طفلة بريطانية تتقيأ جلطات دموية بسبب الإهمال الطبي

إيسمي - لين ووالدتها لويس
إيسمي - لين ذات خمسة أعوام
الطفلة إيسمي - لين
بسبب الإهمال الطبي
الطفلة الصغيرة في المستشفى
تقيأت الكثير من الجلطات الدموية
إيسمي - لين تحتفل بالكريسماس
لويس بوث والدة إيسمي برفقة طفليها
إيسمي نزفت كثيراً
10 صور

عندما يتخلى الطبيب أو الممرض عن إنسانيته وهو يمارس مهنته، بالتأكيد سوف يتحول إلى «جزّار»، وربما يصير قاتلاً مُرخصاً أيضاً، فإنسانية هؤلاء هي الخيط الرفيق الذي يفصل بين مهمتهم الأساسية بمساعدة الناس وإعطائهم أملاً جديداً بحياة أفضل وصحة جيدة، وبين أن يكونوا عكس ذلك تماماً، مجرد أشخاص يتعاملون مع الجسد البشري كأنه آلة يريدون إصلاحها. ومن بين جميع مجالات الطبّ، يعدّ طبّ الأطفال هو أكثرها حساسية، والذي يستوجب رعاية مضاعفة، وعطفاً وتعاملاً خاصاً لهؤلاء الأطفال، الذين لا تزال قلوبهم وأرواحهم غضّة.

في مستشفى «ويستون» في مدينة «بريستون» بمقاطعة «ميرسيسايد»، الواقعة شمال غربي إنجلترا، تخلى طبيب أسنان برفقة كادر الممرضين الذين يعملون معه في المستشفى عن إنسانيتهم، وهم يجرون عملية عادية للطفلة «إيسمي- لين بوث»، البالغة من العمر 5 سنوات فقط، والتي لعدم رعايتها والاهتمام بها بالشكل الصحيح، كادوا أن يتسببوا بخطر كبير للطفلة المسكينة.
«كادت تنزف حتى الموت»، بهذه الكلمات وصفت «لويس بوث» التي تبلغ من العمر 34 عاماً، وهي والدة الطفلة «إيسمي – لين»، ما حدث بعد أن أمر الأطباء بإخراج طفلتها من المستشفى إلى البيت عقب وقت قصير جداً من إجرائها العملية.
وتابعت «لويس»: إنها أصيبت بصدمة كبيرة عندما شاهدت ابنتها الصغيرة، وهي تتعذب خلال تقيُّئِها كتلاً دموية «بحجم قبضة اليد»، حيث استيقظت الوالدة المسكينة في منتصف الليل، لتجد ابنتها تختنق بهذه الكتل الدموية الكبيرة، وتنزف بشدة بعد 12 ساعة من خلع أسنانها.

الأم تسرد ما حدث في ذلك اليوم المشؤوم..


وتنقل «سيدتي»، تفاصيل ما حدث مع والدة الطفلة في ذلك اليوم، والتي سردتها «لويس بوث» -التي تعمل مصففة للشعر- لصحيفة الـ«ديلي ميل البريطانية»، حيث تقول: إنه في يوم الأربعاء 12 كانون الأول / ديسمبر 2018، كان لدى ابنتها «إيسمي - لين»، موعد عند طبيب الأسنان في مستشفى «ويستون»، حتى تقوم بخلع اثنين من أسنانها، وهناك قال لها الأطباء إنه يتحتم على ابنتها خلع سنٍّ ثالثة أخرى، وتتابع «لويس»، أن «إيسمي - لين» تعاني من رهاب المستشفيات، وذلك كونها كانت قد وُلدت قبل أوانها، الأمر الذي أجبرها على أن تمضي أول ثلاث سنوات من حياتها تدخل وتخرج من قسم العناية الطبية.

