افترش أمس السبت الجمهور مدرجات مهرجان البترون (شمال بيروت) ينتظرون بدء حفل الفنانة ماجدة الرومي التي جلست طيلة فترة بعد ظهر أمس تتحضر للحفل، بعدما أجرت تمرينات على صوتها للأغاني التي اختارتها خصيصاً للحفل، بعدما عدّلت بالعديد من الأغاني التي برمجتها للحفل بسبب انفجار طرابلس الذي حصل قبل يوم من الحفل. والحالة المأساوية المترافقة استدعت منها برمجة الأغاني الوطنية تماشياً مع الأوضاع الأمنية إلى جانب القليل من الأغاني العاطفية.
"الفانز" الخاص بماجدة الرومي وقفوا خارج المسرح وحملوا علم لبنان مكتوب عليه ماجدة الرومي وهم يرتدون قمصان مطبوع عليها صورة ماجدة ويرددون بصوت عال أغنية "ماجدة يا بيروت".
عند العاشرة تماماً دخلت ماجدة المسرح. فوقف الجمهور تحية منهم لحضورها. وبدأت ماجدة حفلها بكلمة مطولة اختصرت فيها عذاباً وحزناً بداخلها، بدا جلياً من التنهدات المتقطعة في أنفاسها التي عكست صدق مشاعرها وهي تلقي كلمتها قائلة:"
"مساء الخير. بزحمة العدد الهائل من الأصوات من لبنان والعالم العربي، صوت يقول كل أمة تنقسم على ذاتها تخرب، وأنا منذ تقديمي أغنية "عم احلمك يا حلم يا لبنان" وأغاني فيلمي"عودة الإبن الضال"، وأنا عقدت معاهدة بيني وبين نفسي أن أكون الصوت المجنّد للدفاع عن لبنان بالحرية والاستقلال. طوبى للساعين للسلام.
اليوم أنا بالبترون وبالأمس بالبحرين وتونس، أنا رسالة واضحة لمن أراد أن يقرأني بشكل واضح. هذا إذا أرادوا أن يقرأوني بالأصل.
رسالة لوسائل الإعلام
ثم وجهت رسالة لكل من كتب وعلق على ما قالته في حفلها في البحرين قائلة:" كنت أتمنى لو ركز الصحافيون في المؤتمر الصحفي الذي دعيت إليه على الحوار الذي يدعو لتوحيد الصفوف وردع الخطر عن العالم العربي. لو ركزوا معي أن الفنان دوره جامع للقلوب في حين أن السياسة تفرّق، لكانت هذه إيجابية. والإيجابيات مهمشة. ربما لو تعاونا مع الوسائل الإعلامية، لكنا عملنا قوة خير تؤثر على الرأي العام، وتساعد للمرة الأولى على إبعاد الخطر الحقيقي عن أبوابنا وبنينا وطناً يليق بدم الشهداء الذين ماتوا من بداية الحرب في لبنان ومؤخراً في انفجار الرويس وبالأمس في انفجار طرابلس".
وأضافت:" أنا لا أتكلم اليوم لكي أدافع فيها عن نفسي. وأنا منذ سنوات رسالتي رسالة (تعتبر رسالتها الفنية رسالة). أحببت اليوم توجيه تحية شكر لكل من وقف إلى جانبي أمام ما حصل لي هذا الأسبوع (تقصد قضية البحرين). وأقول لهم الدنيا مازال فيها خير من خلالكم. وأريد أن أشكر من كل قلبي الذين هاجموني لأن قسوتهم علمتني كم أن الرحمة حلوة.
غنت ماجدة وكانت سيدة بغنائها وحزنها في آن واحد رغم الأغاني الفرحة التي غنتها في النصف الثاني من الحفل لعلها تترك بسمة على وجوه الجمهور. لكن حزنها كان أكبر وهي اعتادت في حفلاتها السابقة التمايل على أغنياتها. لكن الجمهور وقف لها مع كل أغنية أدتها إجلالاً لها ولصوتها.
بعد أدائها أغنية "يا نبع المحبة"، خيّم الصمت والحزن على المدرجات وقبل أدائها أغنية "سيدي الرئيس"، وجّهت رسالة شفهية للرئيس قائلة له:" سيدي الرئيس أتوجّه بهذه الصرخة من قلب (تقصد المواطن) من ليس لديه صرخة تصل إليكم، أن نقدر بوقفة ضمير أن نغيّر بالمكتوب(المصير) لنا والخطر على الأبواب ربما إذا سمعنا أحد الليلة يرحمنا".
ثم أنهت ماجدة الرومي حفلها بعد ساعتين وربع الساعة مرّ فيه الوقت بسرعة بدأته بالنشيد الوطني الذي وقف إليه الجمهور إجلالاً. وبعد انتهائها من النشيد الوطني طلبت من الجمهور أداءه بمفرده. فأدوه وماجدة واقفة تسمع ما ينشد به الجمهور الذي خرج من الحفل مليئاً بجرعات وطنية عالية من الروح الوطنية التي تتحلى بها ماجدة الرومي.