «بو قلبين» و«عش الزوجية» وبرنامج «فضائيات» وغيرها. وأرى أن الثنائيات مطلوبة في الدراما الخليجية لو كانت جيدة ومميزة.
فشل تكوين ثنائيات جديدة
ويعتقد الفنان والإعلامي ومسؤول الإعلام والنشر في الجمعية العربية السعودية للثقافة طاهر بخش أن الثنائيات الناجحة لا تُنسى مهما مر عليها من زمن، وتتذكرها الأجيال، فيقول: «قد يكون أبرز من شكَّل ثنائيات في الخليج هو الفنان الكويتي الراحل عبد الحسين عبد الرضا، إذ شكَّل ثنائيًّا رجاليًّا مع عدد من الفنانين، منهم زميله الفنان الكويتي سعد الفرج، من خلال عدة أعمال منها: «درب الزلق» و«محكمة الفريج» و«الأقدار» و«سوق المقاصيص»، بالإضافة إلى مسرحيات «صقر قريش» و«على هامان يا فرعون» و«هذا سيفوه»، وغيرها من الأعمال القوية الناجحة.
كما كوَّن الراحل عبد الحسين ثنائيًّا جميلاً مع الفنان الراحل خالد النفيسي من خلال مسلسلَيْ «الحيالة» و«وديوان السبيل» وغيرهما من الأعمال. وقدم الراحل ثنائيًّا مع الفنان الراحل عبد العزيز النمش، في «مذكرات بو عليوي» و«الصبر مفتاح الفرج»، وكذلك مع ثنائي نسائي وهي الفنانة سعاد عبد الله، واستطاعا أن يقدما أجمل الأعمال التي ما زالت تعيش في ذاكرتنا إلى الآن رغم مرور سنوات طويلة، منها: «درس خصوصي» وأوبريت «بساط الفقر» و«شهر العسل»، بالإضافة إلى أشهر المسرحيات، ومنها: «على هامان يا فرعون» و«عزوبي السالمية».
وشكَّل الراحل أيضًا ثنائيًّا مع الفنانة حياة الفهد من خلال عدة أعمال، منها: «قاصد خير» و«سوق المقاصيص» ومسرحيات منها: «سيف العرب» و«قناص خيطان».
ومن الثنائيات الناجحة أيضًا ما شكَّله الفنان عبد الله السدحان وناصر القصبي من خلال مسلسل «طاش ما طاش»، الذي استمر 18 سنة، فأكدا من خلاله نجاح وبروز العمل الدرامي السعودي، بالإضافة إلى أعمال أخرى كمسلسلَيْ «كلنا عيال قرية» و«القصر» وغيرهما من الأعمال، قبل أن يفترقا مؤخرًا. كما شكَّل الفنان فايز المالكي والفنان حسن عسيري ثنائيًّا من خلال مسلسل «بيني وبينك» وغيره من الأعمال، وكذلك الفنان حسن البلام والفنان عبد الناصر الدرويش كانا ثنائيًّا ناجحًا من خلال عدة أعمال، منها: «شحيت ومحيت» و«كاني وماني» و«بلوك غشمرة». وكوّن الفنان طارق العلي والفنانة هيا الشعيبي ثنائيًّا قبل أن يفترقا منذ فترة، ومن أعمالهما: «البيت بيتك» و«بخيت وبخيتة»، بالإضافة إلى العديد من البرامج والمسرحيات.
وبالنسبة للثنائيات لو أردنا المقارنة، فالثنائيات الخليجية في الماضي كانت أقوى وأعمق، وأعمال الفنانين لا تزال تحتفظ بمكانة في ذاكرة المشاهدين، على عكس الثنائيات الجديدة، وهذا في رأيي لأن النفسيات تغيرت، وأصبح كل فنان ينتج بمفرده ويريد أن يحظى بدور البطولة، مما تسبّب في فشل تكوين ثنائيات جديدة تستمرّ.