وكانت «لويس» تتوقع أن تظل ابنتها لباقي النهار في المستشفى قبل أن يتم إخراجها، أو ربما لصباح اليوم التالي كما هي العادة، لذلك حضّرت لها حقيبة فيها بعض الملابس والحاجيات؛ تجهيزاً لمبيتها ليلة واحدة في المستشفى، وعندما وصلت مع «إيسمي – لين» على الموعد، وتم إدخالها إلى غرفة العمليات، وتخديرها تخديراً كاملاً لإجراء العملية، أُصيبت الأم بصدمة كبيرة عندما قلن لها الممرضات إنها تستطيع أخذ ابنتها إلى المنزل بعد أقل من 20 دقيقة فقط من إجراء العملية، وتقول «لويس»، إنه كان عليها أن تحمل ابنتها «إيسمي- لين» إلى السيارة، وذلك كونها كانت لا تزال تشعر بالدوار، ولم تستيقظ تماماً من تأثير المخدر، حتى أن الصغيرة لم يكن باستطاعتها أن ترفع رأسها في ذلك الحين.
وتقول «لويس» وهي لا تزال تحت وطأة الصدمة: «كانت (إيسمي – لين) استيقظت لتوها من التخدير، ولا أدري لماذا خلعوا لها السن الثالثة، ولم يقل لي أي أحد سبب ذلك بعد». وأضافت لويس: «لقد أعطوني القليل من المعلومات، ثم قالوا لي مباشرة بإمكانك أن تذهبي إلى المنزل. وكانت ابنتي حينها ما تزال في الفراش ولم يكن باستطاعتها أن تفتح عينيها جيداً، لقد كنت في صدمة. وعدنا إلى السيارة بعد 20 دقيقة فقط من إحضارها إلى المستشفى».
وتابعت «لويس» وهي أم لطفلين: «لقد خضع أطفالي إلى تخدير عام في السابق، ولكن ليس بسبب الأسنان. وأنا أعرف الإجراءات تماماً، وما يحدث خلال العمليات الجراحية الأخرى، ولأن الأطفال الآخرين كانوا يدخلون ويخرجون بشكل طبيعي، ظننت أن هذا إجراء روتيني وعادي، وعلى الرغم من أنني لم أكن مرتاحة لكل ما يحدث، إلا أنني أخذت طفلتي وذهبت إلى المنزل».

وهي في طريقها إلى البيت، قامت «لويس» بالاتصال بإحدى صديقاتها التي تعمل ممرضة، وأخبرتها بما حدث، وكيف أنهم أخرجوا «إيسمي – لين» بعد دقائق فقط من العملية وهي لا تزال تحت تأثير المخدر، وأنهم الآن باتجاههم إلى المنزل، وأجابتها صديقتها مصدومة بأن هذا لا يجوز، وأن الطفلة كان يجب أن تبقى في المستشفى تحت المراقبة لـ6 ساعات على الأقل، وتتابع «لويس» بأنها كانت قد تواصلت أيضاً مع عدد من الأطباء العامين وأطباء الأسنان والممرضات، وجميعهم أبدوا استياءهم وصدمتهم مما فعله مستشفى «ويستون» بإخراج الصغيرة بهذه السرعة.
وأضافت: «جميعهم قالوا لي إنه ليس أمراً اعتيادياً، كان يجب أن تبقى في المستشفى لساعتين إضافيتين على أقل تقدير. وكان يجب أن تأكل وتشرب وتذهب إلى التواليت وهي هناك وتحت مراقبة الأطباء والممرضات، مؤكدين جميعهم أن طريقة معاملة الطفلة لم تكن صحيحة، وأنه يجب فتح تحقيق كامل بشأن ذلك. ولكن لم يتسنَّ لي أن أتحدث لأي شخص على استعداد لأن يسمع فعلياً ما حدث في الواقع ليعطيني تفسيراً من نوع ما».

الأمور تزداد سوءاً..


