تلاقي الشقق الصغيرة رواجًا في المدن، مع الاهتمام بالبعد عن الأطراف، والعيش في المراكز، وارتفاع أسعار العقارات فيها، وغلاء المعيشة عمومًا. ومن المُلاحظ أنَّ مالكي هذه الشقق يتوقون للاستعانة بخدمات مهندس ديكور داخلي، يرشدهم إلى كيفيَّة تأثيث مساحاتهم المحدودة. وفي هذا الإطار، تُعرف المهندسة ليندا لطفي بتصميم ديكورات الشقق المدينية الصغيرة، وهي ترشد قرَّاء "سيدتي. نت" عبر نماذج مساكن أشرفت على الأعمال فيها، على كيفيَّة تحقيق عيش رحب ضمنها؟
يتمحور العمل الهندسي في الشقَّة محدودة المساحة حول تأمين حريَّة حركة الساكنين، وراحتهم ضمنها. ونظرًا إلى تركُّز أعمال المهندسة ليندا لطفي على تصاميم شقق في العاصمة بيروت، تفتقر مواقع العمارات التي تضمُّها إلى المحيط الجاذب، والإطلالات الخضراء، هي غالبًا ما تدمج مساحة الشرفة (أو الترَّاس) بالغرف الداخليَّة، وتعتمد خطة الـ"أوبن بلان"، أي جعل أماكن الاستقبال والطعام منفتحة على بعضها البعض، مع استغل النور الشمس من خلال الواجهات الزجاج، والتنويع في الإضاءة الاصطناعية. وثمة اتجاه إلى فتح مساحة المطبخ على ردهة الاستقبال أوغرفة الطعام، ما يُكبِّر المساحة، ويحقِّق التفاعل بين الزائرين ومالك أو مالكة الشقَّة. ولذا، فإنَّ حضور الـ"كاونتر" بين الصالون والمطبخ يُساعد في جعل اللقاءات محبَّبة أكثر.
وفي شأن الأثاث، تُشدِّد لطفي على فكرة تفصيل المفروشات خصِّيصًا للمساحة المتوافرة، بعيدًا عن قصد معارض المفروشات، مع اختيار ألوان فاتحة لها. علمًا أنَّ الألوان الداكنة تعمل على تضييق المساحات!
وتنسحب قاعدة البعد عن استخدام الألوان الداكنة على الخزائن، خصوصًا وأنَّ الخشب فاتح اللون يروَّج أخيرًا. وتنصح لطفي، في هذا الإطار، أن تلبَّس الخزائن بالمرايا. وتضيف أنَّه يمكن إخفاء الخزائن ضمن الجدران، لكسب القدر الأكبر من المساحة. وكلَّما كثرت الخزائن، نوضِّب أغراضًا وافرة داخلها، وهو ما يحرِّر المساحة.
والأثاث الأكثر مناسبة لهذه المساحة، هو ذلك من طراز "المينيمالست" أو "المودرن".
غرفة النوم الرئيسة (ماستر)
في غرفة النوم الرئيسة (ماستر)، يُغيَّب الباب عن الحمَّام الخاص بها (باستثناء المساحة الخاصَّة بكرسي الحمَّام).
لكلِّ فرد خصوصية
يجب أن يتناغم عدد ساكني الشقَّة مع مساحتها، مهما ضاقت، على أن يحظى كلٌّ منهم بركنه الخاص، حسب لطفي التي تهتمُّ بحركة المرء داخل منزله، بدءًا بكيفيَّة الدخول من المطبخ الى ركن الطعام، أو كيفيَّة الدخول إلى غرف النوم، كما الحركة داخل كلِّ غرفة.
الأسقف في الشقق المدينيَّة الحديثة، غالبًا ما تكون منخفضة، ولذا هي تنصح بتغييب أيّ زخرفة عنها أو أيّ تفصيل يزعج العين، مع توظيف الإنارة البسيطة فيها.
وفي شأن الأرضية، كلَّما استُعمل البلاط ذو المقاسات الكبيرة، هو يعكس إحساسًا بأنَّ المساحة أكبر. أمَّا في شأن الألوان، فإنَّ الأبيض يتصدَّر المشهد في الشقق الضيِّقة، بالانسجام مع الألوان الترابية.
ومن الاكسسوارات الأكثر أهميَّة في الشقة الضيِّقة: المرايا التي يقود حسن توظيفها إلى توسيع المساحة، وأيضًا السجاد الذي يُختار كبير الحجم، بالتناغم مع بلاط الأرضية.
الإضاءة
يتجه مصمِّمو الديكور إلى استعمال الإضاءة البيضاء، التي تُشعر الساكن برحابة المساحة. وتنتج الإضاءة البيضاء أيضًا، تناقضًا مع الألوان الأخرى المتوافرة بطريقة ذكية.
نقاط في ديكور الشقق صغيرة المساحة
• الأرضية: عندما تُكسى أرضية الشقَّة ببلاط كبير الحجم، وموحَّد في التصميم والألوان، ولا سيَّما في الأركان المفتوحة على بعضها البعض، هي توحي بالفسحة. ويتعزَّز الشعور بالفسحة، مع فرش سجَّاد كبير الحجم على هذه الأرضية.
• الجدران: تؤتي الجدران المبنيَّة داخليًّا (بيلت إن) هدفها المُتمثِّل في الإيحاء برجابة الشقة.
• الأسقف: من الضروري تغييب الزخارف عن الأسقف.
• الإضاءة: من الهام الإفادة من نور الشمس. أمَّا في الليل، فإنَّ ثمة أنواعًا من الإضاءة قابلة للتحكُّم في شدَّتها.
• الأثاث والاكسسوارات: تُلوِّن الاكسسوارات مشهد الديكور المدعَّم بأثاث ترابي اللون، ومنتقًى بعناية لناحيتي الحجم وانسجام قطعه مع بعضها البعض.
• الشتول: توزَّع أحواض الشتول أمام الواجهات الزجاج، على أن تكون هذه الشتول مُتدلَّاة.