يبدو أن ربطة العنق الرجالية أضحت مصدر إلهام وتمرير رسائل فنية أو مبطنة، فبعدما تغزلت البرلمانية بشرى برجال شعراً، بربطة عنق رئيس الحكومة الإسلامي، تحت قبة البرلمان وأمام أنظار عدسات التصوير، نظم الفنان التشكيلي المغربي عبد الله بيلوت معرضاً برواق الشعيبية طلال بمدينة الجديدة، تحت شعار «لمح البصر»، والذي تحوي لوحاته ربطات عنق بوضعيات مختلفة.
سر ربطات العنق
يقول الفنان: أثارني هذا الموضوع، وأنا أتنقل عبر القطار لمدة سنتين بين البيضاء والرباط، حينما كنت أتطلع إلى حشود من الرجال يلفون أعناقهم بربطات عنق، لكن يمكن أن نلاحظ من منهم يلبسها عن طيب خاطر، ومن تلتف حول عنقه قسراً تحت إكراه الضرورة، التي تمليها شروط عمله.
تعاطي الرجال مع ربطة العنق يختلف، فهناك من يرفض ارتداءها؛ لما تسببه من إزعاج أو ضيق في التنفس، وقد بدأت البحث عن تاريخ هذا الإكسسوار، الذي يضفي على الرجل الكثير من الأناقة، والتي تختلف طرق لفها ووضعها على العنق، والذي يرجعه الكثير من المؤرخين إلى الجنود الكرواتيين في القرن الخامس عشر، حيث كانوا يربطون قطعة قماش بألوان مزركشة حول رقابهم؛ كي يتعرف الجنود الكروات إلى بعضهم البعض، وبعد ذلك انتشر استخدام «ربطة العنق» بشكل سريع في بريطانيا وفرنسا؛ لذا حاولت تجسيد كل هذه التمثلات لربطة العنق بوضعيات مختلفة في لوحاتي.