النحل، منذ قديم الأزل أصبح أحد أكثر الكائنات الحية المقربة للإنسان، وذلك بسبب ما ينتجه من العسل، وحتى خلايا شمع العسل، التي لها العديد من الفوائد الصحية والعلاجية الكبيرة، إلى جانب طعمها اللذيذ جداً. ومنذ قديم الأزل أيضاً، لطالما كان يُضرب بالنحل، المثال الأهم للحياة المنظمة، والترتيبية الذكية جداً بدءاً من الملكة، وحتى النحلات العاملات، حياة دءوبة ومنظمة لإنتاج العسل، أحد أهم العناصر في حياتنا، كما أن الله تعالى قد أنزل على الرسول محمد «عليه الصلاة والسلام»، سورة «النحل» في القرآن الكريم.
في مصر، وتحديداً على أحد سطوح منطقة على مشارف مدينة القاهرة، تجد المواطن المصري الطيب «عمر أبوالحسن»، الذي يعد واحداً من مربي النحل المعروفين في المدينة، إلا أن «أبوالحسن»، لديه غاية مختلفة تماماً من هذا العمل، فهو لا يسعى إلى الحصول على العسل، ككل مربي النحل في العالم، بل يربيها ليأخذ سُمّــها.
النحل.. والطبّ البديل
بدأ «عمر أبوالحسن»، البالغ من العمر 30 عاماً، بتربية النحل قبل قرابة الـ5 أعوام، وذلك بعد أن أدرك فوائده العظيمة من القرآن الكريم، ومن «سورة النحل» على وجه التحديد، وتوسع في هذا الأمر حتى تعلم الكثير عن استخدام «سُمّ النحل» في العلاجات الشعبية وفي الطب البديل، إذ أن هناك اعتقاداً شائعاً على أن هذا السُمّ يساعد على علاج العديد من الأمراض، ومن أبرزها الـ«روماتيزم».
أبوالحسن، الذي لم يدرس الطبّ من قبل على الإطلاق، قادته خبرته التي كونها طوال ما يقارب النصف عقد من الزمن، في تربية النحل والتعامل مع سُمّه، إلى أن لسعات النحل لا تساعد في علاج الأمراض العضوية والجسدية فقط، بل هي أيضاً تساعد في تحسين الحالة المزاجية للناس، ويتركهم بعيدين عن النفسية المتعبة، بحسب ما صرّح به لوسائل الإعلام.
علاج عربي شبيه بـ«الإبر الصينية»..
وحول طريقة علاج المواطن المصري عمر أبوالحسن، لمن يأتيه طالباً المساعدة، قال سابقاً أنه يقوم بجعل النحل يلسع المريض 6 مرات متتالية، من حشرات نحل مختلفة، وفي عدة مناطق من الجسم خلال الجلسة الواحدة، كما بيّن أنه خلال الشهر الواحد، يعالج تقريباً 5 أشخاص معاً، وهي طريقة علاج قد تكون مُشابهة إلى حد ما بالإبر الصينية، إلا أن «أبوالحسن» يستخدم إبر ولسعات النحل الحقيقي.
شهادات من تعالج على يدي «أبوالحسن»
المواطن المصري محمد عبدالفتاح، البالغ من العمر 29 عاماً، الذي يتردد باستمرار على «عمر أبوالحسن»، وهو دائم الخضوع لهذه الجلسات وللسعات النحل، يرى بأنها تساعده كثيراً في تحسين حالته الصحية، وتجعل مزاجه أفضل كل مرة يجربها، ويقول في ذلك: «أتعالج بسُمّ النحل بصفة مستمرة لرفع المناعة ولقوة الجسم يعني ونشاطه».
العلاج بلسعات النحل.. بين العلم والخرافة
من جهته، يرى محمود عبداللطيف، وهو أحد مربي النحل في مصر، وعضو في «اتحاد النحّالين العرب»، وذلك من خلال خبرته بالنحل وتربيته، أنه لا يوجد أي دليل علمي على وجود أي فوائد علاجية للسعات النحل، كما يعتقد بأن هذا الأمر يحتاج إلى دراسات علمية متخصصة وعميقة، بالإضافة إلى أجهزة حديثة ومتطورة، وأبحاث مستمرة لمعرفة الحقيقة من فوائد لسعات النحل، وحتى يتسنى للجميع معرفة إن كان لسُمّ هذه الحشرات أي منافع ومما يتكون في الأساس.
ومن الجدير بالذكر، أنه في الاعتقاد السائد، أن لسعة النحلة تعمل على تنشيط الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ البشري، وذلك من خلال إرسال إشارات حسية تنتقل من مكان اللسعة إلى الخلايا الحسية الموجودة في المنطقة السفلى من الدماغ، كما يُعتقد بأنها تؤدي إلى تنشيط الدورة الدموية وزيادة عدد كريات الدم الحمراء، مما يعطي أثراً في نشاط الجسم وحيويته.