قبل انطلاق معرض جدة الدولي للكتاب في نسخته الرابعة يوم الأربعاء المقبل (26 ديسمبر 2018)، مع بداية إجازة نصف العام الدراسي استضافت الناشرة والمؤلفة، رنا المداح صاحبة دار «الطاووس» للنشر في مكتبها بجدة، ندوة ثقافية مصغرة بحضور «سيدتي نت» حضرها أربعة من المؤلفين والمؤلفات بالإضافة إلى رنا لمعرفة تطلعاتهم وملاحظاتهم على معرض الكتاب بشكل عام ومنصات التوقيع بشكل خاص. وكانت البداية مع المضيفة الناشرة والمؤلفة رنا المداح، التي قلنا لها: العام الماضي كانت شكوى كبيرة من معظم الكتاب والكاتبات حول الوقت المخصص للتوقيع على الإصدارات في المنصات. هل ستوقعين بعض إصداراتك هذا العام؟ فقالت:
- ليس عندي إصدار جديد، ولو عندي فلن أوقع في المعرض، فالوقت للتوقيع قليل، وموقع المنصات نفسه اعترضنا عليه، سواء كناشرين أو مؤلفين. أول معرض 2015م كانت مواقع المنصات جيدة، ملمومة وقريبة من البوابات في الدخول والخروج. وفي السنتين الماضيتين كانت المنصات في آخر المعرض، يعني تمشي من البوابة الرئيسية إلى آخر المعرض مسافة طويلة. وبالطبع عندما كان الوقت ساعة كان أفضل، لكن نصف ساعة تخصم منها خمس دقائق لتجهيز وضعك وأغراضك، ومثلها لتخلي المنصة فيتبقى للمؤلف والمؤلفة 20 دقيقة. يعني لو جاءك ضيف مهم لتوقّع له كتابك فسيأخذ كل الوقت.
أما المؤلفة وفاء وزنة فلديها كتاب جديد هو «ربيع الذكريات» (مجموعة قصصية). ولها تجربة توقيع كتابها «خلجات قلب» فقالت:
- عندما وقّعت كتابي «خلجات قلب» عام 2015، كان الوقت المعطى لكل مؤلف ومؤلفة ساعة كاملة، وهو وقت كافٍ للتوقيع، لكن العام الماضي 2017 كان الوقت نصف ساعة، وهو غير كافٍ على الإطلاق، وأتمنى أن يعاد التفكير في هذا الأمر لأن نصف ساعة ما تكفي، وكما تفضلت الأستاذة رنا، نحتاج أن تكون المنصات قريبة من بعضها مع توفير الوقت الكافي ليحقق المؤلف والمؤلفة الغرض من المشاركة في المعرض.
بينما الدكتور محمد باشا الذي شارك في ثلاث السنوات الماضية 2015 و2016 و2017، والآن ستشارك في معرض 2018. ما هي ملاحظاتك على المعرض بشكل عام الفترة الماضية، وما هو توقعك لهذا العام؟
- بالنسبة لدور النشر وتوزيعها كان التنظيم في المعرض العام الماضي أفضل من سابقيه، لكن المشكلة في منصات التوقيع. أنت تظلمني عندما يحضر التوقيع عندي قرابة ما بين 100 و150 شخصاً، فأختصر الموضوع وأوقع لـ4 أشخاص وأمشي. في هذا نوع من الظلم وإساءة للكاتب، خاصة أن الوقت سيضيع منه 5 دقائق أرتب نفسي و5 دقائق لجمع أغراضي قبل أن أمشي، وهناك من هو واقف فوق رأسي يستعجلني، يعني فقط عندي 20 دقيقة. طيب أنا جالس أتكلم مع شخص ومسؤول جاءني متعنّي، ويسألني سؤالاً، والمسؤول عن المنصات يقف بيني وبينه لأن وقتي انتهى.
