لفترات طويلة، ظلت اللغة الإنجليزية اللغة العالمية المعترف بها في جميع دول العالم، وكانت –ولا تزال – طريقة التواصل المشتركة بين أي شخصين من خلفيات مختلفة يتحدثان لغتين مختلفتين، إلا أن الكاتب خبير اللغة البريطاني «غاستون دورن»، صدم الكثير من الناس عندما صرّح بأن «هيمنتها الكبيرة قد تكون محل تهديد كبير على وجودها».
ونقل موقع «روسيا اليوم»، تحذيرات الكاتب وخبير اللغة البريطاني «دورن»، التي صرح بها مؤخراً خلال حديثه لموقع «نيوز. كوم news. com»، أن التكنولوجيا الجديدة، التي تسمح للناس بالتحدث إلى أي شخص من دون تعلم اللغة الأجنبية، من الممكن أن تهدد وجود اللغة الإنجليزية، وبشكل كبير للغاية أيضاً، وقال «دورن» موضحاً: «ستصبح لدينا في مرحلة ما، أجهزة تترجم خطابنا إلى أي لغة رئيسة».
ويصف «دورن» هذا الاختراق اللغوي الكبير بـ«بابل تشيب Babel Chip»، أي بمعنى أننا سنكون قادرين على التحدث إلى أي شخص دون الحاجة لتعلم اللغات الأجنبية الأصلية الخاصة ببلاده وثقافته، وأوضح قائلاً: «تعلم اللغات يظل قيّماً لجميع أنواع الأسباب الثقافية والنفسية، ولكن الأغلبية لن تهتم لذلك بعد الآن». مُشيراً إلى أحد أشكال اللغة الإنجليزية المسمى «غلوبيش Globish»، والذي يُستخدم كـ«لغة مشتركة» في جميع أنحاء العالم، وهي لغة مشتركة بين المتحدثين الذين تختلف لغتهم الأم.
كما حذر «دورن» خلال حديثه للموقع، أنه من الممكن أيضاً أن تتقارب اللغة الإنجليزية المحكية من لغات إقليمية منفصلة، مثل الأمريكية والبريطانية والـ«ستراين»، وهي اللغة الإنجليزية الأسترالية، إلى جانب أيضاً الـ«غلوبيش Globish». موضحاً أنه لا يتوقع أن يحتضن العالم لغة جديدة بالكامل، مثل لغة الـ«ماندرين».
ويوضح الكاتب والخبير اللغوي البريطاني، بما يخص انتشار اللغة الإنجليزية في العالم كله، أن سبب نجاحها بذلك ليس لكونها سهلة التعلم، بل لأن الناطقين بها سيطروا على العالم اقتصادياً وثقافياً. وأضاف: «كانت الإمبراطورية البريطانية أكبر ما شهده العالم على الإطلاق، ونشرت اللغة إلى تلك المناطق التي استوطنها (في البداية) البريطانيون، بما في ذلك أستراليا ونيوزيلندا وكندا، وصولاً إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وتابع «دورن» أنه في العقود الأخيرة، عندما تزامنت الهيمنة الاقتصادية والثقافية والسياسية والعسكرية الأمريكية مع العولمة، أصبحت اللغة الإنجليزية اللغة الافتراضية في جميع مجالات الاتصال العالمية تقريباً، من السينما إلى موسيقى البوب والعلوم حتى الطيران المدني. لذا فإن التكنولوجيا الحديثة تشكل خطراً حقيقياً لهيمنة اللغة الإنجليزية، واللغات الأجنبية الأخرى حول العالم.