ظاهرة موجودة
الناقد والإعلامي نايف البدر يرى أن كل مرحلة لها ثنائيات تبرز فيها، وأنها ظاهرة موجودة في الدراما وبشكل دائم، وتتجدد في كل مرة ويقول: «في السابق، كانت الثنائيات في الخليج تتمثّل بـالفنان الراحل عبد الحسين عبد الرضا وسعد الفرج من خلال أعمال خالدة قدماها، منها «درب الزلق»، والفنانة سعاد عبد الله والفنانة حياة الفهد في مسلسلات كثيرة جمعتهما، منها: «على الدنيا السلام» و«خالتي قماشة»، والثنائي السعودي الفنان ناصر القصبي والفنان عبد الله السدحان، من خلال أبرز أعمالهما وأكثرها شهرة «طاش ما طاش». أما في الوقت الحالي أو الزمن القريب، لا أرى أي توافق فني ثنائي رائع أو لافت كالماضي، وإن وُجِد قد يكون نادرًا جدًا، ولكن أعتقد أن الفنان حسن البلام وعبد الناصر الدرويش جمعتهما عدة أعمال وشكّلا ثنائيًّا ناجحًا لفت النظر، من خلال «دندرمة» و«بلوك غشمرة» وغيرهما من الأعمال، وأرى أنهما أبدعا في تحقيق ثنائيات جميلة ورائعة ومميزة جدًا ولها صدى جميل».
نتمنى عودة الثنائيات
المخرج التلفزيوني في هيئة الإذاعة والتلفزيون حامد عبد الله الغامدي يقول: «إن المسلسلات الخليجية منذ أكثر من ثلاثين عامًا نجحت في الثنائيات، فقدّم الثنائي السعودي «تحفة ومشقاص» (لطفي زيني وحسن دردير)، أعمالاً قديمة بقيت في ذاكرة المشاهدين، وكذلك لا ننسى الفنان الراحل عبد الحسين عبد الرضا وسعد الفرج، إذ تميزا بأعمال جميلة قدماها، مثل مسلسلَيْ «درب الزلق» و«سوق المقاصيص»، وكذلك الراحل عبد الحسين عبد الرضا والفنانة سعاد عبد الله، قدما عدة أعمال مسرحية ومسلسلات واسكتشات لا تُنسى قد يكون أهمها مسلسل «درس خصوصي» وغيرها. كذلك من الثنائيات النسائية، الفنانة حياة الفهد والفنانة سعاد عبد الله، اللتان قدمتا أعمالاً خالدة في الذاكرة، قد يكون أبرزها مسلسل «خرج ولم يعد» ومسلسل «خالتي قماشة» ومسلسل «رقية وسبيكة»، وكذلك الثنائي السعودي الجميل الفنان ناصر القصبي وعبد الله السدحان، اللّذان قدما عملاً كان مدرسة تخرّج منها عددٌ من الفنانين الموجودين في الساحة حاليًّا، وهو «طاش ما طاش» الذي استمر 18 عامًا متواصلة، ولا ننسى أيضًا الفنانَيْن فايز المالكي وحسن عسيري، اللّذين قدما أعمالاً مميزة لعدة أعوام، وبعد انقطاع عادا هذا العام معًا في مسلسل «شير شات». ومن خلال هذه الأسماء وما قدمته على الساحة المحلية والخليجية، نجد تجانسًا بين الشخصيات ونجاحات لعدة أعوام ونتمنى أن تعود مثل هذه الثنائيات الجميلة.
الثنائيات لا تنتهي
واعتبر الناقد والكاتب والإعلامي صالح الورثان أن الثنائيات في الدراما لا تنتهي، قائلاً: «قد تتمثّل أبرز الثنائيات الخليجية بالفنان الراحل عبد الحسين عبد الرضا وسعد الفرج في عدد من الأعمال التي لا تزال باقية ويتذكرها المشاهد، من أبرزها مسلسل «درب الزلق». وكذلك الثنائي النسائي، فاجتمعت الفنانتان سعاد عبد الله وحياة الفهد في عدة أعمال مضت منذ أعوام، لكننا نحب مشاهدتها إلى الآن لو عُرِضَت، ومن بينها «خالتي قماشة» و«رقية وسبيكة»، كذلك الفنانة سعاد عبد الله والفنان الراحل غانم الصالح، اشتركا في عدة مسلسلات وسهرات تلفزيونية، من أبرزها «خرج ولم يعد». ولا ننسى الثنائي السعودي المميز لعدة أعوام، الفنان ناصر القصبي وعبد الله السدحان، إذ برزا في عدة أعمال قد يكون «طاش ما طاش» من أهمها.
