لا تزال بعض اللوحات الفنية لعدد من أسماء الرسامين المشاهير، تُباع بأرقام فلكية للغاية، أرقام قد تبدوا أمامها «الآلاف»، مبالغ عادية من المال، وربما قد تنقسم أراء الناس حول هذا الأمر، فهناك الكثير منهم يرون بأن هذا الأمر يحول الفنّ عموماً إلى «سلعة تجارية»، وآخرون يرون عكس ذلك، بأنه نوع من التقدير للفن والفنانين، وبغض النظر عن آراء الفريقين، حقق في الأيام القليلة الماضية، الفنان البريطاني الشهير «ديفيد هوكني»، رقماً خيالياً من بيع إحدى أعماله الفنية.
في التفاصيل، أن الفنان البريطاني «ديفيد هوكني»، البالغ من العمر حالياً قرابة الـ80 عاماً، دخل التاريخ بعد أن بيعت إحدى أعماله الفنية بأكثر من 90 مليون دولار أمريكي، ما جعلها أغلى لوحة تُباع لفنان لا يزال على قيد الحياة في العالم، حيث يُشار إلى أنه لم يتم الكشف عن هوية من ابتاعها حتى هذه اللحظة، وأنها كانت بحوزة أحد جامعي اللوحات. وكان ذلك خلال مزاد علني نظمته صالة «كريستي»، التي تملك 12 صالة عرض في أشهر مدن العالم لاستضافة مزاداتها.
وتعتبر لوحة «بورتريه فنان»، التي بيعت مقابل 90.3 مليون دولار أمريكي، واحدة من أبرز الأعمال التي أنجزها «هوكني»، في مجموعة لوحات «حمّام السباحة» الشهيرة. حيث كان الرقم القياسي السابق من نصيب لوحة «بالون دوغ» للفنان «جيف كوونز»، التي حققت 58.4 مليون دولار في 2013، أي أن لوحة «بورتريه فنان» حققت أقل من الضعف بقليل من اللوحة الأخيرة.
وفي حديث لـ«ألكس روتر»، وهو الرئيس المشارك للفن المعاصر وفن ما بعد الحرب في صالة «كريستي»، وصف اللوحة التي رسمها «ديفيد هوكني»، خلال العام 1972 على أنها «الكأس المقدسة للوحات الفنان البريطاني الشهير، من نظرة تاريخية ونظرة تسويقية» كما وأشار «روتر» إلى أنها تعكس المنظور الأوروبي والأمريكي معاً لفنان عاش في ولاية كاليفورنيا الأمريكية المشمسة في الستينيات، كما أنه عاش في كلا القارتين.
كما قال «روتر» في مقابلة أجراها في وقت سابق، إن اللوحة «بها كل العناصر التي ترغبها في لوحة لهوكني» ولفت إلى أن الكُتّاب يشيرون إلى لوحة حمام السباحة على أنها بورتريه شخصي لهوكني، رغم أنه لم يؤكد ذلك أبداً، وقال فقط إنه كان مفتوناً برسم المياه المتحركة.
وجسدت اللوحة رجلين - أحدهما يسبح سباحة الصدر تحت الماء في بركة منزل، والآخر يقف بجانب البركة وهو ينظر إلى أسفل، وكانت مستوحاة في الأصل، وفقاً للخلفية التي قدمتها دار «كريستي»، بواسطة صورتين عثر عليهما هوكني على أرضية مرسمه الخاص، واحدة لسباح في هوليوود عام 1966، والأخرى لصبي يحدق في شيء ما على الأرض.
إلى جانب ذلك، يقع المشهد الصخري في جنوب فرنسا، ويقال إن الشخصية الواقفة تمثل «بيتر شلزينغر»، الذي التقى به الفنان في العام 1966، عندما كان الشاب طالباً في أحد فصول الفن في هوكني بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلس. وعلى مدى السنوات الخمس المقبلة، وفقاً لكريستي، كان «الحب الكبير لحياة هوكني» وأحد النماذج المفضلة لديه.