لأن الفيزياء الطبية تعتبر جزءًا رئيسيًا ومهمًا جدًا من رحلة العلاج، وكونها تساعد في الكشف وهزيمة العديد من الأمراض، وكونها واحدة من الابتكارات الإنسانية التي غيّرت وجه الحضارة البشرية عمومًا، فهي واحدة من أهم تخصصات الفيزياء التطبيقية في المجالات الطبية، وخصوصًا في تشخيص وعلاج الأمراض، وكانت قد ساهمت في إنقاذ الملايين عبر التاريخ، يحتفل العالم في 7 تشرين الثاني / نوفمبر من كل عام، باليوم العالمي للفيزياء الطبية International Day of Medical Physics – IDMP، وذلك بهدف خلق توعية عامة وشاملة بأهمية الفيزيائيين الطبيين، وأهمية ما يقدمونه لنا.
وكانت المنظمة الدولية للفيزياء الطبية قد أعلنت عن تخصيص يوم 7 تشرين الثاني / نوفمبر في العالم 2012، يومًا عالميًا للفيزياء الطبية، لتوعية العامة بالفيزيائيين الطبيين ومهنتهم، وكتكريم للعالمة البولندية الشهيرة «مدام كوري»، التي ساهمت في تطوير هذا المجال بشكل واسع؛ من خلال أبحاثها في مجال النشاط الإشعاعي، فقد ولدت «مدام كوري» في مثل هذا اليوم من العام 1867؛ وذلك تخليدًا وتقديرًا لما قدمته في مسيرتها العلمية.
المنظمة العالمية للفيزياء الطبية تحتفل بهذا اليوم
واحتفلت المنظمة العالمية للفيزياء الطبية بهذا اليوم العالمي السادس للفيزياء الطبية، عبر موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت، حيث حددت موضوع هذا العام الحالي 2018، بـ«كيفية استفادة المرضى بشكل يومي من الفيزياء الطبية»، وعبّرت المنظمة العالمية عن سعادتها بانضمام جميع المهتمين لها بهذا اليوم، وأوضحت أن اختيارها لموضوع هذا العام جاء كونه أحد الأسباب الرئيسية الذي يختارها معظم الأشخاص العاملين في هذا المجال، وفي ميادين الفيزياء المختلفة.
وقالت المنظمة العالمية أيضًا: «نحن على يقين من أنك تستطيع أن تتذكر يوم دخولك إلى ميدان العمل في الفيزياء الطبية، ونأمل أن يذكرك هذا الاحتفال بمهنتنا دائمًا بهذا اليوم». وتابعت المنظمة في منشورها: «إن تطبيق الفيزياء في البيئة السريرية على تشخيص وعلاج المرضى، وكذلك في المختبرات التي توفر لنا إمكانية التتبع في قياس الجرعات، يتطور باستمرار ويتوسع مع مرور كل يوم، ونأمل أن يفيد التزام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالمعاملة المأمونة والفعالة وضمان الجودة وقياس الجرعة في أنشطتك اليومية بشكل وثائق توجيهية ومواد تعليمية ومدونات قواعد الممارسات، بالإضافة إلى خدمات تدقيق قياس الجرعة وفرص التعاون التقني، نحن نتطلع إلى مواصلة دعم مهنة الفيزياء الطبية».
ومن الجدير بالذكر أنه باحتفال هذا العام، ستقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية، باستضافة ندوة عبر شبكة الإنترنت في مقرها بالعاصمة النمساوية «فيينا»، حيث ستحمل هذه الندوة عنوان «رحلة غرفة التأيّن»، وسيتم اتباع المسار النموذجي لما يُسمى «غرفة التأيّن»، من المعايرة إلى قسم العلاج الإشعاعي في المستشفى، كما سيتم تسليط الضوء على التآزر بين مختبرات قياس الجرعات الثانوية (SSDL) والمستشفيات، والذي يصف مدى دقة الارتباط في المعايرة بعمل الفيزيائي الطبي المؤهل سريريًا (CQMP)، وأهمية هذا التفاعل من أجل سلامة وجودة وفعالية الرعاية الصحية للمرضى.
العالمة البولندية المُلهمة «مدام كوري»
ومدام كوري هي عالمة فيزياء وكيمياء، بولندية الأصل، وكانت تحمل الجنسية الفرنسية، ولدت في 7 تشرين الثاني / نوفمبر من العام 1867، وتوفيت في 4 تموز / يوليو من العام 1934، وكانت قد اشتهرت بأبحاثها التي كانت سابقة لعصرها في مجال «اضمحلال النشاط الإشعاعي»، التي ساهمت إلى حد كبير في تطوير الفيزياء الطبية، وكان لها التأثير الأهم في هذا المجال.
ويُشار إلى أن العالمية البولندية – الفرنسية «مدام كوري»، تعتبر أول امرأة في التاريخ تحصل على جائزة «نوبل»، كما أنها الوحيدة التي حصلت عليها مرتين اثنتين، وفي مجالين مختلفين، حيث كانت الأولى في مجال الفيزياء، بعد أن اكتشفت مع زوجها العالم «بيار كوري» عنصري الـ«بولونيوم» والـ«راديوم»، فتشاركا الجائزة نفسها في ذلك العام، والأخرى في الكيمياء، التي حصلت عليها منفردة خلال العام 1911، وفضلاً عن ذلك، فهي أيضًا تعد أول امرأة تشغل رتبة الأستاذية في جامعة باريس في فرنسا.