الكاتبة والأديبة إلهام بكر، أنتِ لديك كتاب جديد، وهو ديوان الشعر «آنات الحنين». العام الماضي كنتِ متذمرة. ماذا عن مشاركتك هذا العام؟
- كنت متذمرة من التفرقة. كان هناك شخص من مشاهير السوشيال ميديا في المنصة التي بجانبي، هذا الشخص أعطوا له وقتاً أطول؛ لأنه يوجد مجموعة كبيرة جداً من الناس حوله، فقط لأنه مشهور السوشيال ميديا مددوا له الوقت. لن أصرح باسمه، وهذا لا يليق بالكاتب المجاور له الذي يقولون له الوقت انتهى، هيا مع السلامة، أخلي المنصة. ولهذا «أحلام خادعة» لم أوقعها في المنصات كي لا أتقيد بالوقت، ووقعت في جناح دار النشر التي صدرت عنها الرواية. وبصراحة، التوقيع كان جداً رائعاً، وأفضل من المنصات. وهذا العام سأوقع في جناح دار النشر، رغم أنهم يمنعون ذلك، لكن من الأفضل أن يسمح للمؤلف والمؤلفة بالتوقيع في جناح دار النشر بعد توقيعه في المنصة، ما لم يعطونا وقتاً لا يقل عن ساعة للتوقيع في المنصات.
المهندس معتصم كتوعة صدر له كتابه الأول بعنوان «حياة في الابتعاث» الذي سيوقعه في معرض الكتاب 2018. طلبنا منه نبذة عن محتوى كتابه فقال:
- كنت مبتعثاً قرابة 10 سنوات، وشاهدت خلالها أشياءَ كثيرةً، واختبرت أشياءَ كثيرةً، وتعرفت على أناس كثر. ابْتُعثت لدراسة الهندسة في الإلكترونيات والاتصالات، وأنهيت الماجستير في الإدارة التقنية، وعملت كمساعد بروفيسور في جامعة أميريكية من أفضل 100 جامعة في العالم. وخلال سنوات الدراسة استطعت تحديد توجه الموضوعات، وهي تدور حول حكايات مبتعث مع الآخرين، وكيف اندمجت في المجتمع الأمريكي، وردود أفعال البعض على موضوعات آنية، مثلاً كنت في العمل بالجامعة كأخصائي تقني، وفجأة جاء أحد الأشخاص يصرخ ويقول: مايكل جاكسون مات. فكتبت عن أصداء الناس، وكذلك عندما أصبح أوباما رئيساً وزارنا في جامعة ولاية أريزونا.
* سمعت التعليقات حول التوقيع في المنصات، ما هو استعدادك؟
- بصراحة، لن أعتمد اعتماداً كلياً على المنصات الموجودة من طرف المنظمين في معرض الكتاب.
* ليس أمامك غيرها.
- لن تكون هناك مشكلة، سأكون واقفاً بقلمي عند الجناح وعند باب المعرض، ومن يريد التوقيع سأوقّع له الكتاب. الهندسة علمتني المرونة في التعامل، وأن نكون مختلفين، وقد تكون هذه هي إمكانياتهم في المعرض نصف ساعة لكل مؤلف ومؤلفة.
* رنا، أنت كناشرة أصبح من حقك أن يكون لديك جناح خاص بدار الطاووس للنشر، أم ستشتركين مع دار أخرى؟
- مثل كل سنة. الوضع الاقتصادي لا يساعد الواحد على جناح خاص، وبالنسبة للأجنحة يجب أن يسمح بالتوقيع فيها. أخبرت الكتاب عندي بإمكانية توقيعه في الجناح، لكن ليس بشكل رسمي، ولا نضع طاولة للتوقيع، إنما يكون موجوداً، ومن يأخذ كتابه يوقع له. نحن نطالب أن نكون مثل أي معرض في العالم، وأن تكون التواقيع في الأجنحة ولا نريد منصات.
تتدخل إلهام بكر وتؤيد رنا فتقول:
- أتفق مع رنا بأن كل واحد يعمل له منصة خاصة لكتابه في الجناح الخاص بالناشر.
تعاود رنا الحديث فتقول: نعم سأضع طاولة للتوقيع.
