منذ القِدَم، يُتداول بين الناس، بأن الكلاب أكثر وفاءً من القطط، وأن القطط مخلوقات لا يمكن أن يُؤمن جانبها، ولن تكون بوفاء الكلاب لأصحابها، كائنات أنانية وفردية، لا تحب أن تشعر بأن أحداً يمتلكها. وعلى الرغم من صحة القسم الثاني إلى حد ما بما يخص القطط، بأنها ذكية ولها شخصيتها لذا لا تحب الشعور بأن أحداً يمتلكها، إلا أن الكثير من القصص والأحداث تثبت وفاء هذه الكائنات الوادعة والطيفة، وربما آخرها القط الروسي الذي ظل ينتظر أصحابه بالقرب من المنزل رغم غيابهم لأكثر من عام ونصف العام.
قصة القط الوفي هذا، تداولتها العديد من وسائل الإعلام الروسية، وذكرت بأنه كان يعيش مع عائلة مكونة من أم وثلاثة أطفال في بلدة «زلاتوست» بالقرب من مدينة «تشيليابينسك» الروسية. ولكن في أواخر العام 2017، تعرض منزل العائلة لحريق ضخم ومأساوي، كان ضحيته الأم وابنتها الكبرى، أما الطفلان الآخران، فقد تم نقلهما إلى مركز للرعاية. ومنذ ذلك الحين، بقي القط الناجي من الحريق بالقرب من المنزل الذي عاش وكبر فيه، رافضاً الذهاب إلى أي مكان آخر.
ونقل موقع «روسيا اليوم»، تعليق «سفيتلانا تسيبروفسكايا»، وهي إحدى المتطوعات لحماية الحيوانات في روسيا على الحادثة حيث قالت: «القط المسكين لا يزال ينتظر أصحابه منذ اندلاع الحريق، ويرفض مغادرة المكان على الإطلاق، ينام في الشارع بالقرب من المنزل المحترق، هو الآن بحاجة ماسة إلى المساعدة، لقد أجرينا له اللقاحات اللازمة، لكننا لم نجد من يتبناه في منزل جديد بعد».
وإلى أن يتم تبني هذا القط الوفي، والذي وصفه بعض رواد التواصل الاجتماعي، بأنه «يعيش على أمل رؤية من يحب مرة أخرى»، سيظل في مكانه، يلعب على سطح المنزل وفي حديقته، منتظراً أن يأتي ذلك اليوم الذي قد يرى فيه عائلته مرة أخرى. ومن يدري، فقد يأتي ذات يوم أحد الشقيقين من دار الرعاية، ويقرران إعادته إلى العائلة من جديد، حتى ولو لم تكن الأم والشقيقة الكبرى على قيد الحياة.