قامت الدنيا ولم تقعد خلال منتصف يوليو الماضي، حين أصدر الملك المغربي عفوه عن عدد من السجناء بمناسبة عيد الجلوس، لكن الفيسبوكيين انتبهوا إلى اسم دانييل كالفن الذي جاء في أسفل اللائحة، ولم يكن سوى الوحش الإسباني الذي اغتصب 11 طفلاً من مدينة القنيطرة (شرقي الرباط)، وحكم بعد عدة تنديدات ومظاهرات بـ 30 سنة سجن قضى منها 3 سنوات، لم تخل صفحات الفيسبوكيين من السخرية والجرأة من قرار العفو، واعتبروه إهانة لحق المغاربة جميعاً للاقتصاص من وحش آدمي تجرأ على اغتصاب براءة أطفال لم يتجاوزوا 14 عاماً (الضحايا من 4 سنوات إلى 14 سنة). ونظمت وقفات هنا وهناك، أهمها تلك التي كانت نظمت أمام البرلمان في الرباط وتدخل فيها الأمن بحدة.
وتوالت صفحات متضامنة مع الضحايا منددة بالعفو مذكرة بجرائم المغتصب دانيال وصور عنه وعن أفعاله الشنيعة، الأمر الذي تفاعل معه الملك المغربي فأصدر بياناً أولياً يخبر فيه الشعب أن لا علم له بما جرى، وأن تحقيقاً سيفتح لمعرفة المتسببين في هذا الخطأ، معرباً عن تضامنه مع أسر الضحايا، تلاه بيان ثان أقر فيه الملك بالتراجع عن العفو والأمر باعتقال الجاني، ولاقت هذه المبادرة ارتياحاً لدى المغاربة، واعتبر المراقبون الخطوة شجاعة جداً من ملك المغرب، وبالفعل تم القبض على المجرم دانيال في مدينة مورسيا الإسبانية الذي سلم نفسه بسهولة بعدما داهمته الشرطة في أحد الفنادق الصغيرة بالمدينة.
يذكر أن الجاني من أصول عراقية وجنسية إسبانية، كان يقدم نفسه على أساس أنه أستاذ جامعي، بينما تتحدث بعض المصادر عن كونه ضابط سابق في المخابرات.