في النهاية ما عليك سوى رسم ابتسامة صفراء وتقديم الشكر والامتنان، فهل تعرضت لموقف كهذا؟ نساء ورجال من البلدان المشاركة لم يخفوا علينا هذه المواقف التي أثارت ضحكهم ولو بعد سنوات.
أغرب الهدايا
- قدّم لويس الرابع عشر ملك فرنسا لزوجته، آن ماري، معطفاً من السمور النادر بطول 1.5 كيلومتر؛ كي تتمكن من المشي في الحديقة حافية القدمين.
- قدّم الرسام الهولندي فان جوخ لحبيبته راشيل شحمة أذنه اليسرى، وأرسلها في طرد ملفوف بصحيفة.
- تحدى ملك بابل نبوخذ نصر الطبيعة، وأهدى زوجته واحة نباتية وسط منظر صحراوي.
- أجرى زوج أشعة لقلبه، ومن ثم ذهبت للخطاط ووضع اسم زوجته في القلب، وبتكلفة 150 ريالاً وقدمها لزوجته.
- أهدت أم ابنتها في ليلة زفافها لفافة أنيقة بها طفاية حريق، وقالت لها: «استخدميها في كل ثورة غضب تنتاب زوجك».
في السعودية: سيارة هدية من امرأة!
الوفرة المالية التي يعيش بها غالبية الناس جعلتهم يتوقعون كل ما هو ثمين! وبعينيها، كانت الفنَّانة المسرحيَّة منال العيسى تترقب فتح الهدايا الواحدة تلو الأخرى في عيد ميلادها، وفجأة عثرت في أحد الصناديق الجميلة على ساعة رجاليَّة. تستدرك منال: «لم أفهم العبرة، فأنا فتاة ولست متزوِّجة، ولولا الحياء لكنت سألت من قدَّمها لي؟ هل بالفعل أنا المقصودة بهذه السَّاعة الرجاليَّة أم وصلتني بالخطأ؟».
الخوف من الهدية هو إحساس ينتاب الموظَّفة حليمة عسيري، ففي عقد قرانها أحضرت لها صديقتها هدية مغلفة بغلاف أنيق، وعليها بطاقة مكتوب فيها عبارات جميلة وتهنئة لها على عقد القران، وكانت تنتظر ذهاب صديقتها؛ حتى ترى ما بداخلها، والمفاجأة أنها ماكينة حلاقة رجاليَّة؛ جعلتها تتلمس وجهها مراراً وتكراراً!
في الإمارات: ملابس «تفشّل»!
الكل لا يرضى إلا بسيارة آخر موديل! أو موبايل لم يحمل مثله إلا القليل. تتذكر سهام عرفات، ربة بيت، عندما اختاروها في المدرسة الابتدائية كفتاة مثالية من بين أكثر من مئة بنت، وبقدر ما كانت فرحتها لا توصف بهذا التكريم، كانت دهشتها كبيرة بالهدية التي رأتها غريبة، وكانت طقم صحون، حيث فرحت به أمها بالرغم من خيبة أمل سهام!
والأغرب أن يهدي خطيب -عن حسن نية- لخطيبته هدية تُشعرها بالاشمئزاز، وهذا ما حصل مع دلال عبدالرحمن، طالبة جامعية، حيث أهداها خطيبها قلادة فضية اللون، قال إنها من أمه المتوفاة التي كانت ترتديها دائماً، وإنها عزيزة عليه. تستدرك دلال: «ذعرت، فهي ليست لها قيمة مادية، كما أنها لامرأة متوفاة وماتت وهي تلبسها، ورغم أنني أخذتها إلا أنني لم ألبسها، وعندما يسألني أتملص من الإجابة إلى أن غضب مني وطلب مني إرجاعها».
في الكويت: يعشقون الهدايا الغريبة
باتوا يهوون الطرفة والضحك؛ هروباً من مشاكلهم اليومية، وبخاصة التي تتعلق بالأمور الاقتصادية وهموم القروض.
