في الجزائر هدايا للمخطوبة وختان للأطفال ليلة القدر

3 صور

رمضان الجزائر، له نكهة خاصة باعتباره لا يمثل إحدى الشعائر الدينية فحسب، بل أضحى جزءاً من موروث اجتماعي يزخر بتقاليد متميزة راسخة لدى العائلات، تعكس التنوع الثقافي حسب المناطق، والقبائل، والعروش التي تمثل النسيج الاجتماعي في البلاد.

الاحتفاء بهذه المناسبة الدينية يبدأ قبل الشهر الكريم، حيث تسارع العائلات إلى تطهير المنازل، أو طلائها، علاوة على اقتناء كل ما يستلزمه المطبخ من أوانٍ جديدة، وفرش، وأغطية، ويطول الأمر المساجد التي تشهد بدورها حملة تنظيف واسعة، إضافة إلى فرشها بالسجاد، وتزيينها بالأضواء ذات الألوان الساطعة.

الشوربة الجزائرية
يأخذ المطبخ الجزائري نصيبه من الاهتمام من خلال اقتناء النسوة لتوابل مخصصة للطبخ، خاصة تلك الضرورية لإعداد حساء «الشوربة» المعروفة في الغرب الجزائري بـ«الحريرة»، وفي الشرق بـ«الجاري»، وهي الطبق الرئيسي في مائدة رمضان عند الجزائريين، حيث تكون مرفقة بطبق «البوراك»، وهو عبارة عن لفائف من العجين الرقيق الجاف؛ غالباً ما تحشى باللحم المفروم والجبن والبطاطا، في حين يوجد من يفضل طهوها بإضافة الدجاج، أو السمك، أو «الجمبري» والزيتون. ومع تعدد الوصفات لإعداد الشوربة غير أن إفطار الجزائريين عادة ما يبدأ بالتمر والحليب.

طبق رئيسي
من المأكولات الشائعة في الجزائر الطبق المعروف بـ(طاجين لحلو)، والذي يقدم في سائر أيام رمضان، لكن لابد من حضوره في اليوم الأول، على مائدة الإفطار. ومن لم يفعل ذلك فكأنه لم يُفطر.
ويصنع من (البرقوق) المجفف، أو الزبيب مع اللوز، ولحم الغنم، ويضاف إليها القليل من السكر، ويكون مرقه ثخينًا، في كثافة العسل.

حلويات لا تغيب
في القائمة حلويات لا تغيب عن مائدة رمضان الجزائرية، مثل «قلب اللوز» (دقيق ممزوج بطحين اللوز)، و«الزلابيه». أما بالنسبة لوجبة السحور فهي عبارة عن طعام «المسفوف» أي كسكس مع الزبيب واللبن.

صيام الأطفال
يعد شهر رمضان الشهر الوحيد الذي تلتف فيه العائلات حول مائدة إفطاره، وفي جو أسري حميمي؛ لتناول أنواع المأكولات المشتهاة. ويحظى الأطفال الصائمون لأول مرة باهتمام ورعاية كبيرين من طرف ذويهم؛ تشجيعاً لهم على الصبر والتحمل والمواظبة على هذه الشعيرة الدينية، وتهيئتهم لصيام رمضان كاملاً مستقبلاً.

ويتم خلال أول يوم من صيام الأطفال الذي يكون حسب ما جرت به العادة ليلة النصف من رمضان، أو ليلة 27 منه، إعداد مشروب خاص يسمى «الشربات»، يتم تحضيره بالماء والسكر وماء الزهر أو الليمون مع وضعه في إناء بداخله خاتم من ذهب أو فضة؛ من أجل ترسيخ وتسهيل الصيام، علماً بأن كل هذه التحضيرات تجرى وسط جو احتفالي، بحضور الوالدين والجد والجدة، وأفراد من الأسرة والأقارب.

كما يطبخ «الخفاف» وهو نوع من فطائر العجين المقلي في الزيت، أو «المسمن» هو أيضاً فطائر عجين مرقق يطبخ في قليل من الزيت. وعادة ما تطبخ هذه الفطائر عند أول حلاقة للطفل الذكر، أو ظهور الأسنان الأولى له، وكذا عند أول يوم في المدرسة. وتقام للأطفال الذين يصومون لأول مرة احتفالات خاصة تشجيعاً لهم على الصوم، فالبنات يلبسن أفضل ما لديهن، ويجلسن كملكات وسط احتفال بهيج بصيامهن. ويستغل الجزائريون شهر رمضان، وبالذات ليلة السابع والعشرين منه (ليلة القدر)؛ من أجل ختان أبنائهم.

هدية للمخطوبة
تتم دعوة أهل الفتاة لخطيبها وأهله للإفطار مع العروس وأهلها في ليلة القدر. وهي فرصة للتقريب بين العائلتين قبل الزواج، ويقدم فيها الشاب لخطيبته هدية تدعي «المهيبة» (تحوير لكلمه هبة) عادة ما تكون خاتماً أو أساور من ذهب، أو قطعة قماش رفيع.

عودة الحركة
بعد الإفطار تدب الحركة عبر طرقات، وأزقة المدن الكبرى مثل العاصمة إذ يتوجه المصلون إلى بيوت الله لأداء صلاة التراويح، ويقبل آخرون على المقاهي، وزيارة الأقارب والأصدقاء للسمر، وتجاذب أطراف الحديث في جو لا تغيب عنه الفكاهة والمرح والتلذذ بارتشاف القهوة أو الشاي؛ حتى انقضاء السهرة.

عادة تتراجع
من التقاليد الآيلة للأفول عادة ما يسمى بـ«البوقالات»، التي كانت تجمع النساء والفتيات طيلة سهرات رمضان في حلقات يستمعن فيها لمختلف الأمثال الشعبية، ساعيات إلى معرفة مصيرهن من خلال ما تحمله هذه الأخيرة من «فال» ليلة القدر.

تسوق
مع اقتراب يوم عيد الفطر تشهد المحلات التجارية، خصوصاً بعد الإفطار اكتظاظاً بالعائلات خاصة تلك التي تعرض ملابس الأطفال. غير أن هناك من تفضل اقتناءها عند بداية شهر رمضان؛ تفادياً لارتفاع أسعارها مع قرب العيد.

عبارات تهنئة
وإذا كان الجزائريون يواظبون على تهنئة بعضهم البعض طيلة أيام الصيام بعبارة «صحة رمضانك»، فإنه مع بداية العد التنازلي لحلول عيد الفطر تجعل الجزائريين يستبدلون هذه العبارة بـ«صحة عيدك».
 

اقرئي المزيد من المواضيع في رمضانيات