هناك صورة نمطية لا تتغير - على الأغلب - لأي مسؤول سياسي في العالم، خاصة للسفراء الذين يقيمون في دول أخرى، ويحملون على عاتقهم العديد من المهام الدبلوماسية، التي لا تتحمل إلا الجديّة الكبيرة في معظم الأحيان، ولكن السفير الإيطالي في السودان، «فابريزيو لوبيسا»، قرر أن يكسر هذه الصورة النمطية والتقليدية للمسؤول السياسي.
ومؤخراً، انتشرت عدد من الصور ومقاطع الفيديو المصورة، للسفير الإيطالي «لوبيسا»، أثارت الكثير من الجدل والإعجاب في الوقت نفسه بين السودانيين، حيث ظهر فيها برفقة زوجته وهما يقودان ما يُسمى في السودان بالـ«ركشة»، أو ما هو معروف ومتداول باسم الـ«توك توك»، حيث كان كلاهما يرتدي الزي التقليدي للبلاد، وكانا يحملان العلم الإيطالي خلال جولتهما.
وكان السفير الإيطالي «لوبيسا» برفقة زوجته، وهما يقودان «ركشة» زرقاء اللون في شوارع العاصمة الخرطوم، والتقطت لهما اللقطات المصورة، إذ كانا ذاهبين برفقة مواطن سوداني، وجلسا معاً بأحد المقاهي الشعبية، وكانت تجلس في المقهى برفقة السفير وزوجته امرأة إيطالية، تحدث معها «لوبيسا» بلهجة سودانية، وطلب قهوة إيطالية بالوقت نفسه.
ليست المرة الأولى للسفير الإيطالي..
ولا يعتبر هذا الموقف الذي أقدم عليه السفير الإيطالي «فابريزيو لوبيسا»، الأول من نوعه خلال عمله كسفير في السودان، إذ أنه لطالما اشتهر بالعديد من المواقف والأفعال الأخرى التي جعلته شهيراً ومحبوباً بالنسبة إلى السودانيين، إذ أنه حريص للغاية على مشاركة السودانيين جميع مناسباتهم، كما وسبق أن التقطت له صور وهو يعمل في «العتالة» برفقة مواطنين سودانيين بسطاء.
وخلال رمضان الماضي، نشر السفير الإيطالي برفقة زوجته وابنه، صورة عائلية وهم يرتدون الزي الوطني السوداني المعروف بـ«الجلابية والطاقية»، في حين تدلّت العمامة على العنق، كما يفعل السودانيون. ويرى السفير «لوبيسا»، أن علاقات السودان وإيطاليا تعود إلى عصر «مملكة كوش» والإمبراطورية الرومانية، حيث تم تبادل المبعوثين والسفراء من ذلك العصر القديم ما قبل الميلاد بـ350 عاماً وأثارت هذه المواقف إعجاب الكثير من السودانيين.