فمن المواقف التي لا تزال عالقة بذهن الإعلامي سعد المعطش أن أحد الأصدقاء وعده بهدية قيمة، وتحدى أصدقاءه بأن قيمتها تبلغ 1000 دولار أميركي، وعندما وصلته اكتشف أنها عبارة عن أوانٍ وصحون للطبخ، واحتار حينها ما بين الغضب والضحك. يعلّق: «زوجتي أبلغتني بأن قيمتها غالية جداً، وهي صناعة إنجليزية فاخرة!».
تتذكر سارة علي، طالبة، في إحدى المرات، التي احتفلت بها بعيد ميلادها، أنها فوجئت بصديقتها تهديها تي شيرت نادي تشيلسي الإنجليزي، والذي تعشقه بشغف وحماس. تستدرك سارة: «كان ذلك وسط ضحك صديقاتي وأفراد أسرتي، ولا أزال حتى الآن أذكّر صديقتي بهديتها الغريبة، ومازلت حائرة.. كيف أرد لها الصاع صاعين في عيد ميلادها المقبل؛ إذ أنسى كل مرة أن أهديها هدية غريبة؛ لأقدم لها ما يليق بفتاة عشرينية!».
في فلسطين: حتى أطقم سكاكين المطبخ!
يرضون بالقليل، ولكنهم يأملون أن يكون مناسباً على الأقل، مع ذلك لم تتخيل آلاء نزار، خريجة جامعية، أنها ستتلقى يوم تخرجها هدية من جارتها، عبارة عن عبوات من المياه الغازية. تتابع: «طبعاً الأمر لم يرق لي، كنت أريد هدية مناسبة لفتاة مهما كانت بسيطة، واعتبرت الأمر مزعجاً جداً في هذه المناسبة التي لا تتكرر».
ورأى محمد سباعنة، فنان كاريكاتير، الدهشة على وجوه الناجحين في حفل تكريم لطلبة التوجيهي، حين فتحوا الهدايا التي حصلوا عليها، وكانت عبارة عن أدوات منزلية مثل الأكواب والأطباق، أصابتهم بخيبات أمل، وبعد ذلك جرى السحب على هدايا تشجيعية للأطفال المتفوقين، وهنا حصل الأطفال على عبوات مغلفة زاهية، حين فتحوها كانت عبارة عن أطقم سكاكين، أخذها منهم ذووهم بسرعة؛ حتى لا ينقلب الحفل لمأتم!
الرأي الاجتماعي
كل يغني على ليلاه
في السعودية تختلف الهدايا حسب المناطق، برأي الأخصائيَّة الاجتماعيَّة منال أحمد، كليَّة العلوم، فمنها قطع ذَّهبية ومجوهرات، أمَّا للرِّجال فهناك السيَّارات والعطور والأجهزة الحديثة والسبح، وكل أسرة تقدِّم ما يناسبها وحسب ظروفها الماديَّة.
وفي الإمارات تفضّل النساء، حسبما تقول سارة نجيب، محامية متخصصة في شؤون الأسرة والمجتمع، المجوهرات بأنواعها والهواتف المحمولة الحديثة، بينما يفضّل الرجال بقية الحواسيب المحمولة.
في الكويت يبيّن أستاذ علم النفس بكلية التربية في جامعة الكويت، الدكتور عبد الغفور مقصيد، أن الرجال يفضلون إهداء الأقمشة للدشاديش أو الغترة والأحذية والساعات والعطور، أما النساء فيفضلن الهواتف المتطورة والذهب والحلي والماكياج، في حين يفضّل الشباب والفتيات أن تكون الهدايا نقدية أو رحلة سفر طويلة خلال الصيف.
وفي فلسطين يكشف الاختصاصي الاجتماعي محمد رزاق مجيد، أنهم يقدمون فيالأعراس كيساً من السكر بحجم كبير، والفقراء يقدمون طقماً من الفناجين والأكواب، وفي المآتم يقدمون كيساً كبيراً من الأرز، والفقراء يحملون كيساً صغيراً من البن غير المطحون. يتابع: «قلة من يغيرون نمط الهدية، حتى صغيرات السن يحملن لصديقاتهن طقماً من الفناجين، ربما وصل للأم في مناسبة سابقة».