على الرغم من أن جريمة «الاغتصاب»، من أبشع الجرائم التي قد يقترفها الإنسان بمختلف أشكالها وظروفها، ولكن قد تكون هذه الجريمة التي وقعت مدينة «فينيكس»، أكبر مدن ولاية «أريزونا» الأمريكية وعاصمتها، هي الأبشع من بين كل هذه الجرائم، وذلك بعد أن قام ممرض باغتصاب مريضة في حالة «غيبوبة» طويلة في إحدى العيادات الصحية بالمدينة، وليس لمرة واحدة، ولكن بعشرات وربما مئات المرات، وفقاً لما ذكره موقع «سكاي نيوز».
مؤخراً، اتهمت الجهات الأمنية «فينيكس» الممرض المدعو «ناثان سذرلاند»، البالغ من العمر 36 عاماً، باغتصاب المريضة مرات لا تحصى - بحسب الموقع -، حتى أنها كانت قد وضعت مولوداً منه وهي لا تزال في الغيبوبة. كما قامت السلطات بفرض كفالة مالية عليه وصلت إلى نصف مليون دولار، في حال أراد الخروج بكفالة حتى نهاية التحقيق.
وفي بيان رسمي لشرطة المدينة، جاء فيه بأن «سذرلاند»، متهم الآن بالاعتداء الجنسي على امرأة مصابة بما يسمى «الغيبوبة الخضارية»، وبعد حملها منه وإنجابها المولود، فقد وافق حمض المتهم النووي حمض المولود الجديد. وتابع الموقع نقلاً عن وسائل إعلام أمريكية، أن طاقم العيادة الطبي، كان قد أصيب بالذهول والصدمة، بعد أن ولدت المرأة البالغة من العمر 29 عاماً، وكان ذلك في 29 من شهر كانون الأول / ديسمبر الماضي 2018. وذلك نظراً لحالتها المرضية، ولأنها موجودة في العيادة منذ طفولتها، وأصيبوا بالذهول أكثر لأنهم لم يدركوا أنها كانت حاملاً طوال هذه المدة.
ووفقاً لصحيفة «ذي صن» البريطانية، فقد اكتشف المحققون أن الممرض «سذرلاند»، كان يقوم على رعاية المريضة، وهي من المواطنين الأصليين، وأنه كان يقضي معها وقتاً طويلاً منذ أن باشر عمله في عيادة «هاسيندا» خلال العام 2012.
وفتحت شرطة مدينة «فينيكس» تحقيقاً آخر عن المتهم بشأن احتمال ارتكابه اعتداءات مماثلة على مريضات أخريات، وليس فقط على هذه المريضة. كما ورجحت أن الممرض «المُغتَصِب»، كان قد قام باغتصاب المريضة في الفترة بين شهري فبراير / شباط، ونيسان / أبريل من العام الماضي 2018. وفي حديث للرقيب «تومي تومبسون»، المتحدث باسم الشرطة في المدينة قال: «ليس لدينا أي مؤشرات على أن هناك أشخاصاً آخرين متورطين في الأمر، لكن التحقيقات متواصلة». مشيراً «تومبسون» إلى أنه لم يعرف بعد عدد مرات تعرض المريضة للاغتصاب، رغم تأكدهم من أنها كثيرة.
وبحسب ما ذكرته صحيفة الـ«ديلي ميل» البريطانية، قال والدا المريضة إن ابنتهما لا تعاني من غيبوبة عادية، وإنما غيبوبة خضارية منذ 26 عاماً، وهي شبيهة بالشلل الرباعي. ويُشار إلى أن المريض الذي يعاني من هذا النوع من الغيبوبة لا يمكنه أن يتكلم على الإطلاق، ولكنه يستطيع تناول الطعام وتحريك رأسه وأطرافه، وقد يستجيب لبعض الأصوات. وأضاف والدا الضحية، أن حالة ابنتهما تشمل تلفاً حاداً في الدماغ، واضطراباً في النوبات وتخلّفاً نفسياً وحركياً.
ومن جهته، فقد قال محامي العائلة في بيان رسمي لهم، إن المريضة لا تتحدث، ولكن لديها بعض القدرة على تحريك بعض المناطق في الرأس والعنق، وتابع أن الشيء المهم هنا هو أنه على عكس ما تم الإبلاغ عنه، فهي لديها مشاعر وتحب أن تقرأ وتتمتع بموسيقى ناعمة وقادرة على الاستجابة للأشخاص الذين تعرفهم خاصة العائلة، ولكنها تعاني من إعاقات ذهنية كبيرة.
حالة الولادة المفاجأة..
وبحسب تقارير إعلامية أمريكية، فقد فوجئ العاملون في المنشأة الصحية بحمل المريضة، وذلك بعد أن لاحظوا أنها تصدر تأوهات وأنّات قبل أن تدخل في حالة الطلق. وبعد أن حدثت حالة الولادة المفاجئة لهذه المريضة، سارعت السلطات بالقيام بإجراء فحوص الحمض النووي لكل الرجال العاملين في عيادة «هاسيندا» للرعاية الصحية.
نتائج الحمض النووي..
بعد أن تم إجراء فحوص الحمض النووي لجميع العاملين في العيادة، تم اكتشاف أن الممرض «ناثان سذرلاند» هو من قام باقتراف هذه الجريمة، وذلك بعد تطابق حمضه النووي مع حمض المولود الجديد، وتم يوم الأربعاء الماضي 23 كانون الثاني / يناير 2019، توجيه الاتهامات له بشكل رسمي، وعلى الرغم من أنه لم ينكر ذلك ولم يُصرح بالبراءة أيضاً، فرضت المحكمة عليه مبلغاً وصل إلى 500 ألف دولار نقداً إذا أراد الخروج بكفالة لحين انتهاء التحقيق.
وفي تصريحات لمحامي المتهم «ناثان سذرلاند» أدلى بها لوسائل إعلام محلية في المدينة، قال بأن موكله لا يحمل أي سجل جنائي، وأنه رجل عائلة طبيعي لديه أطفال، ويعيش في ولاية أريزونا منذ العام 1993. وعلى جانب آخر، قامت زوجة «سذرلاند» في 5 كانون الأول / ديسمبر الماضي 2018، أي قبل 3 أسابيع من ولادة المريضة، بتقديم طلب رسمي للطلاق منه.
الموضوع السابق
الموضوع التالى
