ارتفعت هذه الأيام أصوات كثيرة في مواقع التواصل الاجتماعي بتونس منددة ومستنكرة تصرّف زوج تونسيّ أراد استغلال ملفّ زوجته المريضة بسرطان الثدي؛ لتقديم قضية في الطلاق للضرر.
وقد انهالت عليه الشتائم من النّساء خاصّة على مواقع التواصل الاجتماعي، ووصفنه بالنذل والمنحط.
وعلق الرجل قائلاً: «النذالة لا جنس لها»: وأجابته امرأة بأنها لا تعرف امرأة تونسية تخلت عن زوجها أبداً أو طلقته بسبب إصابته بالسرطان، أو بمرض آخر، بل يساندن أزواجهن إلى اللحظة الأخيرة، ونبهت أخرى إلى أن المحكمة لا تعتبر المرض ضرراً.
وأثار موقف الزوج جدلاً حول تخلّي بعض الأزواج عن زوجاتهم؛ بسبب إصابتهن بأمراض على غرار سرطان الثدي، وما زاد النقاش حول هذه المسالة حدة هو أن الزوج هذه المرة لم يكتف بطلب الطلاق، بل أراده طلاقاً للضرر، محاولاً استغلال ملف زوجته الطبي لمصلحته، للتملص من دفع غرامات أو نفقة للزوجة.
الطلاق في تونس
والطلاق في تونس لا يمكن أن يتم إلا باللجوء إلى المحكمة، وحدّد المشرّع التونسي في مجلة الأحوال الشخصية ثلاثة أنواع من الطلاق:
*الطلاق بالتراضي: أي أن الزوجة والزوج يتفقان على الطلاق، وليس للمحكمة إلا الاستجابة لإرادتهما.
* الطلاق للضرر: أي أن أحد الزوجين سواء الزوج أو الزوجة يقدّم دعوى للمحكمة لشرح أسباب الضرر ومدى وجوده، واستحالة مواصلة المعاشرة مع الطرف الآخر، ويبقى للمحكمة السلطة التقديريّة لتقرّ بوجود الضرر أو عدمه، وإذا ثبت لها الضرر فإنها تحكم بالطلاق للضرر، وإذا نجح القائم بالدعوى سواء الزوج أو الزوجة في إثبات الضرر ينتج عن ذلك آثار قانونية، تخول للمتضرر حق الحصول على تعويضات مادية ومعنوية.
*النوع الثالث من الطلاق هو «طلاق إنشاء» هو طلاق مفروض من أحد الطرفين على الآخر، وهو مكلف للطرف الراغب فيه، سواءً كان الرجل أو المرأة، إذ لا بد من دفع الغرامة المالية.