عادات رمضانية قديمة بالمغرب بدأت بالأفول أو تطورت بشكل فقدت فيه حلاوتها، يستحضرها العالم الروحاني المغربي مولاي بوشعيب الإدريسي الوطاطي لقراء «سيدتي نت»، ويقارن كيف كانت وكيف أصبحت في الوقت الحالي، وفي ما يلي بعض هذه العادات.
شعبانة: وهي فعالية تتمثل باحتفال لائق يقام في اليوم الأخير من شهر شعبان؛ لاستقبال هذا الشهر العظيم.
لبراح: شخصية لها ارتباط وثيق بهذا الشهر يطلق عليه لبراح باللغة الدارجة المغربية، إذ كان قبل أيام من حلول الشهر الفضيل يجوب الأزقة ويخبر الناس بيوم الصيام، كما أنه في البوادي كان للفقيه أو إمام الجامع دور رئيسي؛ حيث كان يتكلف بمراقبة الهلال ومراقبة طلوع الشمس وغروبها؛ ليخطر أهل القرية بمواعيد الصيام والصلاة، فكان يقوم بدور البوصلة الدينية في غياب وسائل الاتصال والتواصل.
سلو والمخرقة: كانت النساء ولمدة عشرة أيام قبل رمضان، تحضرن «سلو والمخرقة»، وهما مختلفان شيئاً ما عن «الشباكية والسفوف»، ويقمن بكل الاستعدادات لتوفير كل المواد التي يحتاجونها في أيام رمضان، والاختلاف بين الأمس واليوم هو أنه لم تكن هذه الأطباق الرمضانية تباع في السوق، بل كل شيء كان يحضر في البيوت، وكان يخصص اليوم الأول من رمضان لزيارة القبور.
صلاة النساء: في ما مضى كان الرجال يذهبون للصلاة في المساجد، فيما كانت تؤدي النساء فريضة الصلاة في البيت عكس اليوم، حيث نجد أن النساء يقصدن أيضاً المساجد تماماً مثل الرجال.
مائدة الإفطار: كانت مائدة الإفطار والسحور متواضعة جداً، لم يكن هذا البذخ كما هي عليه الآن، حيث كانت الحريرة سيدة الأطباق، إلى جانب التمر والفطائر والشاي أو القهوة. وكان يحضر الكسكس في الفطور كل جمعة، أو «باداس»، وهو عبارة عن كسكس بالذرة.
السمك: كان السمك غائباً في رمضان، بينما أصبح أساسياً الآن، وتضاف إليه السلطات والمقبلات، وأشياء أخرى حيث تبقى الأطباق الأساسية التي كانت بالأمس مجرد ديكور تزين به الموائد.
الحريرة: حتى الحريرة المغربية لم تعد ذاك الطابق الحاضر طيلة أيام الشهر، بل قد تستبدل بشوربات بنكهات مختلفة.
ليلة القدر: في ليلة القدر كان اليوم يخصص للتزاور نهاراً والعبادة بالليل، وكان الناس يطرقون أبواب المحتاجين؛ ليمدوهم بالصدقة، ويقدموا هدايا للأطفال بدون استثناء، فيما يتم التعامل بعناية، واهتمام بالأطفال الذي يصومون لأول مرة؛ لتشجيعهم على الصيام.
صيام الأطفال: كانت الأسر تعتمد وسيلة طريفة لحث الأطفال على الصوم، وتسمى تخييط أو ترميم النهار، حيث يصوم الطفل حتى وقت الغداء، ويقدم له شيء من الأكل، بعدها يغسل فمه بالغرغرة، ويطلبون منه إتمام اليوم حتى وقت الإفطار، ومن ثم يعتقد أنه كان صائماً.
المسحراتي: المسحراتي أو النفار كان يوقظ السكان لوجبة السحور، التي تكون بسيطة مكونة من شاي و«بطبوط» وجبن وبيض، وكل حسب ما جاد به مطبخه وتموينه، لقد كانت حياة بسيطة لكن فيها الكثير من القناعة والتراحم والمودة.
اقرئي المزيد من المواضيع في رمضانيات