مواقع التواصل الإجتماعي على اختلاف منصاتها، تمتلك قدرة وتأثيراً كبيرين في حياتنا في هذا العصر الحديث، وعلى الرغم من أنها تعتبر سلاحاً ذا حدين، لكنها دون أي شكّ تمكنت من أن تجعل حياتنا أسهل بكثير مما سبق، وجعلت التواصل بين الأشخاص الذي كنا نحسبه قبل ظهورها مستحيلاً، يصير ممكناً جداً وإلى حدٍّ كبير.
ومؤخراً، انتشرت عبر عدد من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في المملكة الأردنية، قصة مؤثرة للغاية، أبطالها كان رواد هذه المواقع الاجتماعية أنفسهم، إذ أنهم تمكنوا من أن يجمعوا أمّــا أردنية بأبنائها الثلاث – شابان وفتاة – بعد غياب عنهم دام لقرابة الـ 23 عاماً كاملة.
وبدأت هذه القصة، عقب طلاق المواطنة الأردنية «خديجة» من زوجها الأول، قبل أكثر من 20 عاماً، وانتقالها إلى مدينة الزرقاء شمال شرق العاصمة عَمّان، عقب زواجها الثاني، حيث ظلّ أبناؤها برفقة والدهم، ولكن زوجها الأول بعد عدة أشهر فقط عقب الطلاق من «خديجة» كان قد وافته المنية، فاضطر أبناؤهما الذين كانوا صغاراً حينها، إلى العيش في مبرة للأيتام في منطقة «اليادودة» الواقعة جنوب غرب عمان.
وتتابع وسائل الإعلام الأردنية نقلها لهذا الخبر، أنه وبعد 23 عاماً من هذا الفراق، وعندما كبر أبناء المواطنة «خديجة»، وهما الشابان «مهند» البالغ من العمر 23 عاماً، ووليد البالغ من العمر 19 عاماً، وأصبحا في السنّ القانونية التي تسمح لهما بالخروج من المبرة، تفرقت بهما السُبل، وكل واحد منهما سلك طريقاً مختلفاً عن الآخر، أما الفتاة – التي لم تكشف وسائل الإعلام عن اسمها أو عمرها – كانت قد تزوجت خلال هذه الفترة.
ومؤخراً خلال الأيام القليلة القادمة، وبعد أن حاول عدد من نشطاء التواصل الإجتماعي في المملكة الأردنية، أن يجمعوا بين الأم وأبنائها، نجحوا بالفعل في ذلك، حيث تم اللقاء الذي تأخر لأكثر من 20 عاماً في بلدة تدعى «ريمون» في محافظة جرش، شمال غرب البلاد.