احتاج الأمر إلى قرار سياسي، وموافقات من مجالس نواب اثنتين من أهم وأقوى الدول الأوروبية، وذلك للبدء في بناء حاجز هائل بطول 70 كيلومتراً، وارتفاع يزيد عن الـ 1.5 متر، على طول الحدود بين كل من الدانمارك وألمانيا، والسبب في بناء هذا الحاجز الفولاذي الشائك الذي شرعت بتشييده الدانمارك فعلاً، قد يكون من بين الأغرب حتى الآن.. ولكن إذا عُرف السبب بَطُلَ العجب.
وبحسب «سكاي نيوز»، فإن هذا الحاجز الفولاذي الضخم، كان قد حظي بموافقة نواب البرلمان الدانماركي خلال شهر حزيران / يونيو من العام الماضي 2018. والهدف الغريب من إقامته وتشييده وصرف كل هذه التكاليف عليه، هو وقف تسلل «الخنازير البرية» عبر الحدود بين البلدين، وذلك من أجل منع انتشار حمّى «الخنازير الأفريقية»، التي يمكن أن تهدد صناعة اللحوم الشهيرة والعالية القيمة في الدانمارك.
وفقاً لـ«أسوشيتد برس» العالمية للأنباء، فإن الحكومة الدانماركية كانت قد حذرت من أن صادرات اللحوم الدانماركية إلى الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والتي تبلغ قيمتها حوالي 11 مليار كرونة، أي ما يعادل تقريباً 1.6 مليار دولار أمريكي في كل عام، من الممكن أن تتأثر بهذا المرض، وهو الأمر الذي قد يعطل هذه الصناعة، ويؤدي إلى خسائر مالية كبيرة للبلاد.
وحتى تتمكن دولة من أهم الدول إنتاجاً للحوم الحيوانية المختلفة على مستوى العالم من تفادي هذه الخسائر، كانت مضطرة إلى نقاش مشكلة تسلل الخنازير البرية بينها وبين ألمانيا، في مجلس نوابها، واحتاجت إلى قرار سياسي من أعلى المستويات للقيام بفعل ذلك، وحماية صادراتها وأرباحها من هذه الصناعة.