"الصاحب ساحب"، و"مَن عاشر القوم 40 يومًا صار منهم"، مثلان قديمان، يرددهما الآباء والأجداد على مسامع الأبناء لإرشادهم إلى اختيار أصحابهم بدقة، وتوضيحًا لهم أن للصاحب تأثيرًا عليهم، ومع مرور الزمن، أكد العلم صحة تلك المقولات؛ حيث برهن الباحثون على أن سلوكيات الأصدقاء شبيهة بالعدوى.
وللتعمُّق أكثر حول الموضوع، تحدثنا إلى أمل عبدالوهاب، الاختصاصية النفسية، التي كشفت مدى تأثير الأصدقاء على سلوكيات بعضهم.
حيث أكدت لنا أن للأصدقاء تأثيرًا متبادلاً على سلوكيات بعضهم، والسلوك هنا يعني النشاط العقلي، أو الجسمي، أو الاجتماعي؛ فترى الشاب المهووس بالسيارات يرافق شابًا عاديًا؛ فيصبح الأخير مهووسًا مثله، وإن كانت الفتاة مهووسة بحب الفنانين، تصبح صديقتها بعد وقت قصير مثلها، وإن كان الشاب يحب حياة الصخب والسهر والخروج، يصبح صديقه مثله، إذًا السلوك الشخصي نكتسبه من البيئة المحيطة بنا، ويختلف هذا الأمر من شخص لآخر بحسب المكان الذي ترعرع فيه، والعادات والتقاليد التي تحيط به في مجتمعه، وعلاقة الشخص بوالديه وعلاقته بربه، وبأسرته.
نصائح لتغيير السلوك الشخصس إلى الأفضل:
- يكمن الذكاء في اختيار صاحب، أو صديق، يعين على اكتساب كل ما هو جيد ومفيد؛ فاختيار الأصحاب ذوي الأخلاق العالية والمهتمين بالدراسة والعمل، سيعود عليك بالنفع حتمًا عبر تعديل سلوكك.
- على الأصدقاء التعاون مع بعضهم للتخلص من الخصال السيئة، وهذا من سمات الصديق الوفي، الذي يحرص على انتشال صديقه من سبل الضياع.
- الاهتمام بالأنشطة البدنية والرياضية، يحفز العقل على التفكير بشكل أفضل.
- الابتعاد عن الأصدقاء المشهورين بأخلاقهم السيئة، أو الكسل، أو اللامبالاة، والذين يفكرون بطريقة سلبية؛ لأن طريقة التفكير أيضًا فيها نوع من العدوى.