لا تزال الأخبار الحزينة والحوادث المفجعة، تضرب المملكة الأردنية وشعبها الطيب، فبعد كارثتي الفيضانات التي أودت بحيات العشرات من الأردنيين جنوب البلاد، ها هي كارثة أخرى تضرب العاصمة عَمّان يوم الأربعاء الماضي 14 تشرين الثاني / نوفمبر 2018، بعد أن لاقى شخصين حتفهما، جراء سقوطهما في «حفرة امتصاصية»، بعمق تجاوز الـ5 أمتار.
وعلى الرغم من أنها مأساة حقيقية أثارت حزن وغضب جميع الأردنيين في الوقت نفسه، إلا أن ما حدث يحكي قصة بطولية كبيرة لإحدى الضحيتين، والذي أبرز «نخوة» وإنسانية هذا الشعب الطيب، وذلك بعد أن ضحى الشاب الأردني «أسيد اللوزي»، البالغ من العمر 33 عاماً، بحياته أثناء محاولته إنقاذ الطفلة التي وقعت في هذه الحفرة المشؤومة، ليرتقي الشاب للوزي شهيداً حينها.
وبدأت التفاصيل الموجعة لهذه القصة، عندما سقطت طفلة صغيرة لم تتجاوز الـ10 أعوام من العمر، في إحدى «الحفر الامتصاصية» يتجاوز عمقها خمسة أمتار، في منطقة «خريبة السوق» جنوب العاصمة عمّان، وبعد أن شاهد الشاب «أسيد اللوزي» سقوطها، عرّض حياته للخطر وحاول النزول في الحفرة لإنقاذ هذه الفتاة، إلا أنه لم يتمكن من فعل ذلك، ليلاقي كل من الشاب البطل والطفلة المسكينة حتفهما غرقـاً داخلها.
وبحسب بيان رسمي أصدرته مديرية الدفاع المدني في العاصمة الأردنية، فإن فرق الإنقاذ، كانت قد وصلت إلى مكان الحادث، وتمكنت فرق الغطس من القيام بانتشال الجثتين، وإخلائهما إلى كل من مستشفى «التوتنجي» ومستشفى «الحنان»، بعد أن توفيا غرقاً داخل الحفرة الامتصاصية، التي تم إغلاقها مباشرة عقب انتشار الأخبار حول هذه الحادثة المؤسفة، كما تم فتح تحقيق فوري للوقوف على ملابساتها.
ومن الجدير بالذكر، أنه وبحسب وسائل الإعلام الأردنية، فإن الشاب الأردني «أسيد اللوزي» الذي قدم حياته مُضحياً في محاولة لإنقاذ الفتاة، يبلغ من العمر 33 عاماً فقط، ويمتلك محلاً لبيع ألعاب الأطفال بالمنطقة التي وقع فيها الحادث، وهو متزوج منذ 7 أشهر فقط، وعند انتشار خبر تضحيته الإنسانية هذه، أشاد الكثير من رواد التواصل الاجتماعي بالعمل البطولي الذي أقدم عليه الشاب اللوزي، واعتبر الأردنيون أنه يعتبر مثالاً للنخوة والشهامة.