الدكتورة أحلام خطاب استشارية علم النفس والاجتماع تؤكد انتشار المتنمرات في المجتمع الكويتي بكثرة، والمتنمرة أو النسرة تعدّ الإساءة لمثيلاتها من النساء نوعاً من الرقي، خاصة إذا كانت المرأة النسرة هي صاحبة قرار، فتتحكم بقراراتها معتبرة ذلك رفعة ورقياً، وزادت:
«النساء الكويتيات يغرن من أخريات أعلى منهن وضعاً اجتماعياً، أو ذكاءً، أو جمالاً، وللأسف يضع البعض عراقيل تحول ونجاحها من أجل غيرتها فقط، وأغلب النساء يتمردن على بعضهن من سن مبكرة»، وتعطي مثالاً في مدارس البنات أن أغلب الخلافات تنشأ صغيرة وتتزايد بينهن بسبب أن قدرتهن العقلية لم تنفع لحل الإشكاليات، فيبدأن بأساليب التمرد، وأولها العنف.
الكبت أحد المسببات
كاترين عماشة ربة منزل، تؤكد أن التنمر موجود في الكويت وبكثرة عند النساء، مبررة ذلك بسبب حب التسلط والغيرة.
وبرأي زهراء حيدر مصممة أزياء وسيدة أعمال أن هناك سيدات يمكن أن نطلق عليهن لقب المتنمرات في الكويت في ظاهرة انتشرت بشكل مخيف للأسف. وتتابع: «إن المرأة تتمرد على الرجل لتسمى قوية، أما على نظيراتها من النساء فلتكون مبهرة وحازمة وتلفت النظر إليها، فالتمرد يشكل بحد ذاته شخصية غير محبوبة، وأعتقد أن سبب تمردها على نظيراتها؛ لتظهر أمام الأخريات بصورة القائدة، والتي فقدتها في مكان ما بين المنزل أو العمل».
حسب الدراسات أن المرأة المتنمرة أو النسرة تميل لمساعدتها من قبل الرجل أكثر من نظيرتها المرأة، يقول أمير فؤاد في هذا الصدد: «إن الرجل بطبعه ميال لمساعدة المرأة باعتبارها أضعف منه، وحتى لو كانت نسرة أو متنمرة».
وزاد: «التغيرات المرافقة لمرحلة الدراسة والزواج تؤدي بطبيعة الحال إلى تغيرات داخلية لدى المرأة لا تقدر على ضبطها بطرق صحيحة، فهي بالنهاية كائن رقيق بحاجة لمن يقف إلى جانبه ويسانده، ولن تتمكن المرأة من التفاعل والتغلب على تأثيرات هذه التغيرات إذا لم تتمكن الأسرة من بداية سن المراهقة من ملاحظة هذه التغيرات والتفاعل معها إيجاباً؛ لتخلق منها امرأة تستطيع أن تتعايش مع أي أزمات تواجهها».
أنوثة النسرات غائبة
حنا سلوم طالبة طب بشري قابلت الكثيرات من النسرات، وكانت تنصحهن بأن الصوت المنخفض مع الحجة الحقيقية أفضل. وتضيف حنا: «كثيراً ما تكون الغيرة سبباً للمشكلات بين طالبات الجامعة وتكون وسيلة العدائية والتنمر هي الأسهل، وأسرع أسلوب لإثبات الذات والتفوق للمرأة النسرة على قريناتها من الفتيات».
أما «م.س» وهو قيادي في إحدى الوزارات، طلب عدم نشر اسمه، فقال: «النسرة في المجتمع الكويتي بوجهة نظري هي الزوجة التعيسة التي لا تهتم بزوجها، وتستسلم مثلاً لزيادة وزنها بعدما تنجب عدداً من الأبناء والبنات، وتجلس في المنزل تبذل قصارى جهودها لإدارة شؤون المنزل على حساب الاهتمام بأنوثتها، فهي تعلم أنها باتت غير مرغوبة وأنوثتها بدأت بالتلاشي تدريجياً، فتتعمد الصراخ والعصبية بتعاملها مع زوجها؛ ظناً منها أنها بهذه الطريقة تسيطر عليه».
وخلص قائلاً: «للأمانة استسلمت لزوجتي النسرة بخاصة بعد تقاعدي، وأصبحت لا أجادلها وأصطدم معها؛ حتى لا يطير عقلي وأضطر لطلاقها والدخول في دهاليز المحاكم».
المال.. الحل السريع
من جانبه قال محمد صفد، موظف: «لم يتحمل صديقي إهمال زوجته له وتركيزها على عملها، فهي مديرة مكتب رئيس مجلس إدارة شركة استثمارية كبرى، وعندما أقنعها بأن تجلس في المنزل مقابل أن يوفر لها راتباً وافقت، لكنها بدأت تثير المشاكل بمناسبة أو من دون مناسبة، وتحولت تلك الفتاة الرقيقة إلى امرأة شرسة أجبرت صديقي على وضع نغمة مختلفة -صوت مركبة شرطة- عند اتصالها به وأصبح متوتراً معها، وكل يوم وآخر يشتكي منها».
وخلص قائلاً: «لله الحمد أقنعته بأن يقوم بزيادة راتبها من خلال شراء الهدايا لها، مثل الهواتف المتطورة، والسفر معه في مهماته الخارجية، ومع مرور الوقت هدأت تلك النسرة كثيراً، وأصبحت تهتم بصديقي جداً».
سجل اسم زوجته بالنسرة لتقاضيه
قال المحامي محمد الصليلي: «إن كثيراً من الأزواج قاموا بتطليق زوجاتهم بسبب تحولهن المفاجئ إلى نسرات ومتنمرات؛ من خلال إثارة المشاكل عن طريق التجسس على أزواجهن، وتفتيش هواتفهم النقالة، والسؤال اليومي المتكرر: «أين كنت ومع من ومن كنت تتحدث في المكالمة الأخرى وغيرها»، وهناك رجال، للأسف لا يتحملون تلك المشاكل المستمرة ويضطرون إلى الانفصال قانونياً عن زوجاتهم».
وذكر الصليلي: «إن إحدى قضايا الطلاق في مكتبه بدأت عندما اكتشفت إحدى المواطنات أن زوجها يحفظ اسمها في هاتفه باسم النسرة، وعندما واجهته بهذا الأمر غضبت جداً، وتطاولت عليه وشتمته ليقوم بضربها؛ مما أدى إلى إصابتها إصابة بالغة في إحدى عينيها، وقامت بتقديم شكوى اعتداء بالضرب ضده في المخفر، وفي المقابل قام بتطليقها، علماً بأن المحكمة قضت بالامتناع عن عقاب الزوج والزوجة؛ لأنه وأثناء سير القضية اشتكى زوجته السابقة، واتهمها بالسب والقذف».
الكويتيون وسطوة المرأة النسرة والمتنمرة!
- أخبار
- سيدتي - عبدالله الشايع
- 03 سبتمبر 2013