تقع فيلا بطل سباق السيارات (رالي) السعودي فلاح الجربا، في قلب العاصمة الرياض، وفي أحد أحيائها الأكثر شهرةً، وهي بمثابة "متحف" مسقوف، نظرًا لوفرة مقتنياتها من التحف والاكسسوارات الثمينة، من دون إغفال مجموعة السيَّارات الكلاسيكيَّة والرياضيَّة التي تعكس هواية المالك.
يتوزَّع من المساحة الخارجيَّة، صالون خاصّ بالرجال، ومواقف لسيَّارات بطل سباق السيارات فلاح الجربا، بالإضافة إلى المدخل الرئيس. ويضمُّ هذا الأخير كراسيَ وطاولةً دائريَّة، إلى جانب بعض السيَّارات الكلاسيكيَّة القديمة التي ما تزال تحتفظ بها العائلة. ومن الواضح الاهتمام بتوزيع الأزهار والشجيرات التي ترفد المكان بالخضرة والانتعاش.
تحمل الاكسسوارات في فيلا فلاح الجربا بصمات تاريخيَّة، وهي متعدِّدة المصادر، ومن بينها: مقتنيات سعودية، وعراقية، وتركية، وإيرانية وفرنسية... وتروي شغف والدة فلاح الجربا باقتنائها من بلدان العالم منذ سنوات طويلة تزيد عن الثلاثين، مع العناية بها لترسم ملامح ملكيتها. ومع دخول الفيلا، يلفت صالون الاستقبال، باتّساعه ومكوِّناته التي تشترك في رسم لوحة فنيَّة لا تخلو من الأناقة والذوق الرفيع. كما تشارك الاكسسوارات والقطع الفنيَّة الأثريَّة في خطف الأضواء وجذب اهتمام الزائرين، الذين يراودهم الشعور بدخول أحد المتاحف التاريخيَّة.
ويؤثِّث طاقمان من الأثاث الصالون، أحدهما كلاسيكي الطراز، والآخر كلاسيكي _ "مودرن".
في الصالون الكلاسيكي حيث تتوافر الكراسي المذهبة، يتقدَّم اللون الأخضر الفاتح مشهد الديكور المُستلهم من الطابع الفرنسي. وترفع قطعة السجَّاد الإيرانيَّة، باللون الأحمر القاني من الإطلالة؛ ويُطلق عليها اسم "كاشان كرك"، ويبلغ عمرها أكثر من مائة سنة. ويبدو في هذه الجلسة طقم من طاولات الضيافة الإيرانيَّة، والمحمَّلة بمجموعة من الاكسسوارات.
في شأن التفاصيل، تتخذ الستائر الطابع الشرقي، وهي تساهم بألوانها التي تتماشى مع الألوان الأخرى السائدة في الصالون، وتصميمها البسيط، في إتمام رسم صورة المكان الفخمة. وهناك دولاب يحتوي على مجموعة كبيرة من التحف والفضِّيات الإيرانيَّة، مع نقوش يدويَّة ناعمة.
ويتصدَّر الصالون، صندوق قديم مزدان بنقوش ذهبيَّة مصنوعة يدويًّا، ويحمل هذا الصندوق الجنسية العراقية، وهو يرفع شمعدانين، وتتوسَّطهما تحفة فرنسيَّة. وتعلو الصندق لوحة زيتيَّة، بريشة الفنان العراقي سلمان عباس.
وفي ركن آخر من الصالون الفرنسي، "كونسول" مُزوَّد بمرآة، وشمعدانان أثريَّان. وثمة صندوق خشب آخر يعلوه عدد من البلُّورات وإناء من الفضّة، يرفع مجموعة من الأحجار الطبيعيَّة.
وللنباتات الخضر الطبيعيَّة نصيب من هذا الصالون، حيث تعكس اهتمامات والدة فلاح، التي توليها عناية خاصَّة.
يحتوي القسم الثاني من الصالون على طقم كنب باللون البيج، عبارة عن ثلاث قطع محمَّلة بمجموعة من المساند مختلفة الأحجام، وأريكة رابعة تختلف لناحية ألوان قماشها ونوعه. وتتوسَّط الجلسة طاولة زجاج تتغنَّى بسيف قديم وعصا ومبخرة عراقية الصنع من الفضَّة، وأيضًا طارة من شمال العراق.
وتقول الخزانة ذات الزجاج الشفَّاف، الكثير عن اهتمام والدة فلاح بالأواني الفضَّة، التي تحمل هويات مختلفة، ومنها ما هو إيراني وآسيوي، وألماني وإنجليزي... وهي مشغولات يدوية ثمينة، إحداها تحمل صورة الملك فيصل، وأخرى تحمل صورة شاه إيران. وهناك خزانة ثانية في المكان تحتوي على مقتنيات مشابهة، فضلًا عن "كونسول" فرنسي مشغول بجلد السلحفاة.
تشهد هذه الغرفة على الاجتماعات العائليَّة، وهي مؤثَّثة بأثاث "مودرن" مريح فاتح اللون، بالانسجام مع الجدران، مع وسائد للتجميل من الطراز الهندي تمتاز بألوانها الحارَّة ونقوشها البارزة.
وتبدو لوحة زيتيَّة تُمثِّل المشرق على الجدار الرئيس، وإلى جانبيها أرفف زجاج تحمل التحف مختلفة الأحجام والألوان والجنسيات. وتتوزَّع على الطاولات مجموعة من التحف اللبنانية التي ترجع لعصر الفينيقيين.
في مساحة الفيلا الخارجيَّة، يتمركز صالون خاص بالرجال، عبارة عن خيمة كبيرة المساحة، تحضن جلسة باللونين الأزرق والأبيض، وتشرف على الحديقة، مع الإشارة إلى أنَّ وفرة المقاعد في المكان تتحدَّث عن ضيافة المالك.
شاهدي أيضاً بالفيديو:تعرفي على أشهر سيارات هوليوود