وبرغم ظهور العديد من الثنائيات في الفترة الأخيرة عبر الدراما، فإنني أجد أن الثنائيات القديمة كانت أقوى، وما زالت أعمال الفنانين تذكرنا بالزمن الجميل».
أسماء بارزة
ويقول الإعلامي والمحرر الفني في جريدة المدينة سهيل طاشكندي: «عندما تُذكَر الثنائيات في المسلسلات الخليجية، سنجد أسماء عديدة بارزة، حققت نجاحات كبيرة في العمل الثنائي. ففي الدراما السعودية في بدايات التلفزيون السعودي، تألق الفنانان لطفي زيني وحسن دردير، وكوّنا ثنائيًّا رائعًا باسم «تحفة ومشقاص»، وقدما العديد من الأعمال الجميلة مثل «تحفة ومشقاص في كفر البلاص» وغيرها.
أما في الدراما الخليجية، فأبرز تلك الثنائيات نجم الخليج والكويت الراحل عبد الحسين عبد الرضا، الذي نجح كثنائي مع أكثر من اسم في مقدمتهم النجمة سعاد عبد الله، إذ قدما معًا الكثير من الأعمال المميزة، مثل «شهر العسل» و«بساط الفقر»، وكذلك عبد الحسين عبد الرضا مع سعد الفرج في الكثير من المسلسلات والمسرحيات، مثل «على هامان يا فرعون». وأيضًا لا ننسى نجاح النجمتين سعاد عبد الله وحياة الفهد في أعمال ثنائية عديدة، منها مسلسل «خرج ولم يعد» وغيره. وفي الساحة السعودية، لا ننسى الثنائي الخطير ناصر القصبي وعبد الله السدحان في «طاش ما طاش»، الذي كان ولا يزال علامة مميزة في الدراما السعودية، وحاليًّا أيضًا برز النجمان حسن عسيري وفايز المالكي كثنائي نجح بشكل لافت من خلال عدة أعمال مميزة، كان آخرها ما قدماه في رمضان الماضي وهو مسلسل «شير شات». وتظل هذه الأسماء وأعمالها الفنية في الدراما السعودية والخليجية عالقة في الأذهان، والعمل الثنائي بشكل عام ينجح ويبرز إذا كان الثنائي متفاهمًا، ومن أهم صفات العمل الثنائي تقديم الضحكة الجميلة الهادفة».
كانت في الماضي وانتهت!
يرى المخرج مجدي القاضي أن الثنائيات انتهت، ويقول: «أتفق معكم أنه في الماضي كانت هنالك قِمَمٌ موجودة، وشكَّلت ثنائيات خليجية، مثل الفنانة سعاد عبد الله والراحل عبد الحسين عبد الرضا، خلال عدة أعمال، وكذلك الفنان ناصر القصبي وعبد الله السدحان، ولكن أعتقد أن هذه الثنائيات كانت في الماضي وانتهت. وهي كانت موجودة في زمن الدراما الحقيقية، أما الآن فلا وجود لثنائيات صادقة. الكل يرغب في الاستحواذ على البطولة، وهو من يكتب ويخرج ويمثل. أما في الماضي، فكان الأمر مختلفًا إذ كان همّ الفنان الوحيد هو نجاح العمل، وكان الممثل يؤدّي بحب وصدق ولم يكن هدفه إبراز نفسه فقط. وكمخرج أقولها بصدق، انتهت الثنائيات ولن تعود كما كانت أبدًا، وإن عادت تكون ضعيفة، لأن الأعمال الدرامية الآن أصبحت تجارية، لذلك اختلف الثنائي الدرامي عن الماضي» .