شهدت «مدينة الثقافة» بالعاصمة التونسية «تونس» السبت الثالث من نوفمبر الجاري، حفل افتتاح الدورة التاسعة والعشرين من مهرجان «أيام قرطاج السينمائية»، الذي انطلق تحت رعاية رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد ووزير الشؤون الثقافية التونسية محمد زين العابدين، وبحضور مجموعة كبيرة من الضيوف والفنانين كان في مقدمتهم ليلى علوي، فتحي عبدالوهاب، عابد فهد، رشا بن معاوية، المخرج الشاب أمين بوخريص، الفنانة عائشة بن أحمد، المخرج شوقي الماجري، وذلك بمسرح الأوبرا بمدينة الثقافة وسط إجراءات أمنية مشددة بعد أيام من وقوع هجوم انتحاري أدمى قلب العاصمة وقلوب كل التونسيين.
فبعد العديد من التكهنات حول تأجيل موعد انطلاق المهرجان نظراً لذلك الحادث المؤسف، تزين شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة «تونس» بالألوان ومظاهر الاحتفال المتعددة، ورفعت اللافتات معلنة عن هذا الحدث السينمائي الكبير الذي دأبت تونس على تنظيمه منذ عام 1966، كما أقامت الفرق الموسيقية والغنائية التونسية عروضاً فنية مصاحبة للمهرجان في نفس الشارع الذي شهد هذا الحادث، معلنة اتخاذها من الفن سلاحاً لمواجهة من وصفتهم بـ«طيور الظلام».
وقال يوسف الشاهد رئيس الحكومة التونسية، في تصريح قبيل حفل الافتتاح، «هذه الأيام السينمائية مهمة. أردنا من خلالها القول إن الحياة تستمر في تونس التي تواجه آفة الإرهاب ليس فقط بالوسائل الأمنية بل أيضاً من خلال الثقافة».
وتابع «أردنا أن نبرز غداة هذا الاعتداء، وعلى بعد خطوات من مكان ارتكاب هذه العملية التي تم إحباطها، أن تونس تعيش... ».
وفي السياق ذاته، قال نجيب عياد مدير المهرجان «هذا الاعتداء الخسيس لا يزيدنا إلا عزماً وحماساً لإنجاح المهرجان» الذي انطلق قبل 52 عاماً.
وافتتحت فعاليات المهرجان الذي سيستمر حتى العاشر من نوفمبر الجاري بالفيلم المغربي «أباتريد» أو «بدون مواطن» للمخرجة المغربية نرجس نجار في قاعة الأوبرا في مدينة الثقافة. وستشهد هذه الدورة عرض 206 فيلماً تمثل 47 بلداً، ما بين أفلام تشارك في المسابقات الرسمية وأفلام أخرى تعرض في أقسام موازية، بالإضافة للتكريمات والندوات المصاحبة للمهرجان.
وكانت إدارة المهرجان قد أصدرت بياناً في وقت سابق قالت من خلاله إن هذه الدورة «ستحتفي بقيم التسامح والانفتاح وحب الحياة، رغم الحادث الإرهابي الأليم».
وأضافت أن «أيام قرطاج السينمائية تبقي صورة تونس العاكسة للحرية والتسامح، وهي متشبثة بقناعاتها، ولن تنحني أمام حاملي المشاريع الظلامية، وستبقى الثقافة هي السد المنيع والوحيد ضد الجهل وأعداء الحياة».
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي