خطأ قد يكون عابراً، تحول إلى دعوى قضائية، ثم إلى ما يشبه قضية «رأي عام»، وحدث ذلك بعد أن قامت سيدة أمريكية برفع دعوى قضائية بشكل رسمي ضد مستشفى، مطالبة بتعويض مالي كبير، وذلك بعد أن طالبها بإزالة الأجهزة الداعمة للحياة عن أحد المرضى، كان الأطباء يعتقدون عن طريق الخطأ أن هذا المريض هو شقيقها.
وبحسب «روسيا اليوم»، بدأت القصة عندما اتصل مستشفى «سانت بارنابوس» في مدينة نيويورك الأمريكية، بسيدة تدعى «شيريل باول»، محاولاً تبليغها بأن شقيقها في حالة خطيرة للغاية، وأن عليها أن تعطي موافقتها للأطباء بنزع الأجهزة الداعمة للحياة عنه؛ لأن دماغه كان قد مات، ولا يوجد أي أمل في رجوعه.
كانت المفارقة في هذه القصة، أن اسم شقيق السيدة «باول»، وهو «فريدريك وليامز»، وعمره أيضاً، كانا مطابقين لاسم وعمر المريض، إلا أن شقيقها كان في تلك الأثناء متواجداً في السجن يقضي مدة عقوبته. وما زاد الأمر سوءاً وتعقيداً، أن المريض كان إلى حد ما يشبه شقيقها المسجون في شكله، إلا أن ملامحه كانت صعبة التمييز بسبب الكدمات والانتفاخ الذي أصاب وجهه، وهو الأمر الذي جعلها في بادئ الأمر تعتقد فعلاً أنه شقيقها، ما دفعها إلى توقيع موافقتها على نزع الأجهزة الداعمة لحياة المريض.
وظهرت الحقيقة أخيراً، بعد أن تم إجراء تشريح طبي للمتوفى، الذي كانت تعتقد السيدة «باول» أنه شقيقها، والذي كان قد أسعف سابقاً فاقداً للوعي بسبب تلف في الدماغ جراء تعاطيه جرعة مخدرات زائدة، إلا أن الأطباء اكتشفوا خلال تشريح الجثة، أنها لا تعود إلى شقيق «شيريل باول»، وإنما لشخص آخر مختلف تماماً. وعندها، قررت السيدة الأمريكية أن ترفع دعوى قضائية على مستشفى «سانت بارنابوس»، واتهام القائمين عليه بأنهم أرادوا «أن يجعلوا منها قاتلة».
السيدة «باول» التي تسعى من خلال الدعوى للحصول على تعويض غير محدد عن الضرر العاطفي الشديد الذي أصيبت به، كانت قد أدلت بتصريح لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، قالت فيه: «لقد أغمي عليّ تقريباً؛ لأنني قتلت شخصاً لم أكن أعرفه حتى. لقد أعطيت الموافقة ووقعت عليها بيدي».