ماذا تحتاجون ككتاب ومؤلفين ومؤلفات؟
- تقول رنا: الموجود لدينا عبارة عن محلات قرطاسيات وليست مكتبات مثل، جرير والعبيكان وفيرجن، لكن لا يوجد مكتبات تشجع القراء ليدخلوا ويبحثوا عن الكتب أو تساعدهم على القراءة. أكيد أقدر أفتح مكتبة باسم دار النشر التي أملكها، مثل مكتبة كنوز المعرفة. لكن نحن في حاجة لتخصيص مكتبات للمطالعة للناس، وليس مكتبة واحدة في مدينة جدة. نحن نحتاج إلى مكتبات للقراءة في جميع مناطق جدة، الشمال مكتبة والجنوب كذلك، وشرق المدينة وغربها. حالياً لا يوجد غير مكتبة الملك فهد جنوب جدة عند الجامعة.
سأطرح قضية عامة ومن يرغب في المشاركة برأيه فلْيُدْلِ بدلوه. لفت نظري خلال السنوات الماضية زيادة نسبة السرقات الأدبية في المعارض، وبعض الكتب مأخوذة من وسائل التواصل. ما رأيكم، وهل لاحظتم هذه الظاهرة؟
د. محمد باشا يقول: «وزارة الإعلام قبل إعطاء الفسح تطلب المسودة. أنت على أي أساس تأخذ المسودة، أليس على أساس أن تراجع وتتأكد أن الكاتب يقدم عصارة فكره. وإذا وجدت في المسودة ما يدعو للشك تسأل الكاتب من أين أتى بهذا النص؟ إذاً لا يوجد إشارة للمصدر. نحن نستخدم المحركات عندما نعطي واجبات للطالب لمعرفة من أين استقى معلومات البحث.
يعقب المهندس معتصم كتوعة فيقول: «مثل ما قال الدكتور محمد يوجد محركات خاصة تبحث عن الأشياء المتشابهة، وهذا يستخدم في الأبحاث العلمية. في أمريكا كنّا نضع القطعة كاملة سواء 20 صفحة أو 100صفحة، فيطلع لنا كم في المائة أنت أخذت. وهناك يسمح بنسبة 9 أو 12 بالمائة فقط. وإذا زادت النسبة يعتبرونك سارقاً ويعطونك طرداً من البلد لمدة 10 سنوات، وفيها سجن. هذه سرقة علمية مثل الأدب، ومطلوب من وزارة الإعلام أن تستخدم هذه البرامج.
المؤلفة وفاء وزنة تعقب فتقول:
- أنا أكتب أحاسيسي ومشاعري وخواطري الخاصة، ولا أسمح لنفسي حتى بالاقتباس، وبصراحة، أزعل عندما أقرأ في السوشيال ميديا أو في الإنستقرام أن أحداً سرق من أفكاري وحذف اسمي وينشرها باسمه.
بصفتك ناشرة رنا. ما هي نوعية المؤلفات التي تقبلين إصدارها من خلال دار الطاووس؟
- حالياً توقفت عن كتب الشعر والخواطر؛ لأننا لا نجد لها منفذ توزيع. أول ما بدأت في دار النشر كنت أقبل أي شيء، لكن حالياً إذا جاءني شخص يطلب مني إصدار دواوين شعراء أوضح له أن دواوين الشعر ليس لها منفذ توزيع، والمكتبات يرفضونها.
الخلاصة
اتفق الضيوف وهم: رنا المداح مؤلفة وصاحبة دار النشر «دار الطاووس»، ووفاء وزنة، ستوقع مجموعة قصصية بعنوان «ربيع الذكريات»، وإلهام بكر لديها إصدار ديوان شعر بعنوان «أنّات الحنين»، ود. محمد باشا سيوقع كتابه الجديد «قابل للحذف»، والمهندس معتصم كتوعة لديه أول إصدار بعنوان «حياة في الابتعاث» اتفقوا على ضرورة اهتمام القائمين على المعرض بإيجاد حلول للوقت الممنوح للمؤلفين والمؤلفات في منصات التوقيع. وأضافت رنا القول بأنها استطلعت آراء عدد من الكتاب الذين صدر لهم كتب من خلال دار «الطاووس»، وكل من سألته وله تجربة توقيع سابقة أبدى استياءه من الوقت وهو نصف ساعة، ويمكن مساعدة المؤلفين والمؤلفات من خلال السماح لأجنحة دور النشر بتوقيع كتابها وكاتباتها داخل الجناح بعد انقضاء وقت التوقيع في المنصة، أو طوال أيام المعرض.