بضعة أيام قليلة فقط، كانت كافية ليحقق مقطع فيديو على موقع الفيديوهات «يوتيوب»، أكثر من نصف مليون مشاهدة، ولكن عندما تشاهد هذا المقطع المصور المرفوع يوم الجمعة الماضي 14 كانون الأول/ ديسمبر 2018 على موقع الفيديوهات الأشهر في العالم، وترى ماذا يتضمن من مشاهد مذهلة، ستدرك السبب الذي جعل كل هذا العدد من الأشخاص مهتمين به.
وبحسب ما نشره موقع «فيستي. رو» الروسي، ونقله عنه عدد من وسائل الإعلام الأخرى؛ فإن مقطع الفيديو يحتوي على مشاهد ساحرة، للهجرة الموسمية لما تم اعتباره «أجمل مخلوقات الأرض»؛ حيث يُظهر المقطع المصور من طائرة مروحية لأحد المصورين الهواة، الهجرةَ الموسمية لقطيع كبير من الغزلان المجرية في إحدى مناطق هنغاريا.
المشهد البديع للهجرة الموسمية لهذه الغزلان، تم التقاطه في محيط بلدة «شاتورهي» الهنغارية؛ حيث تعتبر هذه الهجرة الساحرة لهذه المخلوقات الجميلة، أمرًا شائعًا ومألوفًا بالنسبة إلى السكان المحليين في البلدة، وهي تحدث مرة واحدة في كل عام مع بداية فصل الشتاء، إذ تهاجر هذه الغزلان إلى الشرق؛ بحثًا عن أماكن أكثر دفئًا وملاءمة للعيش، من خلال قطعها لعشرات الكيلومترات؛ هربًا من الأجواء الباردة والقاسية.
ويبدأ الفيديو الذي التقطه هاوي تصوير هنغاري، بقطيع غزلان يتألف من عدد كبير، يتجاوز بضع مئات وربما الآلاف منها، وهي تركض في مساحات شاسعة تسرق القلب من مكانه لشدة جمالها، وتنتقل هذه الغزلان من سهل إلى آخر؛ متجهة صوب مناطق الشرق التي تحمل بعض الدفء فيها، وحتى هذه اللحظة، شاهد هذا الفيديو أكثر من 635 ألف شخص على اليوتيوب، جميعهم أبدوا دهشتهم من سحر المشهد.
ليس المقطع المصور الأول لهجرة الغزلان..
ومن الجدير بالذكر، أن هذا المقطع لهجرة الغزلان في هنغاريا، لا يعد الأول من نوعه؛ حيث أن أحد السُكان المحليين كان قد صور قبل عام تقريبًا، مقطعًا ساحرًا آخر من سيارته، في اللحظة التي كانت الغزلان فيها تقطع شارعًا عامًا خلال هجرتها، ونال هذا الفيديو شعبية كبيرة وانتشارًا واسعًا حينها، إذ أنه حصد ما يقارب الـ 2. 3 مليون مشاهدة.
الفيديو الذي التقط قبل عام:
هجرتها داخل البلاد..
ومن الجدير بالذكر – بحسب الموقع الروسي – أن هذه الغزلان التي تسمى «الغزلان المجرية»، لا تعبر حدود الدول الأوروبية، وقد تم الكشف عن هذه الظاهرة من قبل عالم الأحياء التشيكي «فافلوم شوستروم»، الذي أوضح أن الحدود بين الدول الأوروبية كانت في السابق مسورة بالأسلاك الشائكة المكهربة، وهو ما كان يمنع هذه الغزلان من الهجرة خارج هذه الحدود، وعلى الرغم من أن هذه الأسلاك تمت إزالتها منذ تسعينيات القرن الماضي، إلا أن الحيوانات المهاجرة لاتزال تخشى الاقتراب من هذه الأماكن، وهذا ما يفسر حذر الغزلان وطبعها «المحافظ»؛ حيث لاتزال القطعان الفتية تتبع مسار الكبار منها، ولا تغير مسار هجرتها دون سبب مُلحٍّ.