سبق للفنّانة كارول سماحة أن قامت بتقديم أغانٍ تحمل كثيراً من القيم والروح الإنسانيّة، لا سيّما أغنيتها الشهيرة "بصباح الألف الثالث"، حيث لفتت وقتها الأنظار إليها، واستحقّت لقب مطربةٍ بجدارة.
اليوم، وبعد غياب عن تقديم مثل هذه الأعمال، عادت كارول بأغنية "وحشاني بلادي"، من ألبومها الأخير "إحساس"، لتلاقي ترحيباً كبيراً لدى كلّ من سمع أغنيتها، لما تحمله تلك الأغنية من كلامٍ يُلامس القلب، من خلال صدق تعبيره، ومحاكاته قصّة كلّ شخص هجر بلده أو اضطرّ قسراً إلى ترك موطنه الأم.
وربما الظروف الصعبة التي تعيشها مصر وكلّ الأمة العربية، قد دفعت بكارول إلى إطلاق هذه الأغنية، حيث تحدّثت بلسان الوجع العربي وحنين أبناء هذه البلاد إلى المطارح الأولى التي يفتقدونها في كلّ ترحال وتشرّد يُفرض عليهم.
صُوّرت الأغنية على طريقة "الفيديو كليب"، بتوقيع المخرج الفرنسي "تييري فيرجنيز"، فيما حملت لحناً من الموسيقار المبدع محمد عبد الوهاب، والكلمات للشاعر محمد جمعة.
عمل المخرج في "الكليب" على مستويين، ابتعد فيهما عن السياسة المباشرة. فكان كلام الأغنية جميلاً، خاطب كلّ وجدان عربيّ يأمل في الوحدة ولمّ الشمل، فيما تكفّلت الصورة بالإشارة إلى بعض العقبات التي تعترض المستقبل العربي وتقف دون تحقيق شروط الحرية والعدالة، إذ رأينا كارول ـ ببساطة ـ تغرس علم الحرية في صحراء عربيّة، وليأتي مشهد تكسير جدار الفصل العنصريّ نتيجة لإصرار الشباب العربي وجيل كارول على التشبث بحريتهم.
وربّما أرادت كارول من اكتفائها بفستان فردٍ أسود اللون، أن تُشير إلى ضرورة التقشّف في رحلة الجهاد من أجل الحرية والعدالة.
شاهدوا كليب أغنية كارول عبر هذا الفيديو: