بعيدًا عن صفحات الكتب والروايات، وبعيدًا عن الأفلام التي تتناول قصص الحبّ الخيالية والأسطورية، هناك الكثير من هذه القصص التي قد لا نُصدق أنها حدثت بالفعل، وبأن هناك عُشّاقًا من الممكن أن يحبوا بهذا الشكل في حياتنا الواقعية، وربما يكون الكنديان «أدريان بيرس» و«فيكي ألين» من بين هؤلاء، تحديدًا «بيرس» الذي أذهل العالم كله بقصته.
ونقلت العديد من وسائل الإعلام العالمية ما فعله «بيرس» مع حبيبته القديمة، التي لم ينسها «أدريان»، حيث بدأت قصتهما في سنوات مراهقتهما الأولى، عندما كان بعمر الـ17 عامًا، إلا أنها وللعديد من الظروف لم يُكتب لها النجاح، فكسرت «فيكي» قلبه وهجرته بعد فترة من علاقتهما معًا، إلا أنها تركت له هدية عيد الميلاد في العام 1971، ولم يقم «أدريان» بفتحها منذ ذلك الوقت.
خمسة عقود مضت منذ تلك اللحظة، ومضى كل واحد من العاشقيْن في طريقه، ووقعت الكثير من الأمور في حياتهما، إلا أن «أدريان» ظل طوال هذه الفترة محتفظًا بهدية «فيكي»، ولم يقم بفتحها أو محاولة معرفة ما فيها، وتركها مغلقة تمامًا كما أعطته إياها.
بعد قرابة الـ 50 عامًا من تلك الليلة المؤلمة للعاشق الكندي، التقى أخيرًا وهو برفقة مجموعة من الأصدقاء بـ«فيكي»، في حانة في منطقة «سانت ألبرت» في إديمنتون، ولحظتها أحضر معه هديتها الغامضة، وقرر أخيرًا بعد كل هذا الوقت أن يعرف ما فيها وأن يفتحها، لكنه ترك لها مهمة القيام بذلك.
تردد كبير عاشته «فيكي» وهي تمد يديها المرتجفتين نحو هديتها العتيقة، حتى إنها رفضت في بداية الأمر أن تقوم بفتحها، لكنها أذعنت بعد ذلك، وفعلًا قامت بفك الغلاف الورقي الأزرق القديم عن الهدية لتكشف ما تحتها؛ إذ كان هناك كتاب حمل عنوان «الحب هو..». وهو كتاب يتضمن مقاطع كرتونية رسمها الفنان «كيم غروف».
«أدريان» الذي يبلغ من العمر في الوقت الحاضر 67 عامًا، أخذته الهدية التي تم الكشف عنها بعد 50 عامًا كاملة، إلى الكثير من الذكريات التي مرّ بها في تلك المرحلة من عمره، وظل يتأمل لوقت طويل في الكتاب، الذي ظلّ سرًّا في جوارير منزله لخمسة عقود كاملة، وكان «أدريان» قد صرّح لمحطة «سي بي إس» بأنه سيقوم بوضع إطار للهدية التي ذكرته بمدى براءته عندما كان في عمر المراهقة.
«فيكي»، الحبيبة القديمة، كانت مصدومة جدًا، عندما أدركت بأن «أدريان» لم يقم بفتح الهدية طوال 50 عامًا من الزمن، أما هذا الأخير، فكان قد قرر بالفعل أن يقوم بفتح صفحة جديدة معها، حيث قال إنه أخيرًا تمكن من تجاوز صدمته العاطفية الأولى، والتي كانت أصعب ما مرّ به. ومن الجدير بالذكر أن «أدريان» كان قد تزوج خلال هذه الفترة من امرأة أخرى، وأنجب طفلين، والمثير بالأمر، أنه كان قد جمعت بين أسرته وبين «فيكي» صداقة طويلة امتدت حتى اليوم.