بعد أن عادت الأم وابنتها إلى البيت، وحاولت «لويس» أن تؤمن الرعاية التي تقدر عليها لـ«إيسمي – لين»، جلست لمراقبتها طوال الليل، حتى تمكن منها النوم؛ جراء الإجهاد الجسدي والنفسي الذي عاشته طوال اليوم، لكنها استيقظت على صوت سعال واختناق الصغيرة، وعندما أضاءت الغرفة لتطمئن عليها، تفاجأت بوجود الكثير من الدماء في كل مكان؛ حيث إنه مع مرور الساعات، كانت حالة الصغيرة تزداد سوءاً، خلال النهار لم تتوقف الصغيرة المسكينة عن النزيف، ومع ساعات الليل بدأت تتقيأ كتلاً كبيرة جداً من الدماء، وتصف «لويس» ما حدث في تلك الليلة قائلة: «لقد كان الأمر مريعاً ولا يمكنني وصفه، كانت الغرفة أشبه بمسرح جريمة، كنت سوف أفقد صوابي تماماً، كنت أظن أن (إيسمي – لين) سوف تموت».
وتتابع «لويس» أن كمية الدم التي خرجت من فمها كبيرة جداً. وكانت الكتل الدموية بحجم قبضة اليد، وتقول: «ولو أن أحداً في المستشفى أخبرني باحتمال حدوث ذلك لكنت أكثر استعداداً، لقد أصبت بالرعب لأنه لم يكن لديّ أدنى فكرة عمّا سيحدث، كان ينبغي أن تبقى ابنتي تحت المراقبة لعدة ساعات بعد الجراحة؛ حيث كان من الممكن تفادي حدوث ذلك».

في أول ساعات صباح اليوم التالي، الخميس 13 كانون الأول / ديسمبر 2018، قامت «لويس» باستدعاء سيارة الإسعاف، وعلى الفور سارعت بالذهاب إلى مستشفى «رويال بلاكبورن»، وقابلت الطبيب المختص، وصدمة أخرى عاشتها الأم المجهدة مما يحدث معها، عندما كانت مجبرة على «توسّـــل» الطبيب؛ حتى يقوم فقط بفحص كمية الدم الكبيرة التي فقدتها «إيسمي – لين»، ولكنه لم يكن مهتماً على الإطلاق.

ما زاد من غضب «لويس» وقلقها كل هذا القلق، أنه لم يقم أي أحد في المستشفى بإعطائها أي سبب لما حدث مع ابنتها من نزيف وجلطات دموية ظلت تتقيؤها طوال الليل، وقالت الأم: «لا زلت لا أعرف شيئاً حتى الآن. وشعرت صدقاً بأن لا أحد يهتم، أو أن الحالة ليست طارئة وكما لو أنها عادية. والوقت الوحيد الذي بدأوا فيه العمل كما لو أن الوضع ليس عادياً هو عندما رجعت إلى المستشفى وبدأت أقول لهم إنهم أخرجوها من المستشفى بعد 5 دقائق من استيقاظها من التخدير».

من جهته، صرّح «جون بانيستر»، وهو مدير العمليات في صندوق مستشفيات «إيست لانكشاير» للصحيفة البريطانية: «نحن جداً آسفون لمعرفتنا أن السيدة بوث غير راضية وغير سعيدة بالرعاية التي قدمناها لابنتها؛ حيث إننا نعمل جاهدين لتوفير رعاية آمنة وشخصية وفعالة إلى جميع مرضانا. وسرية المريض مهمة بالنسبة إلينا لذلك لا نناقش الحالات الشخصية مع وسائل الإعلام. ونحن نحثُّ السيدة (بوث) على الاتصال بنا مباشرة؛ لكي نحقق في ما حدث معها، ونتابع حالة ابنتها بالشكل المطلوب».

المزيد:

فاعلة الخير الصغيرة.. فتاة تترك رسالة تكشف بها تفاصيل حادث سير

طفل معجزة ينجو من الموت بأعجوبة بعد جريمة مأساوية

مياه المحيط تسحب طفلاً رضيعًا.. ومعجزة إلهية تعيده إلى والديه