أثارت زيارة الفنانة السورية أصالة نصري إلى فلسطين استغراباً كبيراً في الأوساط الفنية والإعلامية والحقوقية السوريّة، سيّما أنها أول فنانة سوريّة تحيي حفلاً غنائيّاً في فلسطين منذ العام 1967، وما لبث هذا اللغط أن تحوّل إلى تخوين صريح لأصالة بتهمة التعاون مع العدوّ.
وكانت الفنانة السورية قد أحيت حفلاً غنائيّاً في بلدة الخضر جنوب بيت لحم، ضمن مهرجان ليالي برك سلميان، وزيارتها تعني وفق القانون السوري، تطبيعاً مع الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما دفع بمجموعة من المحامين السوريين إلى جمع «الوثائق» اللازمة، لرفع دعوى قضائية ضد الفنانة المقيمة حالياً في مصر، بتهمة "الاتصال مع العدو الصهيوني".
ويبدو أن الدّعوى القضائية التي تمّ تحريكها ضد أصالة، جاءت من قبل محامين مؤيدين للنظام السوري، كردّ فعل انتقامي من موقف أصالة التي جاهرت بتأييدها المُطلق للثورة السوريّة منذ بدايتها في منتصف آذار 2011.
ويؤكّد هؤلاء المحامين حصولهم على وثائق تؤكد أنّ أصالة حصلت على تأشيرة دخول إسرائيلية لحضور المهرجان بمساعدة ضابط إسرائيلي، حيث قامت نقابة المحامين بتقديم الادعاء الشخصي باسم "الجمهورية العربية السورية"، وحركت الدعوى العامة لدى قاضي التحقيق الأول في دمشق تحت رقم 886.
ويجرّم القانون السوري وفق المرسوم التشريعي السوري الرقم 68 الصادر في العام 1953 كل من يتعامل مع إسرائيل، كما يشكّل التعامل مع إسرائيل أيضاً جنحة بناءً على نصّ المواد 275 و276 و277 من قانون العقوبات السّوري العام، ويعاقب كل من يرتكب ذلك الجرم بالسجن مع الأشغال الشاقة المؤقتة (3 إلى 10 سنوات).
وكانت أصالة التقت خلال الزيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقر الرئاسة بمدينة رام الله ووضعت إكليلا من الزهور على ضريح الرئيس الشهيد ياسر عرفات، وشدّد الرئيس عباس خلال لقائه الفنانة على أهمية زيارة الفنانين العرب لفلسطين ودعم صمود شعبنا ونقل الصورة المشرقة والمعبرة عن أحلام شعبنا وتطلعاته من خلال الفن والثقافة.
وقدّمت أصالة خلال الحفل باقة من أغانيها منها "يا أولى القبلتين" وأغان تراثية فلسطينية، على وقع ألحان فرقة "أوتار" الموسيقية، في الحفل الذي حضره الآلاف قادمين من مختلف المناطق الفلسطينية.