اعتاد الكثيرُ من مشايخ وأعيان الأسر بالمنطقة الشرقية على تنظيم لقاءات أسبوعية، داخل مجالسهم أو ديوانياتهم الخاصة، يستقبلون فيها ضيوفهم الذين يحرصون على الحضور والمشاركة في الأحاديث التي يتمُّ تداولُها، والتي تكون في الغالب أحاديث تهدف إلى تعزيز قيم التلاحم والترابط والتواصل بين أفراد الأسرة، بالإضافة إلى تأكيد مفاهيم الانتماء والهوية الوطنية، بجانب مناقشة العديد من القضايا الأُسَرِيَّة التي يحرص الحضور على وضوع الحلول المناسبة لعلاجها.
ومن جانبه، أوضح المرشدُ الأُسَرِيُّ بندر الراجحي لـ"سيدتي" أن المجالس الأسرية تهدف إلى تأكيد مفاهيم الانتماء والتواصل الاجتماعي مع جميع أفراد الأسرة وفئات المجتمع، حيث قال: "أهداف هذه المجالس تتمثَّل في تنمية وتماسك وتلاحم أفراد المجتمع، ودعم التَّرَابُط الأسري، من خلال المشاركة الجماعية بها".
وأضاف الراجحي، أن ما يميِّز هذه المجالس أنها تطوَّرَتْ بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية، بعد أن كانت تقتصرُ فقط على أحاديث هامشية؛ حيث قال: "لقد أصبحت المجالس الأسرية في المنطقة الشرقية -وقتنا الحالي- تنظِّمُ لقاءات تستضيف فيها شخصيات اجتماعية أو ثقافية معروفة، ويتمُّ خلالها عَقْدُ ندواتٍ ومحاضرات توعوية أثَّرَتْ في كثير من سلوكيات بعض الحضور".
وأشار الراجحي إلى أن الذين يتردَّدُون على هذه المجالس بشكل أسبوعي يحرصون على الاستفادة من المحاضرات التَّوْعَوِيَّة، حيث قال: "في الغالب يتمُّ تسليطُ الضوء في هذه المحاضرات على القضايا الاجتماعية، خاصةً المشاكل الأسرية، والعنف الذي تتعرَّض له المرأةُ والطفل في المجتمع، ويتفاعل معها الحضور، بجانب تناوُل أبرز المفاهيم والمهارات الحياتية التي تساعد في علاج هذه القضايا، وهذا الشيء حَوَّلَ لقاءات المجالس الأسرية من مجرد لقاءات إلى اجتماعات تُعالَجُ فيها همومُ المجتمع".
محمد الحقيل، صاحب مجلس يقام مساء كل يوم ثلاثاء من كل أسبوع، أشار إلى أنه يحرص على استقبال ضيوفه، الذين هم من أقاربه وأصدقائه، وذلك بعد صلاة المغرب؛ حيث قال: "تُعتبر المجالس الأسرية بمثابة مجلس يُعْقَدُ لمناقشة الأمور العائلية، وتوطيد العلاقات؛ لتأكيد صِلَةِ الرَّحِمِ بين الرواد، وخاصةً النشء، بجانب تناوُل العديد من الذكريات والمواقف الجميلة التي مَرَّ بها الحضورُ خلال سنواتهم الماضية".
وأضاف الحقيل، أن رواد المجلس يحرصون على أن يكون المجلس منظَّمًا؛ من خلال إعداد برنامج يشتمل على قراءة آيات من الذِّكْرِ الحكيم، بعدها محاضرة تَوْعَوِيَّة يلقيها أحد المختصِّين، ومن ثَمَّ مداخلات جانبية حول الموضوع الذي تَمَّ طرحُه، على ألاَّ يزيدَ الوقتُ عن ساعة ونصف الساعة.
أما محمد العبيدي، صاحب مجلس، فقد أوضح أن جميع رواد مجلسه يستشعرون أهميةَ المكان، ولهذا فهم حريصون دائمًا على المجيء مصطحبين معهم أبناءهم الأطفال؛ لتبادُل الأحاديث والالتقاء ببقية أفراد الأسرة من كبار السن، ومناقشة العديد من الأمور الحياتية التي تخصُّهم؛ لأن ذلك في اعتقادهم يُعَدُّ من المسئولية الاجتماعية المُلْقَاةِ على عاتقهم، مشيرًا إلى أن المجالس لها دورٌ كبير في التواصل والتآلف وتقوية اللُّحْمَةِ الوطنية بين أبناء الوطن.
وأشهر المجالس الأُسَرِيَّة بالمنطقة الشرقية، والتي تُعْقَدُ على مدارِ أيام الأسبوع:
ـ مجلس أسرة الحقيل.
ـ مجلس أسرة العطيشان.
ـ مجلس أسرة السبعات.
ـ مجلس أسرة الغنيم.
ـ مجلس أسرة الفالح.
ـ مجلس أسرة الأحمر.
ـ مجلس أسرة العبدالكريم.