غضب شديد يعيشه الشارع المصري خلال الفترات الماضية، عقب انتشار مقطع فيديو مصور بشع، يعرض معلمة في إحدى دور الحضانة، وهي تقوم بتعذيب طفلة صغيرة، وتضربها بكافة الأشكال الموجعة، حتى أن هذه المعلمة كانت بحسب ما نشره بعض رواد التواصل الاجتماعي في مصر، «تتفنن» بتعذيب الطفلة والاعتداء عليها، وبعد أن وصل هذا الفيديو إلى السلطات المختصة في البلاد، بدأت التحرك الفوري للقبض على هذه المعلمة وكل من شارك في المقطع المصور.
وبحسب ما نشره موقع «عربي بوست»، فإن مديرية التضامن الاجتماعي في محافظة الإسكندرية، كانت قد أصدرت قراراً فورياً بغلق الحضانة التي وقعت فيها الحادثة، وذلك بعد الانتشار الواسع الذي حظي به فيديو التعذيب، والذي جاء تحت عنوان «تعذيب أطفال بحضانة بفكتوريا»، وحيث أظهرت الفيديوهات التي انتشرت على موقع إنستغرام قيام المعلمة بهزّ جرسٍ بجانب أذن الطفلة وهي نائمة، قبل أن تقوم بصفعها على وجهها بقوة في محاولة لإيقاظها، ثم ضربها وطرحها أرضاً بعدما بدأت الطفلة بالبكاء.
وما زاد من استفزاز وغضب المتابعين أيضاً، هو أنه في الوقت الذي كانت به المعلمة تقوم بضرب وتعذيب هذه الطفلة الصغيرة، كانت العاملات الأخريات في الحضانة قد دخلن في حالة ضحك هستيرية ساخرة مما يحدث أمامهن، وعليه قامت المديرية بتحرير محضر بقسم شرطة منطقة «الرمل» لإحالة المتورطين في الفيديو المنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي إلى جهات التحقيق.
والدا الطفلة «جوري» شاهدا الفيديو بالصدفة
المواطن المصري «محمد إبراهيم عبد القوي»، والد الطفلة «جوري» التي تم الاعتداء عليها بشكل بشع من قبل المعلمة، كان قد صرح لوسائل الإعلام، بأنه فوجئ بالواقعة من تسجيل الفيديو المتداول، ولم يكن لديه أي علم قبل ذلك، كاشفاً أن والدة «جوري»، كانت قد شاهدت المقطع عبر إحدى الصفحات الخاصة بأولياء الأمور عن طريق الصدفة، وأضاف أنه شعر بالصدمة من التعامل غير الآدمي، ولا يمكن أن يتخيل كيف واجهت طفلته الأمر، دون أن يدرك ما كان يحدث لها رغم متابعتها يومياً إذ كانت والدتها تسألها عن يومها ولم تكن الطفلة تجيب بأي شيء.
واستكمل والد الطفلة جوري حديثه قائلاً: «جوري التحقت بالحضانة منذ 4 أشهر فقط، وكانت ترافق والدتها أثناء الذهاب، وأصطحبها من الحضانة أثناء العودة إلى المنزل، وخلال تلك الفترة لم تكن قد شكت أبداً من تعرضها لأي إيذاء بدني، إلا أنها كانت تبدو دائماً صامتة، وكانت ترفض الذهاب في الصباح، واعتقدنا أن ذلك حال أغلب الأطفال في مثل عمرها».
وتابع عبد القوي قائلاً: «قررت التوجه إلى مقر الحضانة لمعرفة ماذا حدث لطفلتي هناك، وفور وصولي لم أجد أحداً، وكان العمل انتهى في هذا التوقيت، إلا أنني تواصلت مع إدارة المكان وأكد لي مالك الحضانة أنه كان مصدوماً هو الآخر بعد مشاهدته للفيديو المتداول، وطالبتهم بالإرشاد عن المعلمات المشاركات في الواقعة لاتخاذ الإجراءات القانونية».
ورداً على تصريحات إدارة الحضانة التي وقعت فيها هذه الحادثة البشعة، بأن المعلمات اللاتي شاركن في تسجيل الفيديو تم فصلهن منذ بضعة أشهر، أكد والد الطفلة أنهن كن يمارسن عملهن بالحضانة حتى بعد توقيت نشر الفيديو، فيما أوقفتهن الإدارة عن العمل بعد الضجة التي أثارها الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي.