نشرت صحيفة "ذي غارديان" (The Guardian) البريطانية، عدداً من الفصول التي كتبتها ميشيل أوباما Michelle Obama، زوجة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما Barack Obama، في مذكراتها التي حملت اسم "بيكومينغ" (Becoming)، والتي ذكرت فيها سيدة الولايات المتحدة الأمريكية السابقة، بعضاً من ذكريات أيامها الماضية، بدءاً من علاقة الحب التي جمعتها بزوجها في شبابهما، وحتى الأوقات الصعبة التي عاشها كلاهما خلال رئاسته.
وبحسب مواقع صحافية فقد سلطت صحيفة "ذي غارديان" الضوء على 5 فصول رئيسية من مذكرات أوباما الزوجة، وبدأتها بعلاقة الحب الكبيرة التي جمعتها بزوجها، كيف بدأت هذه العلاقة، وكيف سارت، وما هي المشاكل التي واجهتهما؟
أشارت أول سيدة زوجة رئيس في الولايات المتحدة من أصول أفريقية، أنها في البداية كانت مرتابة من الضجة المحلية التي أثيرت حول زوجها، وتابعت ميشيل، أنه عندما تعرفت عليه في بداية حياتهما، بدا في صورته حينها، شيء مما اعتبرته "انطوائية واجتهاد" في الوقت نفسه، لكنها بمجرد أن تقربت منه وعرفته جيداً، انجذبت إلى هذا الرجل الذي يمتزج فيه كل شيء بغرابة، وشعرت بأن هناك فيضاً من اللهفة، الامتنان، الاكتفاء والدهشة من جانبه. وكانا قد وقعا في الحب أخيراً، وعلى العشاء، احتال عليها بطرح حججه ضد الزواج قبل أن يعطيها صندوقاً مخملياً داكناً، والذي بدلاً من أن يحوي بداخله كعكة من الشيكولاتة، كان بداخله "خاتم خطوبة" من الألماس، حيث تقول ميشيل عن تلك اللحظة: "استغرقت ثانية لتبديد غضبي والانزلاق إلى صدمة مبهجة"
وبعد سنوات من زواجهما، بيّنت ميشيل أن زواجهما كان قد نجا من العديد من ضغوط العمل غير العادية، حيث أنهما في مرحلة ما من حياتهما، اضطرا للجوء إلى استشارة مختصين في الزواج حتى يحافظا عليه، وبعد خسارتها لحملها، خضعا لعلاج أطفال الأنابيب في المختبر لينجبا ابنتيهما.
مترددة من ترشحه للرئاسة
وفي مذكراتها اعترفت ميشيل أوباما، بأنها كانت مترددة للغاية في بادئ الأمر، من فكرة ترشح زوجها للرئاسة الأمريكية خلال العام 2008، وأحد أهم أسباب هذا التردد كان معرفتها المسبقة بالتوترات التي سوف تحل بالعائلة حينها، وقالت: "في النهاية، انتهى الأمر وقلت نعم، لأنني اعتقدت أن باراك يمكن أن يكون رئيساً عظيماً، قلت نعم لأنني أحببته وكان لدي إيمان بما يمكنه فعله".
ويُشار إلى أن ميشيل، كانت عندما لحقت بالحملة الانتخابية لزوجها باراك أوباما، كانت قد أدلت بالعديد من التصريحات التي عرّضتها للنقد الشديد، وتقول في ذلك: "رغم كل هذا، للمرة الأولى في حياتي كبالغة، أشعر بالفخر حقاً ببلدي" وتابعت أنها واجهت عناوين وسائل الإعلام القاسية التي كانت تمسها شخصياً، مثل تلك العناوين التي كانت تنتقد مظهرها بسؤال "هل هو فخم أم مخيف؟" وتقول ميشيل في ذلك: "إن هذه الأشياء تؤذي، ألقيت باللوم أحياناً على حملة باراك بسبب الموقف الذي كنت فيه".
أول سيدة أولى من أصول إفريقية
تقول ميشيل: "كانت هناك هالة من الإجلال تحيط بمن سبقنني من البيض، فقد كنت أعرف أنه من غير المحتمل أن أحظى بنفس الشيء، لكن لورا بوش كانت عطوفة وقامت بجولة ترحيب في البيت الأبيض، بينما عرضت زوجات رؤساء سابقات أخريات الدعم أيضاً" وتضيف أوباما، "كان كل هذا مشجعاً، لقد تطلعت بالفعل إلى اليوم الذي أتمكن فيه من تمرير الحكمة التي جمعتها إلى السيدة الأولى التالية".
أوقات مظلمة
وتصف ميشيل أوباما في مذكراتها الشخصية، أحلك أوقات زوجها عندما كان رئيساً للبلاد، وذلك حين قتل مسلحٌ عشرين طالباً وستة مدرسين في مدرسة "ساندي هوك" الابتدائية في نيوتاون في ولاية كونيتيكت في العام 2012، قائلة: "لقد كان زوجي يحتاجني، كانت هذه المرة الوحيدة، في سنين رئاسته التي يطلب فيها حضوري في منتصف يوم عمل، إذ أعاد كلانا ترتيب جدول أعماله لنحظى معاً بوقت خاص نكون فيه وحدنا لنريح أعصابنا". وتضيف ميشيل: "هذه الصور حفظت إلى الأبد في ذاكرته، أستطيع أن أرى في عينيه كيف حطمه هذا الحادث، وكيف زعزع إيمانه".